توقف كامل لرحلات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء

28 مايو 2025   |  آخر تحديث: 22:30 (توقيت القدس)
طائرة يمنية تضررت جراء غارات إسرائيلية على مطار صنعاء، 7 مايو 2025 (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت الخطوط الجوية اليمنية عن توقف رحلاتها من مطار صنعاء بعد استهدافه من قبل العدوان الإسرائيلي، مما أدى إلى تدمير الطائرة الوحيدة المتبقية وتعطيل رحلات المسافرين والحجاج. وحملت العدوان الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا الاستهداف.

- دعت الخطوط الجوية اليمنية المنظمات الدولية لإدانة هذا العمل الذي يهدد حرية التنقل، مؤكدةً حقها في مقاضاة المتورطين وفقاً للقانون الدولي وقوانين الحرب والنقل الجوي.

- أشار المحللون إلى أن تدمير الطائرة يمثل جريمة إنسانية وخسائر اقتصادية كبيرة، حيث فقدت اليمن أكثر من نصف أسطولها. ودعا المبعوث الأممي إلى حماية المدنيين والبنية التحتية والعودة إلى الحوار لتحقيق السلام.

أعلنت الخطوط الجوية اليمنية عن توقّف كامل مؤقت لرحلات الخطوط الجوية اليمنية من مطار صنعاء الدولي "حتى إشعارٍ آخر"، بعد استهداف العدوان الإسرائيلي مطار صنعاء وتدمير آخر طائرة متبقية للخطوط الجوية اليمنية في المطار. وحمّلت في بيان صادر عنها "العدوان الإسرائيلي، وكل من تعاون معه، المسؤولية الكاملة عن هذا الاستهداف" الذي وصفته بـ"السافر"، وأنه "عدوان مباشر على سيادة الجمهورية اليمنية، ومؤشر وخطير على تمادٍ لم يعد السكوت عليه مقبولاً".

وعاود الطيران الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء استهداف مطار صنعاء بأربع غارات أدت إلى تدمير الطائرة الوحيدة المتبقية العاملة في المطار لنقل المسافرين والحجاج والمرضى بعد استهداف المطار مطلع مايو/ أيار، وتدمير ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية. وقالت مصادر في مطار صنعاء الدولي، لـ"العربي الجديد"، إن العدوان الإسرائيلي دمر الطائرة الوحيدة المتبقية بعد وصولها بنصف ساعة في رحلة مباشرة من مطار الملكة علياء بالعاصمة الأردنية عمّان، في حين كانت تستعد للقيام برحلة جديدة لتفويج نحو 150 مسافراً لتأدية فريضة الحج، والعودة للقيام برحلة أخرى لتفويج عدد مماثل في الساعة الثامنة مساءً.

وأضافت المصادر أن الطائرة كانت تستعد للقيام برحلة مباشرة بين مطار صنعاء ومطار الملك عبد العزيز بجدة لنقل نحو 150 مسافراً لتأدية فريضة الحج. وتقوم الطائرة الوحيدة المتبقية للخطوط الجوية اليمنية منذ السبت الماضي 24 مايو/ أيار برحلات مباشرة بين صنعاء وجدة لتفويج الحجاج عبر مطار صنعاء، والذين يقدر عددهم بنحو ثلاثة الآف مسافر، وذلك قبل أن يتم استهدافها اليوم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي قصف مطار صنعاء الدولي للمرة الثانية خلال هذا الشهر.

في السياق، دعت الخطوط الجوية اليمنية المنظمات الدولية، ومؤسسات الطيران المدني، إلى "كسر صمتهم المُعيب"، و"إدانة هذا العمل الجبان الذي لا يهدد طائرة فحسب، بل يستهدف مبدأ حرية التنقل وحق الحياة ذاته". وقالت إنها "تحتفظ بحقها القانوني الكامل في مقاضاة وملاحقة جميع المتورطين في هذه الجريمة، من مخططين ومنفذين وداعمين"، الذين قالت إنهم "استباحوا سماء وأرض اليمن بلا وجه حق"، مؤكدةً أنهم سيقدمون للعدالة أمام المحاكم المختصة، وفقاً للقانون الدولي، وقوانين الحرب، وقوانين النقل الجوي العالمي.

المحلل الاقتصادي حامد الكهالي تحدث لـ"العربي الجديد" عن أن "استهداف منشأة مدنية مثل مطار صنعاء وتدمير الطائرة الوحيدة المتبقية لخدمة المواطنين عمل غير مقبول وجريمة بحق الإنسانية على العالم إدانتها بكل الوسائل المتاحة". ولفت إلى أن "هناك خسائر اقتصادية تكبدها اليمن جراء ذلك، لكنها خسائر مقابل موقف يمني لمناصرة قضية إنسانية بحتة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة والتجويع في قطاع غزة". وفقدت الخطوط الجوية اليمنية أكثر من نصف أسطولها، نحو 4 طائرات، بتكلفة تتجاوز 500 مليون دولار، بحسب تقديرات الجهات المختصة.

الباحث الاقتصادي جمال رواح أشار لـ"العربي الجديد" إلى أن "العدوان الإسرائيلي يستهدف البنية التحتية ومقدرات الشعب اليمني، ويفاقم الأزمات المعيشية لليمنيين، حيث يهدد بفرض حصار جوي وبحري، في مؤشر خطير على انتهاج سياسته في حصار وتجويع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتنفيذها باليمن". في المقابل، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، السويدي هانس غروندبرغ، في بيان صحافي، أن الغارة التي طاولت مطار صنعاء اليوم وما نتج عنها من تدمير لطائرة مدنية يمنية، يحرمان العديد من اليمنيين من وسيلة أساسية للسفر لأغراض علاجية أو تعليمية أو عائلية أو دينية، خاصة في وقت يستعد فيه الآلاف لأداء مناسك الحج. ودعا جميع الأطراف المعنية إلى "التحلي بضبط النفس، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. كما أشدد على ضرورة العودة إلى حوار يمني–يمني، بدعم من الأطراف الإقليمية، باعتباره السبيل الوحيد القابل للتطبيق نحو تحقيق الأمن والسلامة الدائمين في اليمن والمنطقة".

المساهمون