استمع إلى الملخص
- تواجه شركات التأمين تحديات كبيرة بسبب الأضرار الناتجة عن الحرائق، مع تزايد التكاليف غير المباشرة مثل فقدان الأعمال وتعطل الإنتاج الزراعي.
- تتجاوز التأثيرات الاقتصادية الأضرار المادية، حيث يتوقع انخفاض عائدات السياحة وزيادة تكاليف الرعاية الصحية، مع مطالبات بوضع شروط على المساعدات الفيدرالية.
أصبحت حرائق ولاية كاليفورنيا الأخيرة واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث أصدرت "أكيوويذر AccuWeather" تقديراً حديثاً يشير إلى أن الأضرار الاقتصادية قد تتراوح بين 250 و275 مليار دولار. ويعكس هذا الرقم الصادم الخسائر الناتجة عن الدمار الواسع للمنازل والممتلكات والبنية التحتية، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية الممتدة على الاقتصاد المحلي والوطني.
AccuWeather has updated and increased its preliminary estimate of the total damage and economic loss to between $250 billion and $275 billion due to the fast-moving, wind-fueled fires in Southern California.
— AccuWeather (@accuweather) January 13, 2025
LIVE UPDATES: https://t.co/ZU0kWNukun pic.twitter.com/jCizOLsJR7
ولا تقتصر التكلفة على حجم الدمار الذي لحق بالمجتمعات المتضررة، إذ تعكس أيضاً عبئاً متزايداً على قطاع التأمين والخدمات العامة، في وقت يتوقع فيه الكثيرون أن تتخلف بعض شركات التأمين عن التزاماتها تجاه تعويض المتضررين من الحرائق في الولاية. وأعرب الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن تشككه في قدرة شركات التأمين على تغطية تكاليف حرائق لوس أنجليس الأخيرة، إذ قال على حسابه على تطبيق تروث سوشيال Truth Social: "قد تُسجل الحرائق في لوس أنجليس، من حيث قيمتها بالدولار، باعتبارها الأسوأ في تاريخ بلدنا. في العديد من الدوائر، يشككون في ما إذا كانت شركات التأمين ستمتلك ما يكفي من المال لدفع ثمن هذه الكارثة".
وتعكس كلمات ترامب المخاوف بشأن التأثير المالي لحرائق الغابات على صناعة التأمين، خاصة بالنظر إلى الأضرار الكبيرة المبلغ عنها. وعلى سبيل المثال، كان حريق باليسيدز Palisades مدمراً بشكل خاص، مما أدى إلى تحمل شركات التأمين على المنازل التزامات ضخمة. ويؤكد الموقف على التحديات التي تواجه شركات التأمين في المناطق المعرضة للكوارث الناجمة عن المناخ، مما يثير تساؤلات حول استدامة نماذج التأمين الحالية في مثل هذه المناطق عالية الخطورة، وفقاً لما ذكره موقع "بوليتيكو".
وإلى جانب ذلك، فإن التكاليف غير المباشرة، مثل فقدان الأعمال التجارية وتعطل الإنتاج الزراعي، تزيد من عبء هذه الكارثة، فالزراعة، التي تعد عنصراً حيوياً في اقتصاد كاليفورنيا، تأثرت بشدة، إذ تضررت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والمحاصيل، بصورة يتوقع أن يكون لها تأثيرات ممتدة على سلاسل الإمداد المحلية والدولية.
وتتحمل شركات التأمين العبء الأكبر من هذه الكارثة، إذ تواجه طلبات تعويض هائلة من أصحاب المنازل والشركات المتضررة. وتشير التقديرات إلى أن قطاع التأمين قد يتحمل جزءاً كبيراً من هذه التكاليف، ما قد يدفع بعض الشركات إلى إعادة تقييم سياساتها أو حتى التوقف عن تقديم التأمين في المناطق الأكثر عرضة للحرائق. وسيؤدي ذلك على الأرجح إلى زيادة الأعباء المالية على سكان هذه المناطق، الذين قد يواجهون صعوبة في العثور على تغطية تأمينية معقولة.
ومرة أخرى، تتجاوز التأثيرات الاقتصادية الأضرار المادية المباشرة، إذ من المتوقع أن تشهد الولاية انخفاضاً في عائدات السياحة، فقد أثرت الحرائق على العديد من الوجهات السياحية الشهيرة. وإضافة إلى ذلك، فإن تلوث الهواء الناجم عن الدخان الكثيف يشكل خطراً على الصحة العامة، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية وتراجع الإنتاجية. واضطر السكان المحليون إلى إخلاء منازلهم، ما أدى إلى زيادة في تكاليف الإيواء الطارئ والمساعدات الإنسانية، بينما تتطلب عمليات الإطفاء والإنقاذ موارد هائلة تزيد من الضغط على الميزانيات العامة.
وعلى نحو متصل، طالب عدد من الجمهوريين بوضع شروط على أي مساعدة فيدرالية تذهب إلى كاليفورنيا، إذ تكافح الولاية مع حرائق الغابات الكارثية. وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إنه "يجب وضع شروط" على مساعدات حرائق الغابات في كاليفورنيا، مبرراً ذلك بما وصفه بأنه "مشاكل مع القيادة المحلية".
وأثناء حديثه إلى الصحافيين أمس الاثنين، قال النائب الجمهوري من ولاية لويزيانا إنه يجب وضع "شروط" على المساعدات الفيدرالية المقترحة لكاليفورنيا في أعقاب الحرائق المميتة التي لا تزال مشتعلة في منطقة لوس أنجليس. وأضاف: "من الواضح أنه كانت هناك أخطاء في إدارة الموارد المائية وإدارة الغابات وجميع أنواع المشاكل". وقال جونسون للصحافيين في مبنى الكابيتول إن "الأمر يتعلق بالقيادة، ويبدو لنا أن قادة الولايات والقادة المحليين كانوا مهملين في أداء واجبهم في كثير من النواحي، لذا فهذا أمر يجب وضعه في الاعتبار. أعتقد أنه ربما ينبغي وضع شروط على هذه المساعدات. هذه وجهة نظري الشخصية". وقُتل ما لا يقل عن 24 شخصاً في الحرائق التي دمرت آلاف المنازل والمحلات التجارية، وتهدد بحرق المزيد منها، خاصة مع تزايد سرعة وقوة الرياح في الولاية، كما نقلت وسائل إعلام أميركية صباح يوم الثلاثاء.