ثلث الأسر الإسرائيلية تنفق أكثر مما تكسب... والبنوك تزيد أرباحها

15 يناير 2025
سوق في تل أبيب، 25 مايو 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه الأسر الإسرائيلية تحديات مالية كبيرة بسبب ارتفاع الضرائب والأسعار، مما يؤدي إلى زيادة الديون وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية، حيث أن 2.5 مليون أسرة لديها حسابات مصرفية على المكشوف بفائدة تصل إلى 12.7%.

- الحرب المستمرة تزيد من الأعباء المالية، حيث ارتفعت ديون العائلات إلى ما بين 100 ألف و120 ألف شيكل، وتقدم منظمات مثل "بامونيم" و"فريش ستارت" الدعم المالي والقانوني للأسر المثقلة بالديون.

- استفادت البنوك من ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم، محققة أرباحاً قياسية، بينما يعاني حاملو الرهن العقاري من تكاليف سداد مرتفعة، وتعرضت البنوك لانتقادات بسبب عدم تقديم فوائد عادلة على الودائع.

ينفق أكثر من ثلث الأسر الإسرائيلية آلاف الشواقل أكثر مما يسمح به دخلها الشهري، ولا تستطيع الأسر تلبية احتياجاتها، حيث تكافح مع سلسلة من زيادات الضرائب والأسعار خلال الحرب المستمرة، فيما تظل أسعار الفائدة مرتفعة.

وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 2.5 مليون أسرة إسرائيلية لديها مبالغ مسحوبة على المكشوف في حساباتها المصرفية، أو حوالى 39% من السكان في إسرائيل الذين تزيد أعمارهم على 18 عامًا اعتبارًا من إبريل/نيسان 2024، وفقًا لبيانات منظمة فريش ستارت، وهي منظمة إسرائيلية غير ربحية تساعد الأسر والشركات المثقلة بالديون. وأظهرت أحدث بيانات بنك إسرائيل الصادرة هذا الأسبوع أن البنوك الإسرائيلية فرضت على الأسر التي لديها حسابات جارية على المكشوف فائدة مرتفعة بلغت 12.7% في المتوسط ​​في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ارتفاعًا من متوسط ​​11% في نهاية عام 2023. ويقارن ذلك بمتوسط ​​فائدة 9% تدفعها الأسر على قروض الائتمان الاستهلاكي. وبلغت سحوبات الإسرائيليين على المكشوف 9.75 مليارات شيكل (2.7 مليار دولار) حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وفقًا للبيانات.

في غضون ذلك، يراوح متوسط ​​الفائدة التي تدفعها البنوك الإسرائيلية على الودائع بالشيكل بين 3.5% إلى 4% في المتوسط. وتؤدي هذه الفجوة الواسعة إلى دفع العامة لأسعار فائدة مرتفعة للغاية على ديونهم، وهو ما يعمّق من مشاكل التمويل الشخصي للأسر. ونتيجة لهذا، تنفق آلاف الأسر في إسرائيل أكثر مما تكسب، وتقع في فخ اقتصادي من أسعار الفائدة المرتفعة وعدم القدرة على سداد الديون.

تحديات متزايدة أمام الأسر الإسرائيلية

"خلال الشهر الماضي، تواصل معنا حوالى 1200 أسرة غارقة في الديون، وهو ما يزيد بنحو ضعف العدد الذي رأيناه قبل بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023"، قالت شارون ليفين، مديرة الاتصالات والشؤون العامة في منظمة بامونيم، وهي منظمة غير ربحية تقدم التوجيه المالي والمساعدة للأسر المثقلة بالديون، لصحيفة تايمز أوف إسرائيل. "تحصل العديد من الأسر على المزيد من القروض، بينما لا تزال في حالة سحب على المكشوف، وتكافح لكسر حلقة الديون مع ارتفاع تكاليف أسعار الفائدة، ونزوح الأسر من مجتمعاتها بسبب الحرب، واستدعاء العديد منهم للخدمة الاحتياطية".

وتقدر ليفين أن "تكاليف سداد الديون ارتفعت منذ اندلاع الحرب بمعدل نحو 1500 شيكل سنوياً لكل أسرة". وقالت إن متوسط ​​ديون العائلات التي تلجأ إلى المنظمة تزايد ليصل إلى معدل يراوح بين 100 ألف إلى 120 ألف شيكل، مضيفة أن المنظمة تساعد الأسر التي تعاني من سوء إدارة أموالها لوضعها على طريق إعادة التأهيل. وقالت: "حتى قبل الحرب، ارتفعت تكلفة أقساط الرهن العقاري الشهرية بمقدار 800 شيكل إلى 1200 شيكل، بسبب الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة قبل حوالى عامين".

وسجلت أكبر البنوك المقرضة في إسرائيل، بما في ذلك بنك هبوعليم وبنك لئومي، أرباحاً صافية قياسية على مدى العامين الماضيين، حيث عززت أسعار الفائدة المرتفعة والتضخم المتزايد دخل التمويل وساعدت عمليات الائتمان والقروض على الازدهار، فيما ارتفعت تكاليف السداد لحاملي الرهن العقاري، ما أضاف إلى تكاليف المعيشة المرتفعة بالفعل.

من منتصف عام 2022 إلى عام 2023، رفع بنك إسرائيل سعر الفائدة من 0.10% إلى 4.75%، ما سمح للبنوك برفع الأسعار للمقترضين وزيادة تكاليف حاملي الرهن العقاري بسرعة. وخلال الحرب، خفض البنك المركزي تكاليف الاقتراض مرة واحدة فقط في يناير/كانون الثاني 2024، حيث ظلت بيئة التضخم مرتفعة. وظلت أسعار الفائدة عند 4.5%، ما يثقل كاهل الأسر والشركات مع تعرّض الاقتصاد للضربات.

وقال تومر رابينوفيتش، وهو محامٍ متخصص في الإفلاس ومؤسس شركة "فريش ستارت" التي تقدم المشورة القانونية والتوجيه لمساعدة الأسر والشركات على التعافي من ديونها: "أسعار الفائدة مرتفعة، والنفقات الأساسية للأسرة أصبحت أكثر تكلفة بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب، فيما ظل بقاء الدخل كما هو". وتعرضت البنوك المقرضة في البلاد لتدقيق شديد بسبب جني أرباح قياسية من أسعار الفائدة المرتفعة على الرهن العقاري والقروض والسحب على المكشوف، فيما كانت بطيئة في تقديم فائدة عادلة للودائع المحتفظ بها في حسابات العملاء الجارية. وأعرب محافظ بنك إسرائيل، البروفيسور أمير يارون، عن أسفه للفجوة الواسعة بين ما تكسبه البنوك من توفير الائتمان للمستهلكين وما تدفعه مقابل الودائع المحتفظ بها في حسابات جارية، حيث رفع البنك المركزي أسعار الفائدة في السنوات الأخيرة.

المساهمون