ثُلث الشركات الأميركية تفقد حق إعادة شراء أصولها في روسيا

14 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 18:48 (توقيت القدس)
منطقة موسكو سيتي، 14 إبريل 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أشار روبرت إيدجي إلى أن ثلث الشركات الأميركية فقدت حق إعادة شراء أصولها في روسيا بعد تقليص فترة الخيارات من خمس إلى ثلاث سنوات، مما يعكس تأثير العقوبات الغربية.
- أوضحت أولغا بولياكوفا أن الاقتصاد الروسي أظهر مرونة في مواجهة العقوبات، بينما تجد الشركات الغربية صعوبة في العودة للسوق الروسية.
- أكد فلاديمير بوتين على عدم تقديم امتيازات للشركات الغربية العائدة، مشيراً إلى أن أكثر من 300 شركة أميركية أوقفت أنشطتها في روسيا، مما أدى إلى خسائر تُقدّر بـ300 مليار دولار.

صرح روبرت إيدجي، رئيس الغرفة التجارية الأميركية ومديرها التنفيذي الرئيسي في روسيا (أم شام)، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "إكسبيرت" الروسية، اليوم الاثنين، أن ثلث الشركات الأميركية التي غادرت السوق الروسية منذ عام 2022 فقدت حق إعادة شراء الأصول التي قامت ببيعها. وأوضح إيدجي أن بعض الخيارات لا تزال سارية، لكن نحو 30% منها لم تعد فعالة، إذ كانت الشركات قد أبرمت عقوداً مع الملاك الجدد تتضمن خيارات شراء لفترة محددة، ولكن جزءاً من هذه الخيارات أصبح غير صالح.

وأضاف إيدجي: "في السنة الأولى من فرض العقوبات، كان الحد الأقصى لفترة سريان خيارات إعادة شراء الأعمال خمس سنوات، ثم تم تقليصها إلى ثلاث سنوات في عام 2023، والآن لم يعد بالإمكان الحصول على مثل هذه التصاريح". وأشار إلى أن هناك نقاشات جارية حول ما إذا كان ينبغي تنفيذ الخيارات التي لا تزال سارية. وعلق قائلاً: "من وجهة نظرنا، سيكون من الصحيح أخذ هذه الخيارات بالاعتبار. إن التزام الجانب الروسي بهذه الالتزامات سيكون بمثابة إشارة إيجابية للشركات التي تفكر في العودة".

من جهتها، قالت أولغا بولياكوفا، وهي صحافية روسية، لـ"العربي الجديد": "فقدان ثلث الشركات الأميركية حق إعادة شراء أصولها في روسيا يعد دليلاً واضحاً على الأثر العميق الذي أحدثته العقوبات الغربية على هذه الشركات. بينما قد يبدو أن الشركات الغربية هي المتضررة، فإن الحقيقة هي أن الاقتصاد الروسي قد أظهر مرونة كبيرة في مواجهة هذه التحديات. لقد تمكنت الشركات الروسية من التكيف بسرعة مع الوضع الجديد، واستطاعت إيجاد بدائل محلية وتأسيس شركات جديدة لتلبية احتياجات السوق".

وأضافت بولياكوفا: "من المهم أن نفهم أن التزام الجانب الروسي بالخيارات المتبقية لإعادة شراء الأصول يمكن أن يُنظر إليه بصفته خطوة إيجابية، ولكن في الوقت نفسه يجب على الشركات الغربية أن تدرك أن العودة إلى السوق الروسية لن تكون سهلة. في النهاية، يمكن القول إن العقوبات الغربية قد أضرت بالشركات الغربية أكثر مما فعلت بالشركات الروسية، التي استطاعت تجاوز هذه الأزمة وخلق بيئة أعمال جديدة".

مغادرة  الشركات الأميركية

في نهاية مارس/آذار الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن تكون هناك أي امتيازات أو تفضيلات للشركات الغربية التي ترغب في العودة إلى السوق الروسية، وأنه يتعين عليها العودة على أساس تنافسي. وكلف الحكومة بتحديث قائمة الشركات التي غادرت روسيا وتطوير إجراءات للعودة، مع "ضمانات بالالتزام بممارسات العمل الجيدة والمسؤولة".

وفي غياب الخيارات الموقعة على إعادة الشراء، ستبدأ الشركات الأجنبية التي ترغب في العودة إلى السوق الروسية من "نقطة الصفر"، كما أضاف دينيس مانتوروف، النائب الأول لرئيس الوزراء، في وقت لاحق.

ومنذ فبراير/شباط 2022، أوقفت أكثر من 300 شركة أميركية أنشطتها أو غادرت السوق الروسية، وذلك وفقاً لدراسة أجرتها وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، في وقت سابق، استناداً إلى بيانات مفتوحة. ووفقاً للوكالة، فقبل بداية الصراع العسكري، كان هناك ما لا يقل عن 659 شركة أميركية تعمل في روسيا، والآن يستمر نحو 336 شركة فقط في تقديم خدماتها.

ووفقاً للوكالة الروسية، تصدرت شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قائمة الشركات التي غادرت. وفي سياق متصل، صرح رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، كيريل دميترييف، الذي شارك في المفاوضات مع الولايات المتحدة في السعودية، بأن الشركات الأميركية تكبدت خسائر تُقدّر بنحو 300 مليار دولار بسبب مغادرتها روسيا.

المساهمون