تفاصيل أول اتصال بين ترامب ولولا بشأن الرسوم الجمركية
استمع إلى الملخص
- توترت العلاقات بين البلدين بسبب محاكمة الرئيس البرازيلي السابق وفرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 50%، لكن نائب الرئيس البرازيلي أبدى تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل.
- تبادل الرئيسان أرقام هواتفهما الشخصية، مما يعكس تحسناً في التواصل بين البلدين.
حثّ الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الاثنين، نظيره الأميركي دونالد ترامب على رفع "الرسوم الجمركية العقابية" البالغة 40% التي فرضها على البضائع البرازيلية، والإجراءات التقييدية التي تطبقها الولايات المتحدة. وذلك في أول محادثات رسمية، بعد أشهر من العداء، حيث اقترح كلاهما عقد اجتماع شخصي في المستقبل القريب.
وأعلن ترامب أنه سيلتقي الرئيس البرازيلي لولا "في المستقبل القريب، في الولايات المتحدة والبرازيل"، وأضاف عبر منصته تروث سوشال "سنجري مباحثات أخرى"، موضحاً أنهما ناقشا خصوصاً موضوعي الاقتصاد والتجارة. بينما أفادت الرئاسة البرازيلية بأن لولا طرح مع ترامب إمكانية عقد اجتماع شخصي خلال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا في أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وجدد له الدعوة لحضور مؤتمر المناخ "كوب-30" في مدينة بيليم البرازيلية الواقعة في منطقة الأمازون في نوفمبر/تشرين الثاني، "وأعرب أيضاً عن استعداده للسفر إلى الولايات المتحدة".
ونقلت "رويترز" أن الرئيسين تحدثا لمدة 30 دقيقة "بلهجة ودية"، وخلال المكالمة طلب لولا "رفع الرسوم الجمركية المفروضة على منتجات بلاده والعقوبات المفروضة على المسؤولين البرازيليين". وصرح دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس، بأن "الحكومة البرازيلية واجهت صعوبة في إيجاد قنوات للنقاش مع الإدارة الأميركية". وأضاف "أن شركات برازيلية كبرى، مثل إمبراير وشركة إنتاج اللحوم جيه بي إس هي التي تضغط على السلطات الأميركية لتغيير موقفها تجاه البرازيل".
ونقلت وكالة رويترز أن المكالمة الهاتفية بين الرئيسين جاءت بعد ما بدا في البداية لقاء صدفة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، والذي دفع ترامب إلى الإشادة بـ"توافقه الممتاز" مع لولا. ومع ذلك، أفاد الموقع الإخباري "إستاداو" البرازيلي بأن اللقاء القصير، الذي تضمن عناقاً، كان في الواقع نتيجة "عملية دبلوماسية" مكثّفة خلف الكواليس.
وتبادل الزعيمان الانتقادات اللاذعة في خطابيهما في الأمم المتحدة، حيث انتقد لولا بشدة الهجوم "غير المقبول" على استقلال القضاء البرازيلي. بينما اتهم ترامب البرازيل بـ"الرقابة والقمع" و"الفساد القضائي". ثم غيّر مساره لاحقاً، وسرد مواجهته مع لولا، واصفاً إياه بأنه "رجل لطيف للغاية، في الواقع". ويقف الرجلان على طرفي نقيض عندما يتعلق الأمر بقضايا مثل التعددية والتجارة الدولية ومكافحة تغير المناخ، إذ صرّح لولا مراراً وتكراراً بأن البرازيل "مستعدة للتفاوض" بشأن الرسوم الجمركية، لكنه أعرب عن أسفه لعدم وجود "أحد للتحدث معه" في واشنطن. في وقت سجلت فيه الولايات المتحدة فائضاً تجارياً مع البرازيل بقيمة 6.8 مليارات دولار العام الماضي، وفقاً لمكتب الإحصاء الأميركي.
وتوترت العلاقات بين واشنطن وبرازيليا في الأشهر الأخيرة، مع غضب ترامب من محاكمة وإدانة حليفه، الرئيس السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو بالسجن 27 عاماً لدوره في محاولة انقلاب فاشلة بعد خسارته في انتخابات عام 2022 أمام لولا. وفرض بعدها ترامب رسوماً جمركية بنسبة 50% على المنتجات البرازيلية، في وقت أكد فيه نائب الرئيس البرازيلي جيرالدو ألكمين، المكلف بمواصلة المفاوضات مع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن هذه الرسوم ستطاول نحو 36% فقط من صادرات البرازيل إلى الولايات المتحدة، بينما أشار محللون إلى أنها ستشمل منتجات رئيسية مثل القهوة ولحم البقر والسكر. وقال ألكمين: "نحن متفائلون جداً بأننا سنمضي قدماً نحو وضع مربح للجانبين في هذه العلاقة". وأشار إلى أن المكالمة الهاتفية "كانت أفضل مما توقعنا"، وأن الرئيسين تبادلا أرقام هواتفهما الشخصية.