توتر العلاقات التجارية بين روسيا واليابان.. موسكو تبحث عن مشترين غير اليابان لغازها

22 مارس 2025
ناقلات غاز روسية، 25 إبريل 2023 (دينيس لوفروفك/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه العلاقات الاقتصادية بين روسيا واليابان تحديات كبيرة بسبب العقوبات الغربية على موسكو، لكن قطاع الطاقة يظل مجالًا للتعاون المستمر بين البلدين، حيث تعتبر اليابان المشاريع المشتركة في النفط والغاز ضرورية لأمنها الطاقي.

- موسكو مستعدة للبحث عن مشترين بدلاء للغاز الطبيعي المسال في حال انسحاب اليابان، بينما تدرس طوكيو خيارات بديلة مثل إنتاج الغاز في ألاسكا، رغم العقوبات الأمريكية على مشروع "أركتيك للغاز الطبيعي المسال 2".

- روسيا تعزز تعاونها مع الصين في مجال الطاقة، حيث أصبحت المورد الأول للغاز الطبيعي إلى الصين عبر خط أنابيب "قوة سيبيريا"، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في توجهات موسكو الاقتصادية.

تواجه العلاقات الاقتصادية بين روسيا واليابان تحديات كبيرة في ظل تصاعد العقوبات الغربية المفروضة على موسكو نتيجة الحرب على أوكرانيا. في هذا السياق، تبرز أهمية قطاع الطاقة كأحد المجالات التي لا تزال تشهد تعاونًا بين البلدين. ومع ذلك، فإن التوترات الجيوسياسية والضغوط الدولية قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في هذه الشراكات. حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية أخيرًا أن موسكو مستعدة للبحث عن مشترين بدلاء لغازها الطبيعي المسال في حال انسحاب اليابان من استثماراتها.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، اليوم السبت، أكدت ليودميلا فوروبيوفا، مديرة القسم الثالث لشؤون آسيا في وزارة الخارجية الروسية، أن قطاع الطاقة يعد واحدًا من المجالات القليلة التي لا يزال فيها التعاون بين روسيا واليابان مستمرًا. وأشارت إلى أن الجانب الياباني يعترف رسميًا بالأهمية الحيوية للمشاريع المشتركة في مجال النفط والغاز لضمان أمنه الطاقي، ما يدفع الشركات اليابانية إلى الاستمرار في المشاركة فيها.

وأضافت فوروبيوفا أن موسكو تأخذ بالاعتبار تصريحات طوكيو ضمن مجموعة السبع حول نيتها التخلص من مصادر الطاقة الروسية، بالإضافة إلى المبادرة التي قدمتها واشنطن للحكومة اليابانية بشأن إنتاج الغاز في ألاسكا، والتي قد تُستخدم مستقبلاً لتحل محل الغاز الروسي في السوق اليابانية.

وأكدت فوروبيوفا أن القرار النهائي يعود لليابان، لكن موارد الطاقة الروسية ستجد حتمًا مستهلكها في آسيا ومناطق أخرى من العالم. وأشارت إلى أن مشاركة طوكيو في مشروع "أركتيك للغاز الطبيعي المسال 2" حُظرَت فعليًا بسبب العقوبات الأميركية.

وفي إبريل/نيسان 2024، أعلنت اليابان أنها تنوي الحفاظ على حصتها في مشاريع النفط والغاز الروسية، معتبرةً إياها ضرورية لأمنها الطاقي. وتحتفظ اليابان حاليًا بحصصها في مشروعين نفطيين وغازيين هما "سخالين 1" و"سخالين 2". كذلك كانت اليابان تأمل  شراء مليونَي طن سنويًا من مشروع "أركتيك للغاز الطبيعي المسال 2".

ومع ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، شملت شركة "أركتيك للغاز الطبيعي المسال 2"، التابعة لشركة "نوفاتيك" التي تنفذ المشروع، وفي مايو 2024، فرضت واشنطن عقوبات إضافية على الشركات والسفن المرتبطة بالمشروع.

وفي شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا أصبحت الآن في المرتبة الأولى من حيث إمدادات الغاز الطبيعي إلى الصين، وجاء ذلك خلال اجتماع عبر الفيديو مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث أشار بوتين إلى أن التعاون في مجال الطاقة بين البلدين قد بدأ قبل خمس سنوات مع تدشين مشروع خط أنابيب "قوة سيبيريا".

ويمتد خط أنابيب "قوة سيبيريا" على مسافة تقارب 3 آلاف كيلومتر، وقد بدأت إمدادات الغاز عبره في نهاية عام 2019 من حقل تشاياندينسكوي في جمهورية ياقوتيا. وبعد ثلاث سنوات، بدأت إمدادات الغاز أيضًا من حقل كوفيكتينسكوي في منطقة إيركوتسك. وقد سجلت شركة "غازبروم" الروسية أرقامًا قياسية جديدة في كميات الغاز الموردة يوميًا عبر هذا الخط.

المساهمون