تل أبيب تستعجل ثمار التطبيع خوفاً من مفاجآت الانتخابات الأميركية

تل أبيب تستعجل ثمار التطبيع خوفاً من مفاجآت الانتخابات الأميركية

25 سبتمبر 2020
حفل توقيع اتفاقية التطبيع في البيت الأبيض
+ الخط -

تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى توظيف التطبيع مع دولة الإمارات بأسرع ما يمكن، لإفادة اقتصادها الذي يعيش أزمات حادة مع إعلان الإغلاق مرة أخرى ولمدة أسبوعين بسبب تزايد تفشي جائحة كورونا. 

وحتى الآن وقعت حكومة بنيامين نتنياهو مجموعة من الاتفاقات الاقتصادية مع الإمارات، شملت قطاعات البنوك التجارية والموانئ والنفط والطاقة والسياحة والبورصة والصناعة والزراعة والصحة وغيرها. 
ويأتي تسرع الحكومة الإسرائيلية في التفعيل الاقتصادي السريع للتطبيع، بسبب الخوف من خسارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للانتخابات الأميركية التي ستجرى في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. 
في هذا الشأن، ذكرت صحيفة "كلكيلست" الاقتصادية الإسرائيلية أمس الخميس، أنه يتوقع على نطاق واسع أن تقدم شركة "شيفرون" الأميركية، التي تعد ثالث أكبر شركة للتنقيب عن الغاز والنفط في العالم في الاستثمار في سوق الطاقة الإسرائيلي.

ونقلت الصحيفة عن أيلي فريد، المحلل المتخصص في شؤون الطاقة قوله إنه نظراً إلى حجم استثماراتها الهائل في الخليج، وتحديدا في السعودية، امتنعت "شيفرون"، التي تحتفظ باستثمارات في 180 دولة، حتى الآن عن الاستثمار في مجال التنقيب عن الغاز في إسرائيل، خشية أن تتعرض استثماراتها في منطقة الخليج للخطر. 
ولفت إلى أن "شيفرون" تملك مقدرات إستراتيجية في السعودية، وتحتفظ بعلاقات تاريخية معها ومع كل من البحرين والكويت، مرجحاً أن تسهم اتفاقات التطبيع التي وقعت أخيراً في تحييد العوائق التي كانت تحول دخولها سوق الطاقة الإسرائيلي؛ مشيراً إلى أن هذه الشركة انتظرت تسخين العلاقات بين تل أبيب والعواصم الخليجية، لكي يصبح بالإمكان توجيه استثماراتها إلى إسرائيل.
كما نسبت الصحيفة العبرية إلى أمير بوستر، مدير عام "اتحاد صناعات النفط والغاز" في إسرائيل قوله إن شركات عملاقة مثل "شيفرون" لم تكن في الماضي تفكر مجرد تفكير في الاستثمار في السوق الإسرائيلي، بسبب شبكة علاقاتها التاريخية والممتدة مع الدول الخليجية. ونوهت الصحيفة إلى أن شروع شركة النفط الأميركية العملاقة أخيراً في تنفيذ صفقة شراء شركة "نوبل إنيرجي" التي تملك معظم الأسهم في حقلي "ليفيتان" و"تمار" سيعزز من حضورها في سوق الطاقة الإسرائيلي.
وفي ذات الصدد، كشف وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، يوم الأربعاء، أن تل أبيب اقترحت انضمام الإمارات إلى منتدى غاز شرق المتوسط. ويذكر أن وزراء الطاقة في مصر وإسرائيل واليونان وإيطاليا والأردن وقبرص (الرومية)، وقعوا يوم الثلاثاء، اتفاق إطلاق المنتدى رسمياً، في اجتماع عبر الاتصال المرئي، تغيبت عنه فلسطين، الدولة المؤسسة السابعة. وقال شتاينتز، في بيان: "اقترحنا انضمام الإمارات، وقالوا (الدول الست المشاركة في حفل التوقيع) إنهم يدرسون الأمر".

وكان شتاينتز قد التقى في وقت سابق الأربعاء، نظيره الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي عبر تقنية الاتصال المرئي، وبحث معه التعاون في نقل الغاز إلى أوروبا. وقال شتاينتز، في البيان: "تحدثت مع وزير الطاقة الإماراتي بخصوص التعاون في ربط شبكات الكهرباء، وتطوير سوق الغاز الطبيعي للصادرات عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا ومشاريع أخرى". 
يذكر أن لدى دولة الاحتلال خطة متكاملة لتغيير خطوط تصدير النفط الخليجي إلى إسرائيل ثم إلى أوروبا عبر ميناء عسقلان. ويرى خبراء إسرائيليون أن ثروة الطاقة في المنطقة يجب أن تستفيد منها جميع دول الشرق الأوسط، في إشارة إلى إسرائيل التي ترغب في الحصول على رسوم مرور النفط والغاز وكذلك أثمان النقل والتحميل. وهذه الخطط الإسرائيلية ستلحق أضراراً بالغة بقناة السويس التي تواجه حالياً مشكلة في مرور الناقلات النفطية العملاقة سعة مليوني برميل. 
وفي وقت سابق، الأربعاء، قالت أبوظبي في بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات الرسمية، إن المزروعي وشتاينتز "بحثا العلاقات الثنائية بين الإمارات وإسرائيل وسبل تعزيزها، وتطوير أوجه التعاون المشترك في مجال الطاقة والبنية التحتية، ولا سيما قطاع الطاقة المتجددة". وأضاف البيان الإماراتي أن الوزيرين "بحثا سبل تعزيز التعاون بين البلدين في قطاع النفط والغاز". وزاد: "اتفقا على بحث فرص الاستثمار بين البلدين في قطاع الطاقة وآلية تعزيزها وتطويرها وسبل تنميتها، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين"، دون ذكر مشاريع محددة.

المساهمون