توترات الشرق الأوسط تخفض النفط والأسهم الأميركية

12 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 13 يونيو 2025 - 08:24 (توقيت القدس)
متعاملون في بورصة نيويورك، 30 مايو 2025 (أنجيلا فايس/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بأكثر من 4% بسبب التوترات في الشرق الأوسط، مما أثار قلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن تراجعت العقود الآجلة لخام برنت والخام الأميركي لاحقًا، وتأثرت الأسواق المالية في وول ستريت بانخفاض المؤشرات الرئيسية.

- تستعد دول مجموعة السبع لمناقشة خفض سقف السعر المفروض على النفط الروسي، حيث تسعى بعض الدول إلى خفض السقف من 60 دولارًا إلى 45 دولارًا للبرميل، بدعم من كندا وبريطانيا وبعض أعضاء الكونغرس الأميركي.

- يواصل الاتحاد الأوروبي وحلفاؤه اتخاذ إجراءات صارمة ضد التحايل على سقف السعر المفروض على النفط الروسي، مما أدى إلى تراجع إيرادات موسكو، وأعلنت شركة روسنفت عن انخفاض أرباحها بنسبة 14.4% العام الماضي.

بعدما ارتفعت أسعار النفط العالمية والأميركية بأكثر من 4% أمس الأربعاء، مسجلة أعلى مستوياتها منذ أوائل إبريل/نيسان المنصرم، تراجعت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 0.59% لتسجل عند التسوية 69.36 دولاراً اليوم الخميس، كما انخفضت عقود الخام الأميركي 0.16% مسجلة 68.04 دولاراً، فيما عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استيائه من ارتفاع الأسعار وسط مخاوف بشأن الإمدادات جراء صراع محتمل في الشرق الأوسط.

وجاء ذلك بعدما فتحت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض اليوم الخميس، مع تأثر الإقبال على المخاطرة بالمؤشرات على تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، فيما سعى المستثمرون إلى استيضاح المزيد بشأن الاتفاقات التجارية التي أبرمتها واشنطن مع الصين مؤخرا. وقد تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 0.3%، إلى 42737.36 نقطة عند الفتح، ونزل المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.2% إلى 6009.9 نقاط، وناسداك المجمع 0.19%، إلى 19578.874 نقطة، حسب رويترز.

ونقلت الوكالة عن أربعة مصادر مطلعة قولها إن أغلب دول مجموعة السبع مستعدة للتحرك بمفردها وخفض سقف السعر الذي تفرضه المجموعة على النفط الروسي حتى إذا قرر الرئيس ترامب عدم المشاركة في ذلك المسعى. ومن المقرر أن يجتمع قادة دول المجموعة في الفترة من 15 إلى 17 يونيو/ حزيران الجاري في كندا، وسيناقشون سقف السعر الذي جرى الاتفاق عليه لأول مرة أواخر عام 2022. ويهدف سقف السعر للسماح ببيع النفط الروسي لأطراف أخرى باستخدام خدمات التأمين الغربية، شريطة ألا يتجاوز السعر 60 دولاراً للبرميل. ويسعى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا منذ أسابيع لخفض السقف بعد أن أدى تراجع أسعار النفط العالمية إلى جعل سعر 60 دولاراً الحالي غير مؤثر تقريباً.

وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها، إن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا مستعدان لقيادة الجهود والمضي قدما بمفردهما، بدعم من الدول الأوروبية الأخرى في مجموعة السبع وكندا. وأضافت أنه لا يزال من غير الواضح ما الذي ستقرره الولايات المتحدة، لكن الأوروبيين يضغطون من أجل اتخاذ قرار موحد في الاجتماع. وذكروا أن موقف اليابان لا يزال غير مؤكد أيضاً.

ولفت أحد المصادر إلى أن "هناك مساعيَ بين الدول الأوروبية لخفض سقف سعر النفط من 60 دولاراً إلى 45 دولاراً. وهناك إشارات إيجابية من كندا وبريطانيا وربما اليابان، وسنستخدم مجموعة السبع لمحاولة إقناع الولايات المتحدة بالانضمام"، بينما لم يعلق البيت الأبيض بعد. وذكرت المصادر أنه خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع في جبال روكي الكندية الشهر الماضي، كان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت غير مقتنع بضرورة خفض السقف السعر. ومع ذلك، قد يؤيد بعض أعضاء الكونغرس الفكرة، مثل ليندسي غراهام الذي عبر للصحافيين في الأسابيع القليلة الماضية عن دعمه خفض سقف السعر. ويدفع غراهام لفرض مجموعة عقوبات جديدة صارمة على روسيا، قد تعني فرض رسوم جمركية باهظة على مشتري النفط الروسي.

ويقترح الاتحاد الأوروبي خفض السعر إلى 45 دولاراً للبرميل في حزمة العقوبات الثامنة عشرة. وحتى يجرى اعتماد حزمة عقوبات جديدة، يجب أن تحظى بإجماع آراء الدول الأعضاء، وهو ما قد يستغرق عدة أسابيع. ويُتداول خام الأورال، أكثر خام تصدره روسيا، بخصم يبلغ حوالي عشرة دولارات للبرميل عن خام برنت المؤرخ المصدر من موانئ بحر البلطيق. وتتداول العقود الآجلة لخام برنت بأقل من 70 دولاراً منذ أوائل إبريل. وأفادت مصادر بأن موافقة واشنطن ليست ضرورية لخفض سقف السعر نظرا لهيمنة بريطانيا على تأمين الشحن البحري العالمي وتأثير الاتحاد الأوروبي على أسطول الناقلات الغربي الملتزم بالقواعد. ومع ذلك، تزيد أهمية الولايات المتحدة في ما يتعلق بالمدفوعات المقومة بالدولار مقابل النفط ونظامها المصرفي.

ويواصل الاتحاد الأوروبي وحلفاؤه الغربيون تدريجياً اتخاذ إجراءات صارمة ضد أسطول الظل الروسي من الناقلات وضد الجهات ذات صلة التي تعمل على التحايل على سقف السعر. وبدأ الضغط في إلحاق أضرار بإيرادات موسكو، ويأمل الحلفاء الغربيون أن يؤدي ذلك إلى عودة المزيد من تجارة النفط إلى ما دون سقف السعر. وأعلنت شركة روسنفت الروسية المنتجة للنفط والمملوكة للدولة عن انخفاض في الأرباح 14.4% العام الماضي.

المساهمون