توقعات متشائمة لإنتاج النفط الأميركي بعد الإعصار
لا تزال تداعيات الإعصار إيدا الذي ضرب الولايات المتحدة تؤثر مباشرة في الاقتصاد الأميركي، إذ قالت هيئة تنظيمية إن إنتاج نحو 1.4 مليون برميل يوميا من النفط في خليج المكسيك، ما يعادل 77% من الإجمالي، ما زال متوقفا اليوم الأربعاء بعد الإعصار.
كما أن إنتاج ما يزيد عن 1.72 مليار قدم مكعبة يوميا من إنتاج الغاز الطبيعي في المنطقة ما زال متوفقا، وفقا لمكتب السلامة والإنفاذ البيئي.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء، انخفاض إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة 200 ألف برميل يوميا في 2021 إلى 11.08 مليون برميل يوميا، مشيرة إلى أن الإعصار سيسفر عن تراجع أكبر مما كانت تتوقعه في السابق لنزول 160 ألف برميل يوميا.
وتوقف أكثر من 90% من إنتاج الخام البحري في خليج المكسيك أواخر أغسطس/آب بسبب العاصفة العاتية. وما زالت عدة شركات في طور إعادة الإنتاج إلى المستويات العادية وتسببت انقطاعات للكهرباء وتضرر بعض المنشآت في بطء تنفيذ خطط إعادة التشغيل.
وقالت الإدارة إنه نتيجة للتوقف بلغ إنتاج خليج المكسيك في المتوسط 1.5 مليون برميل يوميا في أغسطس/ آب، بانخفاض 300 ألف برميل يوميا عن يوليو/ تموز.
ومن المتوقع أن يعود الإنتاج في خليج المكسيك تدريجا خلال سبتمبر/ أيلول الحالي، وأن يبلغ في المتوسط 1.2 مليون برميل يوميا في الشهر قبل العودة إلى 1.7 مليون برميل يوميا في المتوسط في الربع الرابع.
كما قالت الإدارة إنها تتوقع زيادة استهلاك البترول وغيره من أنواع الوقود السائل 1.55 مليون برميل يوميا إلى 19.74 مليون برميل يوميا في 2021، مقارنة مع توقع سابق لزيادة 1.58 مليون برميل يوميا.
وبالنسبة لعام 2022، يُتوقع أن يزيد إنتاج الخام في الولايات المتحدة إلى حوالي 11.72 مليون برميل يوميا في المتوسط، مدفوعا بنمو في إنتاج النفط الصخري.
وارتفع إجمالي عدد منصات النفط والغاز نحو 94% عن نفس الفترة من العام الماضي، بحسب "رويترز".
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب في 2022 بمقدار 890 ألف برميل يوميا إلى 20.63 مليون برميل يوميا، وهي زيادة كبيرة عن توقع الإدارة السابق لزيادة 860 ألفا.
وعلى مستوى العالم، قالت إدارة معلومات الطاقة إن ما يقدر بنحو 98.4 مليون برميل يوميا من البترول وأنواع الوقود السائل استُهلكت في أغسطس/ آب، في زيادة 5.7 ملايين برميل يوميا عن أغسطس/ آب 2020 لكنها لا تزال أقل بـ4 ملايين برميل يوميا عن أغسطس/ آب 2019.
الطاقة الشمسية
هذا ونشرت إدارة الرئيس جو بايدن اليوم الأربعاء، تقريرا يظهر أن الولايات المتحدة قد تحصل على 40% من الكهرباء من الطاقة الشمسية بحلول عام 2035 في ارتفاع كبير عن حصة الطاقة الشمسية الحالية في توليد الكهرباء.
وتشرح دراسة معنية بمستقبل الطاقة الشمسية كيف يمكن لهذا النوع أن يساعد في تنقية شبكة الكهرباء الأمريكية من الوسائل التي تستخدم الفحم والوقود الأحفوري وبالتالي تساهم في تحقيق هدف إدارة بايدن بالقضاء على الانبعاثات الضارة من قطاع الكهرباء بحلول عام 2035.
وقالت وزيرة الطاقة جنيفر جرانهولم في بيان "الدراسة تسلط الضوء على حقيقة أن الطاقة الشمسية، أرخص وأنظف وأسرع مصادر الطاقة نموا ويمكن أن تنتج كهرباء كافية لكل المنازل في الولايات المتحدة بحلول عام 2035 وتوظف ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في هذا المجال".
توقعات بعودة الطلب إلى طبيعته
وقد ذكر بنك الاستثمار الفرنسي "سوسيتيه جنرال" اليوم الأربعاء، أنه يتوقع أن يعود الطلب على النفط إلى طبيعته في 2022، بيد أن السوق ربما تسجل فائضا محدودا للإمدادات.
وقال البنك في مذكرة إن الطلب على النفط "ما زال على مسار العودة إلى الوضع الطبيعي" ومن المتوقع أن يبلغ 99.3 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2022، وأن يتعافى إلى مستوى "ما قبل كوفيد" البالغ 100 مليون برميل يوميا، عند 101.4 مليون برميل يوميا بحلول الربع الثالث.
وتابع أن التوصل إلى اتفاق نووي مرجح بين الولايات المتحدة وإيران بحلول نوفمبر تشرين الثاني، مما قد يجلب المزيد من النفط الإيراني إلى السوق، قد يشجع "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك)، وحلفاءها، أو "أوبك+"، على تعديل الإنتاج.
ويتوقع البنك أن يبلغ سعر برنت في المتوسط 70 دولارا للبرميل في الربع الأخير من 2021 و67.5 دولارا بحلول الربع الأول من 2022.
وارتفع النفط ما يزيد عن 1% فيما بلغ سعر خام برنت القياسي 72.75 دولارا للبرميل بحلول الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش، إذ تستأنف شركات الطاقة في خليج المكسيك الإنتاج بوتيرة بطيئة بعد الإعصار أيدا.
ومن المتوقع أن يتعافى الطلب الأميركي على النفط إلى 20.3 مليون برميل يوميا بحلول نهاية 2021 وأن يزيد إلى 21.6 مليون برميل يوميا بحلول أغسطس/ آب 2022 مقابل 18.8 مليون برميل يوميا في يناير/ كانون الثاني 2021.
وقال البنك إن استهلاك أوروبا من النفط قد يبلغ 13.2 مليون برميل يوميا بحلول نهاية 2021، "مقتربا من المستويات الطبيعية" بينما ربما ينمو الطلب الصيني "بوتيرة معقولة، ليرتفع من 14.7 مليون برميل يوميا في مستهل 2021 إلى 15.3 مليون برميل يوميا بحلول نهاية 2021".
وقد يعود الطلب الهندي، الذي تلقى "ضربة كبيرة" في مايو/ أيار، أيضا إلى الوضع الطبيعي، فيما سيبلغ الطلب 5.1 مليون برميل يوميا بحلول نهاية 2021 وأكثر، إلى 5.2 ملايين برميل يوميا بحلول نهاية 2022.
