تعويم الجنيه يغرق السودانيين في التضخم ونقص السيولة

تعويم الجنيه يغرق السودانيين في التضخم ونقص السيولة

03 مارس 2021
تعويم الجنيه زاد من معاناة المواطن السوداني (فرانس برس)
+ الخط -

أصبح لزاما على السودانيين الانتظار لفترة أطول كي يشعروا بالراحة التي وعدتهم الحكومة بها مع إصدار قرارها الخاص بخفض قيمة الجنيه المحلي في الآونة الأخيرة، إذ لا يزال الكثيرون يجأرون بالشكوى من ارتفاع الأسعار ونقص السيولة.
فقد خفّض البنك المركزي سعر الصرف الرسمي للجنيه السوداني من 55 جنيها إلى 375 جنيها مقابل الدولار في 21 فبراير/ شباط ليقترب من مستوى السعر في السوق السوداء، لكن المواطن العادي لم يشعر بعد بأثر لذلك الخفض إلا في صورة معاناة أكبر.
ويهدف خفض قيمة الجنيه إلى إخراج السودان من أزمة اقتصادية مزمنة تضر بعملية الانتقال السياسي بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في إبريل/ نيسان 2019.
ومع ذلك، وبعد شهور من العناء، ما زالت طوابير الخُبز الطويلة التي كانت منتشرة في العاصمة السودانية منذ الإطاحة بالبشير على حالها.
وقال مواطن سوداني يقف منذ ساعات أمام أحد المخابز: "واحد تلاقي عنده دقيق ما عنده غاز، واحد تلاقي عنده غاز وما عنده دقيق. يشتغل الأربع خمس أفران، يبطلن ثلاثة، يشتغل اتنين، دي المشكلة اللي عاملة الزحمة دي".
كما يواجه المواطنون الراغبون في سحب أموال من حساباتهم المصرفية نفس معضلة الوقوف في طوابير طويلة أمام البنوك.
وقال سوداني آخر يقف أمام أحد البنوك لسحب مبلغ مالي من حسابه: "من الصباح ومعاناة كبيرة في التعامل هنا. مرة مشكلة سيولة ومرة مشكلة سيستم والناس كتيرين. ويومنا في الشغل ضاع، والصلاة ما صلينا، والفطور ما فطرنا، وقاعدين منتظرين والله".

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وقال رجل ثالث طلب كذلك عدم ذكر اسمه مثل الآخرَين: "من تسعة صباحا واقفين قدام البنك... يقول فلوس ما فيه... لا فطور، لا غداء، يا أخي ما معقولة، مأساة، مأساة".
وقال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في فبراير الماضي، إنه متفائل بأن تحقيق استقرار في سعر الصرف وتطبيق الإصلاحات في السودان سيُفضيان إلى نمو واسع وتراجع الفقر.
وأضاف مالباس في تصريحات لوزراء مالية مجموعة العشرين أنه يتوقع تسوية سريعة لمتأخرات البنك الدولي المستحقة على السودان، مُعبرا عن أمله في إحراز تقدم سريع صوب قرار بالإعفاء من الدّين.
واتخذت الحكومة السودانية إجراءات لتخفيف تداعيات الأزمة الاقتصادية الحادة عن طريق صرف مساعدة شهرية تبلغ خمسة دولارات من المقرر أن تصل في نهاية المطاف إلى 80 في المائة من السكان، وقال وزير المالية إن هذه الإجراءات تهدف فقط إلى التخفيف من تأثير أي تضخم إضافي.
وأعربت مواطنات عن شعورهن بالأسى لمحاولة البعض استغلال الظروف ومعاناة الكثيرين.
من هؤلاء زينب بخيت، وهي ربة منزل قالت: "هسا أخيرا لقينا أنبوبة لكن مليناها بتمانية آلاف، يعني الناس بقيوا استغلاليين، بيستغلوا الناس. بس الحمد الله، ربنا إن شاء الله يصلح الحال".
وقالت ربة منزل أخرى تدعى فوزية عثمان: "اللحمة بكم والبصل بكم؟ ناس ما بتقدر تغطي، ناس عندهم إيجارات، عندهم أطفال. يعني إحنا الناس أولادنا كبار الحمد الله، ولكن شوف اللي عندهم إيجارات، وعندهم مسؤوليات، الأب من الصباح للمساء ما في أي حاجة".
(رويترز)

المساهمون