جديد أزمة الرقائق... عرقلة انضمام 10 ملايين سيارة إلى السوق

جديد أزمة الرقائق... عرقلة انضمام 10 ملايين سيارة إلى السوق وتوصية بالحد من نفوذ آسيا

27 أكتوبر 2021
نقص أشباه الموصّلات ألحق أضراراً فادحة بسلاسل التوريد العالمية (Getty)
+ الخط -

تتوالى فصولاً تداعيات أزمة نقص الرقائق العالمية، فهي تقف عائقاً أمام انضمام 10 ملايين سيارة إلى طرق العالم، فيما برزت دعوة أوروبية صريحة بخفض الاعتماد على آسيا بأشباه الموصلات.

فقد طالب أوليفر زيبس، رئيس الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات، الشركات في القطاع بخفض اعتمادها على آسيا في ما يتعلق بأشباه الموصلات، بعدما هبطت مبيعات السيارات في أوروبا 23% الشهر الماضي إلى أدنى مستوى منذ عام 1995.

وتستهدف الخطط الحالية بناء مزيد من مصانع الرقائق في أوروبا بشكل خاص في فرنسا وألمانيا، وأعلنت "إنتل" أيضاً أنها تنوي إنفاق 80 مليار يورو (92.78 مليار دولار) بهدف تعزيز توسع طاقتها التصنيعية لأشباه الموصلات في أوروبا.

وأضاف زيبس أن "هناك حاجة إلى المبادرات الأوروبية المنسقة لبناء مصانع في أوروبا تنافس نظيرتها في آسيا، إذ إن هذه الأزمة غير المسبوقة تظهر مدى ضعف سلاسل توريد أشباه الموصلات، وضرورة خفض اعتمادنا على الأسواق الخارجية في ما يتعلق بهذه المكونات الحيوية، وخاصة من آسيا".

عرقلة انضمام ملايين السيارات إلى السوق

إلى ذلك، من المتوقع ألا ترتفع مبيعات السيارات في الصين والولايات المتحدة وأوروبا في العام الحالي بأكثر من 3% فقط، مقارنة بالعام الماضي الذي تأثر بأزمة كورونا.

وجاء ذلك وفقاً لدراسة أجراها خبير قطاع السيارات الألماني شتيفان براتسل من مركز إدارة السيارات "سي.إيه.إم" في مدينة برجيش غلادباخ، غربيّ ألمانيا، ونُشرت نتائجها الثلاثاء.

واعتبر المركز أنه لولا أزمة أشباه الموصلات، لكانت مبيعات السيارات عالمياً قد زادت بمقدار نحو 10 ملايين سيارة، متوقعاً أن تقلّ المبيعات بحلول نهاية العام بنحو 12%.

وأضاف المركز أن مبيعات السيارات في أهم 7 أسواق، هي الصين والولايات المتحدة وأوروبا واليابان والبرازيل وروسيا والهند، وصلت في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي إلى 45.6 مليون سيارة، أي بتراجع نسبته 12.7% مقارنة بالفترة نفسها عما كانت عليه قبل أزمة كورونا في عام 2019.

ولفت إلى أن نسبة التراجع في كل من الولايات المتحدة والصين كانت أقل بكثير من نسبة التراجع في أوروبا التي وصلت نسبة التراجع فيها إلى 24.4% مقارنة بعام ما قبل الأزمة.

ووصلت المبيعات في الصين خلال 9 أشهر إلى 16.6 مليون سيارة، بارتفاع 25% مقارنة بعام 2020، لكن الدراسة قالت إن مجمل التطور الإيجابي تأثر سلباً في الأشهر الثلاثة الأخيرة بأزمة الرقائق.

في الولايات المتحدة، وصلت مبيعات السيارات في أول 9 أشهر من عام 2021 إلى 11.8 مليوناً، بارتفاع 13% مقارنة بعام أزمة كورونا، فيما وصلت نسبة ارتفاع المبيعات في أوروبا إلى 7% مقارنة بعام المبيعات الضعيفة.

وفي الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن يصل إجمالي مبيعات السيارات في أوروبا في العام الحالي كله إلى 12 مليون سيارة، وفي أميركا إلى 15.2 مليوناً مقابل 20.3 مليوناً في الصين.

انتعاش تجارة السيارات المستعملة

وتسبب أزمة الرقائق عجزاً كبيراً في إنتاج السيارات الجديدة، فقد تجاوزت فترة التسليم في عدد كبير من المصانع 6 أشهر، وهو ما أنعش تجارة السيارات المستعملة في العديد من أنحاء العالم.

وأعلنت شركة "أوتونيشن"، أكبر سلسلة توزيع سيارات في الولايات المتحدة، تحقيق أرباح تتجاوز التوقعات خلال الربع الثالث عبر التركيز على بيع السيارات المستعملة، إذ خنَق نقص الرقائق الإلكترونية توريد السيارات الجديدة.

أرباح الشركات

وحققت الشركة ربحاً بلغ 5.12 دولارات لكل سهم، متجاوزة متوسط التوقعات البالغ 4.14 دولارات للسهم في استطلاع كانت قد أجرته شبكة "بلومبيرغ" الذي شمل 8 محللين.

وارتفعت إيرادات الشركة من بيع السيارات المستعملة 53% خلال أشهر الربع الثالث إلى 2.3 مليار دولار، فيما استمرت إيرادات الشركة من مبيعات السيارات الجديدة عند ذات مستواها تقريباً.

إلغاء ميزات كمالية في السيارات

وتلجأ مصانع السيارات إلى إلغاء بعض المزايا الكمالية لتوفير الرقائق وطرح المنتجات في الأسواق. يسلّم كثير منها الموزعين السيارات دون أشباه الموصلات، ويطالبونهم بالاحتفاظ بالسيارات حتى يركبوها بأنفسهم في وقت لاحق.

أرباح "هيونداي" دون التوقعات

إلى ذلك، جاءت أرباح شركة "هيونداي موتور" الكورية الجنوبية أقل بشكل طفيف عن تقديرات المحللين، حيث أدت أزمة الرقائق العالمية إلى انخفاض شحنات السيارات، وقالت إنها تتوقع أن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً للعودة إلى إمدادات الرقائق العادية.

"هيونداي" التي تُعد مع شركة "كيا كورب" التابعة لها بين أكبر 10 الشركات في العالم من حيث المبيعات، حققت أرباحاً صافية بلغت 1.1 مليار دولار في الفترة بين يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول، علماً أنها في الفترة نفسها من العام السابق، سجلت خسارة عندما تعرضت لمصاريف لمرة واحدة تتعلق بقضايا جودة المحرك وعمليات الاستدعاء.

وتتوقع الشركة "أن يتباطأ نمو المبيعات على أساس سنوي لبقية عام 2021 وسط ظروف عمل معاكسة ناجمة عن الإمداد غير المستقر لرقائق أشباه الموصلات".

وقد أدت أزمة الرقائق العالمية، التي نجمت جزئياً عن زيادة الطلب على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والإلكترونيات الاستهلاكية خلال الوباء، إلى إغلاق خطوط إنتاج السيارات على مستوى العالم، وأجبرت شركات صناعة السيارات على خفض توقعات الشحن.