تقدّم بطيء لأوبك في تعويض الإنتاج الزائد في سبتمبر... والنفط يتراجع

تقدّم بطيء لأوبك في تعويض الإنتاج الزائد في سبتمبر... وأسعار النفط تنخفض

15 أكتوبر 2020
(Getty)
+ الخط -

ما لبثت اللجنة الفنية التابعة لـ"أوبك+" أن أنهت اجتماعها اليوم الخميس، حتى انخفضت أسعار النفط، مع تراجع توقعات النمو الاقتصادي والطلب على الوقود في ظل قيود جديدة للحد من زيادة الإصابات بفيروس كورونا.

وانخفض سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 0.4%، لتجري تسويتها عند 43.16 دولاراً، في حين هبط الخام الأميركي 0.2%، ليبلغ سعر التسوية 40.96 دولاراً، علماً أنه في وقت سابق، كان كلا الخامين القياسيين منخفضين دولاراً، فيما قال متعاملون إن الأسعار محت الخسائر التي تكبدتها سابقاً بعدما أعلنت إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة زيادة الطلب الأميركي الأسبوع الماضي، وهو ما ساهم في تقليص مخزونات الخام، في حين تراجعت مخزونات نواتج التقطير بأكبر وتيرة منذ 2003 بعد أن خفض الإعصار دلتا إنتاج النفط وأغلق المصافي في منطقة ساحل الخليج.

واجتمعت اللجنة الفنية المشتركة التي تضم ممثلين عن كبار المنتجين في "أوبك+" مثل السعودية وروسيا، لاستعراض مستويات الامتثال بتخفيضاتها لإنتاج النفط العالمي. وأفادت أرقام أعطتها مصادر في "أوبك" لرويترز اليوم، بأن التقدم الذي أحرزته "أوبك+" ضئيل في سبتمبر/ أيلول على صعيد التعويض عن الإنتاج الزائد في الشهور السابقة.

وقالت المصادر إن حجم التخفيضات التعويضية بلغ 2.33 مليون برميل يومياً في سبتمبر/ أيلول مقابل 2.38 مليون برميل يومياً قبل شهر. وكانت مصادر قد قالت سابقاً إن الرقم في أغسطس/ آب كان 2.38 مليون برميل يومياً.

وناقشت اللجنة الفنية اليوم، زيادة إمدادات النفط مع استئناف إنتاج ليبيا وسط ضعف في توقعات الطلب في الأشهر المقبلة بفعل موجة ثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد، فيما ذكر مصدران أن التزام المجموعة بتخفيضات الإنتاج في سبتمبر/ أيلول بلغ 102%.

الأمين العام لمنظمة "أوبك"، محمد باركيندو، قال في مؤتمر إن الطلب على النفط يتعافى بوتيرة أبطأ من المتوقع، مضيفاً: "علينا أن نكون واقعيين بشأن أن ذلك التعافي لا يزيد بالوتيرة التي توقعناها في وقت سابق من العام... الطلب في حد ذاته لا يزال ضعيفاً".

وقال أحد المصدرين إن مندوبي أوبك+ بحثوا التعافي البطيء للطلب في الربع الرابع من العام الجاري، بينما كانت التوقعات أن يرتفع نظراً لعوامل موسمية. وأضاف أن استئناف إنتاج النفط من ليبيا وعدم وجود لقاح لكوفيد- 19 بعد بينما تواجه العديد من الدول زيادة في الإصابات بالفيروس وتجدد فرض القيود في مسعى احتواء الجائحة، قد يعني مراجعة محتملة بالخفض للطلب على النفط، مما يخلق توقعات سلبية للسوق في الأشهر المقبلة.

وقال المصدر إن اللجنة ناقشت بيانات تظهر فائض معروض على مدى 2021، مع مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تزيد 301 مليون برميل فوق أحدث متوسط في خمس سنوات في الربع الماضي، مقارنة مع 245 و181 و173 في الفصول الثلاثة السابقة.

وتقلص أوبك+، التي تضم منتجين من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وآخرين من بينهم روسيا، الإنتاج منذ يناير كانون الثاني 2017 في مسعى لتحقيق التوازن بالسوق ودعم الأسعار وخفض المخزونات.

وتخفض المجموعة حالياً الإنتاج 7.7 ملايين برميل يومياً، هبوطاً من 9.7 ، ومن المقرر أن تقلص تخفيضات الإنتاج مليوني برميل يومياً بداية من أول يناير/كانون الثاني. لكن مصادر بأوبك+ تقول إن التوقعات السلبية للطلب اليوم وارتفاع إمدادات ليبيا يعنيان أن أوبك+ ربما تمدد التخفيضات الحالية في العام القادم وترجئ تخفيف التخفيضات.

وتعقد المجموعة اجتماعا وزاريا يومي الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني والأول من ديسمبر/ كانون الأول لتحديد السياسات.

على صعيد متصل، قالت "فيتول" و"ترافيغورا" و"جانفور"، وهي من كبرى شركات تجارة النفط العالمية، اليوم الخميس، إنها تتوقع أن يكون تعافي الطلب على النفط بطيئاً بسبب الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد. وتوقعت الشركات ألّا تزيد أسعار النفط إلى 50 دولاراً أو ما يزيد عن ذلك قبل أكتوبر/ تشرين الأول من العام المقبل.

وأدلى الرؤساء التنفيذيون للشركات الثلاث بتلك التصريحات خلال منتدى "إنرجي إنتليجنس"، معتبرين أن الطلب في أوروبا والولايات المتحدة تخطى على الأرجح الذروة لكنهم شهدوا طلباً قوياً على النفط وبقية السلع الأولية من الصين التي بدا أن اقتصادها خرج بقوة من تبعات أزمة الجائحة.

المساهمون