توقيع اتفاقيتين لتسييل الغاز الطبيعي القبرصي وتصديره عبر مصر

18 فبراير 2025
شهد الرئيسان المصري والقبرصي اتفاقاً للطاقة مع السعودية، القاهرة في17 فبراير 2025(فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أبرمت "توتال إنرجيز" و"إيني" اتفاقًا مع قبرص ومصر لاستغلال حقل كرونوس البحري، مما يتيح تصدير الغاز القبرصي المسال إلى أوروبا، وتطوير حقل أفروديت باستخدام التسهيلات المصرية.
- تهدف الاتفاقيات إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز الطبيعي، حيث سيتم معالجة الغاز القبرصي في البنى التحتية المصرية وإسالته لتصديره إلى أوروبا، مع تعزيز إمكانات الإنتاج في "بلوك 6".
- وُصفت الاتفاقيات بأنها محورية في رسم الخريطة الإقليمية للطاقة، مع توقيع اتفاقيات أخرى لتعزيز التعاون في كفاءة استخدام الطاقة بين مصر والسعودية.

أبرمت شركتا النفط العملاقتان "توتال إنرجيز" و"إيني" اتفاقا مع قبرص ومصر لاستغلال حقل كرونوس البحري للغاز المُكتشف في 2022، ما سيتيح تصدير الغاز القبرصي المسال إلى أوروبا، بحسب ما ذكرته "توتال إنرجيز" في بيان. كما أبرمت مصر وقبرص اتفاقا مع اتحاد شركات يضم شيفرون ونيوميد إنيرجي وشل وتضع إطار عمل لتطوير واستغلال حقل أفروديت.

وشهد توقيع الاتفاقيات، مساء أمس الاثنين، كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس كريستودوليديس ووزير البترول كريم بدوي ووزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي جورج باباناستاسيو، إلى جانب مسؤولين من إيني وشيفرون. وقالت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية في بيان، إن الاتفاقيتين تعدان خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين مصر وقبرص في مجال الطاقة، وتمثلان بداية لتطوير الاكتشافات القبرصية باستخدام التسهيلات المصرية، فيما تستمر المفاوضات لجلب المزيد من الغاز القبرصي إلى مصر.

وأضافت الوزارة أن الاتفاقيتين تأتيان في إطار استراتيجية وزارة البترول لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي، من خلال استقبال الغاز المنتج من اكتشافات شرق المتوسط وتوجيهه إلى السوق المحلي وإعادة تصديره إلى أوروبا. 

إسالة الغاز القبرصي في مصر

من جانبها، قالت شركة توتال إنرجيز إن "الاتفاق يحدد إطارا يسمح بمعالجة غاز كرونوس من خلال البنى التحتية الحالية في حقل ظهر البحري في مصر ثم إسالته في مصنع دمياط لإسالة الغاز الطبيعي في مصر، من أجل تصديره إلى أوروبا". ويأتي الاتفاق بعد اختبارات واعدة أجريت مطلع العام 2024 في المنطقة الواقعة على بعد حوالى 160 كيلومترا جنوب غرب قبرص، أكدت وجود "إمكانات إنتاج ممتازة في بئر كرونوس 2"، بحسب ما أشارت إليه شركة "توتال إنرجيز" حينها.

كما تم اكتشاف بئرين أخريين في المنطقة نفسها هما كاليبسو-1 وزوس-1 في عامي 2018 و2022. وهذه المنطقة التي يطلق عليها اسم "بلوك 6" هي واحدة من أصل 13 رقعة داخل منطقة قبرص الاقتصادية الخالصة يحتمل أن تكون غنية بالغاز. وتبلغ حصة مشاركة مجموعة "توتال إنرجيز" الفرنسية في العمل في حقل كرونوس-2 في الرقعة 6 نحو 40% مقابل 50% لشركة إيني.

وأوضح مدير قسم الاستكشاف والإنتاج لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة توتال إنرجيز جوليان بوجيه في بيان للشركة، أن الاتفاق يهدف إلى "الاستفادة من المرافق القائمة في مصر" التي توفر "قدرة متاحة لإسالة الغاز القبرصي". وأضافت توتال إنرجيز أن الأطراف المختلفة "ستقوم حاليا بإعداد خطة التطوير والإنتاج في كرونوس، بتعاون وثيق مع السلطات القبرصية".

بينما وصف كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة إيني الاتفاقية بأنها خطوة حاسمة نحو إقامة مركز للطاقة في شرق البحر المتوسط. ولم يكشف المسؤولون عن كميات الاحتياطي في حقل كرونوس، لكن يعتقد أنها تزيد على احتياطي حقل أفروديت وهو أول حقل غاز يتم اكتشافه في مياه قبرص عام 2011، وتقدر احتياطياته بنحو 4.5 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

وجاء اتفاق حقل أفروديت بعد ثلاثة أيام من اتفاق حكومة قبرص واتحاد شركات شيفرون على الخطة المعدلة لتنمية وإنتاج الغاز من الحقل، بما في ذلك إضافة وحدة إنتاج عائمة داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية، بالإضافة لخط أنابيب لنقل الغاز القبرصي إلى مصر.

من جانبه، قال الرئيس القبرصي إن الاتفاقيتين اللتين وقعتهما مصر وقبرص أمس الاثنين، لتحديد كيفية استغلال كميات ضخمة من الغاز الطبيعي الموجودة في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص وتصديرها إلى الأسواق تمثلان مرحلة مهمة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة. وأضاف الرئيس القبرصي أن التعاون بين قبرص ومصر يساعد في رسم الخريطة الإقليمية للطاقة، واصفا الاتفاقيتين بأنهما "مغيرتان لقواعد اللعبة... ومحوريتان في شراكتنا الاستراتيجية". 

ووصف وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو الشهر الماضي، الاتفاق بأنه "الأكثر أهمية" لأنه يسمح للكونسورتيوم بالتعامل مع كل الجوانب الفنية المتعلقة بكيفية استخراج الغاز القبرصي من حقل كورنوس ونقله إلى مصر لمعالجته ثم إعادة تصديره إلى الأسواق المختلفة، بما فيها أوروبا. 

وافتتح الرئيسان المصري والقبرصي أمس الاثنين، الدورة الثامنة من مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة إيجبس 2025 خلال الفترة من 17 - 19 فبراير/شباط بحضور موسع من وزراء ورؤساء الشركات العالمية للطاقة وأمناء المنظمات الدولية والإقليمية المعنية وعدد من وزراء الحكومة المصرية. كما شهد الرئيسان توقيع اتفاق بين وزارتي البترول والثروة المعدنية والكهرباء والطاقة المتجددة، ووزارة الطاقة السعودية لوضع خطة تنفيذية للتعاون في مجال كفاءة استخدام الطاقة بين مصر والمملكة.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون