تمديد القيود على الرحلات الجوية من روسيا إلى إسرائيل

أعلنت الهيئة الروسية للطيران المدني، اليوم الثلاثاء، عن تمديد القيود المفروضة على الرحلات الجوية للطيران الروسي من روسيا إلى إسرائيل حتى 11 مارس/ آذار المقبل. وتقضي هذه القيود بحظر تنفيذ الرحلات الجوية بين الساعة 01:00 و07:00 صباحاً بتوقيت موسكو، حسبما أفاد مصدر في القطاع لوكالة تاس الروسية.

وكانت هذه القيود قد فُرضت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كجزء من الإجراءات المتخذة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تم تحديد ساعات الطيران المسموح بها من الساعة 09:00 حتى 19:00 بتوقيت موسكو. وقد تم تمديد هذه التوصيات ثلاث مرات منذ إدخالها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني.

ورغم هذه القيود، تواصل شركات الطيران الروسية مثل "ريد وينغز" و"أزيموت" تقديم رحلات مباشرة من روسيا إلى إسرائيل، ولكن ضمن الأوقات المحددة. وعلى الرغم من بدء اتفاق الهدنة بين دولة الاحتلال وحركة حماس، يظل القطاع السياحي في إسرائيل متأثراً، حيث تتواصل تداعيات القيود المفروضة على الرحلات الجوية من روسيا إلى إسرائيل. وتعكس تصريحات موظفي شركات السياحة في موسكو والمرشدين السياحيين لـ"العربي الجديد" القلق المتزايد بشأن استئناف الرحلات السياحية بشكل طبيعي.

وفي هذا السياق، قالت إيكاترينا زابوتينا، وهي موظفة بشركة سياحة في موسكو: "تم تعليق الرحلات السياحية إلى إسرائيل منذ بداية الحرب، ولا توجد أي رحلات متاحة حالياً لدينا". وأضافت زابوتينا لـ"العربي الجديد": "الوضع هناك غير مستقر، مما يجعل من الصعب التنبؤ بموعد استئناف الرحلات السياحية".

من جانبها، أوضحت سفيتلانا، وهي مرشدة سياحية في القدس المحتلة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "السياحة كانت شبه معدومة في بداية النزاع، ولكن الوضع بدأ يتغير مع عودة بعض السياح، رغم استمرار الحرب"، مشيرة إلى أنّ "الحياة في القدس هادئة نسبياً، لكن عدد السياح لا يزال منخفضاً بسبب إلغاء شركات الطيران للرحلات".

وأضافت سفيتلانا: "إلغاء الرحلات يؤثر على السياح أكثر من تأثير الحرب نفسها، خاصة أن الوضع في القدس لا يشعر به السكان كثيراً". ومع ذلك، أشارت إلى وجود مؤشرات إيجابية، حيث زادت الرحلات أخيراً وبدأ عدد السياح في الارتفاع، مع حجوزات للفنادق في القدس وبيت لحم تصل إلى 60% من الأماكن المتاحة لشهر مارس/ آذار المقبل.

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

تأثير انقطاع الرحلات الجوية على شركات التكنولوجيا الإسرائيلية

وفي 8 فبراير/ شباط الماضي، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن خطط لزيادة عدد السياح القادمين من روسيا إلى ضعف مستواه قبل تصاعد التوترات. وأكد مدير إدارة وزارة السياحة الإسرائيلية في روسيا فلاديمير شكيار، أن هناك مجموعة من الإجراءات الداعمة لصناعة السياحة قيد الإعداد، بما في ذلك عروض جديدة مخصصة للزوار الروس.

ووفقاً للإحصاءات المنشورة على موقع وزارة السياحة الإسرائيلية، فقد انخفض عدد السياح القادمين من روسيا في عام 2024 إلى النصف مقارنة بعام 2023، حيث تراجع العدد من 158.5 ألف شخص إلى 72.6 ألفاً. وأشار شكيار لـ"تاس" إلى أن جائحة فيروس كورونا كانت تحدياً آخر أمام قطاع السياحة، موضحاً أن مدينة إيلات كانت تحظى بشعبية كبيرة بين السياح الروس قبل انتشار فيروس كورونا. وأكد أن منظمي الرحلات نقلوا أكثر من 22 ألف سائح روسي إلى إيلات خلال موسم 2019-2020.

وبالإضافة إلى ذلك، أدى تصاعد التوترات في المنطقة، الذي بدأ في الربع الأخير من عام 2023، إلى انخفاض كبير في عدد السياح القادمين إلى إسرائيل، حيث تراجع العدد بنحو مليون سائح. وبدلاً من التوقعات التي كانت تشير إلى استقبال 3.9 ملايين سائح، بلغ عدد الزوار الذين قدموا إلى إسرائيل بحلول نهاية العام حوالي 3 ملايين و10 آلاف سائح، وفقاً لما أفادت به وزارة السياحة الإسرائيلية.

وأوضحت الوزارة أن عدد السياح في عام 2023 شهد زيادة بنسبة 13% مقارنة بعام 2022، لكنه لا يزال أقل بنسبة 34% عن الأرقام القياسية المسجلة في عام 2019 قبل جائحة كورونا. وأشار التقرير إلى أنه حتى تاريخ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، الذي شهد بداية الحرب، كانت التوقعات تشير إلى أن عدد السياح سيصل إلى نحو 3.9 ملايين سائح. ومع ذلك، فقد أدت الأحداث إلى انخفاض حاد في عدد الوافدين، حيث وصل عدد السياح في الربع الأخير من العام إلى 180 ألف سائح فقط، بدلاً من التقديرات التي كانت تشير إلى حوالي 900 ألف.

وفي سياق متصل، احتلت روسيا المرتبة الرابعة في قائمة الدول المصدرة للسياح إلى إسرائيل، حيث زار الأخيرة 158.5 ألف سائح روسي في عام 2023، مما يمثل انخفاضاً بنسبة 3% مقارنة بعام 2022 و50% مقارنة بعام 2019. وجاءت الولايات المتحدة في صدارة قائمة الدول من حيث عدد السياح الذين يزورون إسرائيل في 2023، حيث زارها 853.3 ألف سائح، بزيادة قدرها 5% عن العام السابق، وتلتها فرنسا بحوالي 216.7 ألف سائح، لكن أعداد الزوار الفرنسيين شهدت انخفاضاً بنسبة 8%. كما زار إسرائيل حوالي 185.5 ألف سائح من المملكة المتحدة، بزيادة قدرها 4%.