توترات المنطقة تربك الأسهم الأميركية رغم بيانات تضخم مطمئنة
استمع إلى الملخص
- توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق مبدئي لإعادة تفعيل الهدنة الجمركية، حيث ستورد الصين معادن نادرة مقابل رسوم جمركية أميركية بنسبة 55%، مما يعكس تهدئة في النزاعات التجارية.
- تراجعت مؤشرات مثل ستاندرد أند بورز وناسداك، بينما حقق قطاع التكنولوجيا ارتفاعاً طفيفاً، وشهدت شركات مثل تسلا ارتفاعاً في أسهمها، في حين تراجعت أسهم "غيتلاب" و"غايمستوب".
شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية في وول ستريت تراجعاً طفيفاً خلال تعاملات اليوم الأربعاء، متأثرة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، رغم صدور بيانات تضخم أقل من المتوقع خففت من المخاوف بشأن ارتفاع الأسعار الناتج عن الرسوم الجمركية، بينما يترقب المستثمرون تفاصيل إضافية حول المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وتخلى مؤشر ستاندرد أند بورز (S&P 500) عن مكاسبه الطفيفة بعدما أفادت مصادر أميركية بتحضيرات لإخلاء سفارة الولايات المتحدة في العراق، بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة. وكانت طهران قد حذرت في وقت سابق من اليوم بأنها ستستهدف القواعد الأميركية في حال فشل المفاوضات النووية واندلاع صراع مع واشنطن.
في المقابل، أظهرت بيانات رسمية أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بشكل طفيف خلال مايو/ أيار، إذ بلغ معدل التضخم السنوي 2.4%، وهو أقل من التوقعات التي أشارت إلى 2.5%، ما عزز آمال الأسواق بأن يتجه مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) نحو خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
ونقلت وكالة رويترز عن كبير مديري المحافظ في شركة "داكوتا ويلث"، روبرت بافليك، قوله: "رغم استمرار القلق من أن رسوم ترامب قد تكون تضخمية، فإن تقرير التضخم جاء أفضل من المتوقع، ما يعزز الآمال بأن البنك الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض الفائدة لاحقاً". ويُظهر مؤشر "سي إم إي" (CME FedWatch) أن المتداولين يقدرون احتمال خفض أسعار الفائدة بحلول اجتماع سبتمبر/أيلول بنسبة 70%.
على الصعيد التجاري، وبعد اتفاق مبدئي بين واشنطن وبكين لإعادة تفعيل الهدنة الجمركية، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّ "الاتفاق تم"، وأن الصين ستورد معادن نادرة ومغانط لصالح الولايات المتحدة، فيما تضمن الاتفاق رسوماً جمركية أميركية بنسبة 55% على الواردات الصينية، منها 10% كتعرفة متبادلة، و20% لمحاربة تهريب الفنتانيل، و25% كرسوم سابقة. وسترد الصين برسوم بنسبة 10% على السلع الأميركية.
ويأتي هذا في وقت تداول فيه مؤشر الأسهم الأميركية ستاندرد أند بورز قرب أعلى مستوياته المسجلة في فبراير/ شباط، بدعم من رهانات المستثمرين على تهدئة النزاعات التجارية. ونقلت "رويترز" عن المدير التنفيذي لشركة "باليو ليون" في نيوجيرسي، جون برافين، قوله إنّ "السيناريو الأسوأ بات خلفنا على الأرجح، هناك مكاسب رمزية للطرفين، لكن يبقى السؤال الأهم: هل سيتم تنفيذ الاتفاق؟". وحتى الساعة 11:44 صباحاً بتوقيت نيويورك، تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز بنسبة 0.34% ليصل إلى 6018.27 نقطة، بينما انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.56% إلى 19605.32 نقاط، وتراجع داو جونز الصناعي 0.02% إلى 42857.3 نقطة.
وسجلت ثمانية من بين 11 قطاعاً في مؤشر الأسهم الأميركية ستاندرد أند بورز خسائر، قادها قطاع السلع الاستهلاكية بتراجع 1.06%، يليه قطاع المواد بخسارة 0.94%. في المقابل، حقق قطاع التكنولوجيا ارتفاعاً بنسبة 0.4%. وارتفع سهم تسلا 0.5% بعد اعتذار الرئيس التنفيذي إيلون ماسك عن منشورات سابقة هاجم فيها ترامب، معتبراً أنها كانت "أكثر من اللازم". أما شركة "غيتلاب" (GitLab) فقد خسرت 6% بعد نتائج فصلية مخيبة، كما هبطت أسهم شركة "غايمستوب" (GameStop) بنسبة 3.9% بعد تراجع إيراداتها الفصلية. وسجل مؤشر ستاندرد أند بورز 10 قمم جديدة وسجل قاعين فقط، بينما سجل ناسداك 77 قمة جديدة و34 قاعاً.