تقدّم اسم كريم سعيد لحاكمية مصرف لبنان مع ترك باب "المفاجآت" مفتوحاً

25 مارس 2025
مبنى مصرف لبنان في بيروت، 31 يوليو 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء اللبناني لتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان المركزي، حيث برز اسم كريم سعيد كالأوفر حظاً بدعم من الرئيس جوزاف عون ورئيس البرلمان نبيه بري، رغم استمرار المشاورات.

- يُناقش التعيين خلال زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، مع التركيز على ضرورة أن يتمتع الحاكم الجديد بمواصفات وخطط واضحة، وسط انتقادات لعلاقات كريم سعيد مع المصارف والسلطة.

- يُعتبر التعيين خطوة حاسمة لاستكمال بناء المؤسسات اللبنانية، وسط ضغوط دولية لتقليص نفوذ حزب الله، مع تأكيد وزير المال على أهمية العمل الجماعي لإيجاد حلول للأزمة المالية.

يسود الترقب جلسة مجلس الوزراء اللبناني بعد غدٍ الخميس، في ظلّ بروز مؤشرات تؤكد الاتجاه إلى تعيين حاكم جديد ليتولى مسؤولية مصرف لبنان المركزي بعد حلّ الخلاف السياسي على مستوى الرئاسات الثلاث حول التسمية وحصول نوع من التوافق اليوم الثلاثاء، على الاسم الذي سيتولّى المنصب.

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ "وزير المال ياسين جابر رفع ثلاثة أسماء جديدة لتولّي منصب حاكم مصرف لبنان المركزي، بعدما استبعد بعض الشخصيات التي كانت مقترَحة في ظل الخلاف حولها، ولا سيما منها الوزير السابق جهاد أزعور، والمصرفي سمير عساف، فيما أبقى على كريم سعيد، وأضاف ترشيح اسمي جميل باز وإدي الجميل، بوصفها أسماء مقبولة ويمكن التوافق حولها".

وتبعاً للمعلومات "لا توافق نهائياً بعد لحسم التسمية، رغم تقدّم سعيد على باقي الأسماء، واعتباره الأوفر حظاً، خصوصاً في ظلّ تزكيته من الرئيس جوزاف عون، والموافقة عليه أيضاً من جانب رئيس البرلمان نبيه بري، علماً أن رئيس الوزراء نواف سلام كان أقرب إلى الوزير السابق جهاد أزعور، لكن هناك مشاورات ستحصل في الساعات المقبلة، وفي حال تلاقت الآراء، سيحصل التعيين في الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء".

كذلك، من المتوقع أيضاً أن يُطرح هذا الاستحقاق، غداً الأربعاء، خلال الجولة التي سيجريها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان على المسؤولين اللبنانيين في بيروت، باعتبار أنّ المنصب يحوز على اهتمام خارجي ولا سيما أميركي، وفرنسي، وسط تشديد على مواصفات مطلوبة في شخص الحاكم الجديد، والخطط التي عليه أن يعمل عليها لا سيما المرتبطة بأموال المودعين.

من جهتها، اكتفت مصادر رسمية لبنانية بالقول لـ"العربي الجديد": "هناك ثلاثة مرشحّين جدّيين لتولي منصب الحاكم، تبلّغت بهم الرئاسة الأولى، لكن الأوفر حظاً هو كريم سعيد، إلا إذا حصل ما هو غير متوقّع".

ومع شيوع خبر حسم تعيين سعيد الحاكم الجديد لمصرف لبنان، برزت أصوات منتقدة لهذه الخطوة، بالنظر إلى علاقاته مع المصارف وأركان في السلطة، ما يزيد المخاوف من طريقة تعاطيه مع أموال المودعين، خصوصاً أن شركة "غروث غايت كابيتال" العاملة في الإمارات، والتي يشغل فيها منصب رئيس مجلس الإدارة، كانت موّلت وضع خطة هارفارد، للتعافي وحلّ الأزمة الاقتصادية في لبنان، ودعت عام 2023 إلى تحويل الودائع كافة إلى سندات دين على الدولة، كما اقترحت نظاماً نقدياً يقوم على الدولرة الكاملة، عدا أنّ هذه الشركة يضم مجلس إدارتها ماهر نجيب ميقاتي.

وكان وزير المال اللبناني ياسين جابر أكد في أكثر من تصريح تلفزيوني أن حاكماً جديداً لمصرف لبنان سيُعيّن قبل نهاية مارس/آذار الجاري، مشدداً على ضرورة تمتع الحاكم الجديد بسمعة طيبة وخبرة طويلة وأن يكون معروفاً ولديه تاريخ في المجال المالي والنقدي.

وأشار جابر إلى أنّه من المتوقع أن يعين حاكم جديد لمصرف لبنان في الجلسة المرتقبة هذا الأسبوع لمجلس الوزراء، لافتاً إلى أنّ "لبنان من الدول القليلة التي أعطت استقلالية كاملة لمصرف لبنان والعمل يجب أن يكون جماعياً"، مشدداً على أننا "في ظرف صعب والعمل على إيجاد الحلول التي تتيح المجال لإعادة الأموال للمودعين هو عمل جماعي من مصرف لبنان والمصارف ووزارة المال والحكومة مجتمعة".

ويُعتبر تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان بمثابة خطوة أساسية في إطار استكمال عقد المؤسسات بعد انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في 9 يناير/كانون الثاني الماضي، بعدما حال الشغور في سدّة الرئاسة الأولى دون تعيين حاكم أصيل عام 2023 مع انتهاء ولاية رياض سلامة، فكان أن تولى نائبه الأول وسيم منصوري المنصب بالإنابة.

وبالتزامن أيضاً مع المشاورات اللبنانية للتوافق حول اسم الحاكم الجديد، خرج العديد من الأخبار الصحافية التي تتحدث عن تدخل أميركي كبير في الاستحقاق، وذلك في إطار تركيز الولايات المتحدة على إضعاف حزب الله وتقليص نفوذه على مستوى كل مؤسسات الدولة.

المساهمون