"توكتوك" يحرم الحرفيين المصريين من العمالة المساعدة

"توكتوك" يحرم الحرفيين المصريين من العمالة المساعدة

28 نوفمبر 2020
ارتفاع أعداد مركبات توكتوك في مصر (Getty)
+ الخط -

بدأت العمالة المساعدة في المهن الحرفية في التراجع شيئاً فشيئًا في مصر ‏منذ ظهور ناقلات "توكتوك" في 2005، الأمر الذي يؤثر ‏على مستقبل الصناعات الصغيرة في البلاد. إذ إن أكثر من 3 ملايين شاب وفق الإحصاءات الرسمية يفضلون ‏التفرغ لقيادة التوكتوك عن العمل في العمالة المساعدة، بسبب الراحة والدخل المرتفع والحرية التي تتوفر لهم في دوام ‏العمل.‏

ووفقًا للإحصائيات الصادرة عن مجلس الوزراء المصري، فإن ‏أعداد التوكتوك في مصر تعدت مليوني مركبة بنهاية 2019، في حين قدرت ‏مصادر برلمانية ارتفاع أعداد التوكتوك خلال العام 2020 ‏إلى 3 ملايين مركبة، وسط توقعات بازدياد أعدادها خلال الفترة المقبلة. يقول عمر علي، الذي يمتهن أعمال البناء، إن انتشار ظاهرة التوتوك ‏أدت إلى اختفاء العمالة المساعدة في عدد كبير من الحرف المهنية، فأحيانًا ‏كثيرة يضطر"الصنايعي" للتوقف عن بعض الأعمال المتفق ‏على تنفيذها بسبب عدم وجود من يساعده، وقد تضطره الظروف في ‏بعض الأحيان للعمل بنفسه.‏

‏‏ويحذر هيثم أحمد، سباك، من انقراض "الصنايعية" في مختلف ‏المهن الحرفية، لعدم وجود أجيال جديدة تتعلم "الصنعة" في ‏الوقت الراهن، نتيجة عدة أسباب منها انتشار التوكتوك. ‏ فيما يلفت سامي، وهو سائق توكتوك، إلى أن أحد المظاهر الإيجابية التي استفاد منها ‏المجتمع من جراء انتشار التوكتوك أنها استوعبت الملايين من ‏العاطلين عن العمل، حتى من أصحاب الشهادات الذين لا يجدون وظيفة تستوعبهم في سوق تزيد ضيقاً.

ويؤكد الدكتور عبدالنبي عبدالمطلب، الباحث في الشؤون ‏الاقتصادية، أن ظاهرة انتشار التوكتوك أدت إلى حرمان الصناعة ‏والمصانع من العمالة المحترفة، بل وقضى على أمل وجود تلمذة ‏صناعية أو حرفية، وكذلك ساهمت في اختفاء العمالة الزراعية. ‎

ويُرجع الأسباب إلى أن العمل على التوكتوك مريح، ويولد دخلًا ‏لمن يعمل به أضعاف ما يحصل عليه العامل في المصنع، أو في ‏الزراعة.‏ وينبه عبد المطلب إلى أنه في حال استمرار الحال على هذه ‏الأوضاع دون تنظيمها، ستتضرر الصناعة المصرية والاقتصاد ‏ككل بشكل عام، وخاصة بعد أن أصبحت مهنة "سائق توكتوك" منتشرة على نطاق واسع وتستوعب الملايين من الشباب. 

دلالات

المساهمون