تعليق الرسوم الجمركية الأميركية على المكسيك مدة شهر.. والأسواق تلتقط أنفاسها

أعلنت الولايات المتحدة والمكسيك، اليوم الاثنين، عن تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت مدة شهر واحد، ليتوقف نزيف الأسواق، وتعوض الأسهم الأميركية أكثر من نصف الخسائر الفادحة التي سُجّلت خلال الساعة الأولى من تعاملات أول أيام الأسبوع..

وتكبدت أسواق الأسهم حول العالم خسائر فادحة في تعاملات الاثنين، وفي بداية تعاملات البورصات الأميركية، بعد أن فرض ترامب رسوماً جمركية على عدة دول خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما أثار مخاوف من أن تؤدي حرب تجارية شاملة إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، وإعادة إشعال التضخم، وإبطاء الاقتصاد.

لكن الخسائر تراجعت بصورة ملحوظة بعد الإعلان عن التوقف المؤقت في النزاع التجاري، حيث بات مؤشر داو جونز الصناعي منخفضاً بمقدار 141 نقطة فقط، أو بنسبة 0.3%، بعيداً عن الخسائر السابقة التي بلغت 665 نقطة. وانخفض مؤشر ستاندرد أند بورز بنسبة 0.7% بعد أن كان متراجعاً بنسبة 1.93% في وقت سابق. أما مؤشر ناسداك المركب فقد تراجع بحوالي 1%، بعد أن تجاوزت خسائره مع بداية التعاملات نسبة 2%.

وفرض ترامب، يوم السبت، رسوماً جمركية بنسبة 25% على السلع القادمة من المكسيك وكندا، على أن تخضع واردات الطاقة من كندا لتعريفة بنسبة 10%. كما فرض ترامب تعريفة جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية، وأشار خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى أن التعريفات الجمركية على الاتحاد الأوروبي ستكون التالية.

لكن منشوراً للرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم عقب محادثة مع ترامب أثار انتعاشاً خلال الجلسة اليوم الاثنين. ووفقاً لترجمة من الإسبانية، كتبت شينباوم: "أجرينا محادثة جيدة مع الرئيس ترامب مع احترام كبير لعلاقاتنا وسيادتنا، وتوصلنا إلى سلسلة من الاتفاقيات". وسرعان ما أكد ترامب الصفقة المؤقتة عبر منصة "تروث سوشال"، حيث كتب: "كانت محادثة ودية للغاية وافقت خلالها على إرسال 10,000 جندي مكسيكي على الفور إلى الحدود التي تفصل بين المكسيك والولايات المتحدة"، مضيفاً أنّ المفاوضات بشأن اتفاق دائم ستستمر خلال الشهر.

أسواق

التحديثات الحية

الأسهم الأميركية تهوي في مطلع تعاملات الأسبوع بسبب تعريفات ترامب

وعزز تعليق التعريفات الجمركية على المكسيك وجهة النظر المتفائلة بأنّ الرسوم الجمركية على جميع الدول قد تكون مجرد أداة تفاوض يستخدمها ترامب، وأنه لا ينبغي للمستثمرين المبالغة في ردة فعلهم في البداية. وقال تييري ويزمان، الخبير الاستراتيجي في مجال العملات الأجنبية وأسعار الفائدة لدى "ماكواري": "قد يصفنا البعض بالمخدوعين، لكننا ما زلنا نعتقد أنّ الرسوم الدائمة على حلفاء الولايات المتحدة (كندا، المكسيك) لن تصبح حقيقة". وأضاف: "وذلك لأنّ تقديم التنازلات هو طريقة "أسهل" لمعالجة "مشاكل" ترامب (من منظور التكلفة والفوائد والنظرية الاقتصادية)، وترامب يحب إبرام "الصفقات". كما أنّ الضغوط السياسية وضغوط السوق ستؤثر على الأطراف لدفعها إلى تقديم تنازلات، كما حدث في عام 2018".

واستعادت شركات صناعة السيارات الأميركية الكبرى التي تعتمد على سلاسل التوريد في أميركا الشمالية بعض خسائرها السابقة، حيث أصبح سهم "جنرال موتورز" منخفضاً بنسبة 1%، بينما لم يشهد سهم "فورد" تغيراً كبيراً. أما سهم "كونستيليشن براندز"، وهي شركة كبيرة تستورد المشروبات الروحية من المكسيك، فقد قلّص خسائره اليومية ليهبط بنسبة 2.3% فقط.

وتأتي الحرب التجارية الناشئة في وقت يواجه فيه المستثمرون أكبر موجة من تقارير أرباح الربع الرابع وبياناً اقتصادياً رئيسياً عن سوق العمل هذا الأسبوع، حيث تعلن أكثر من 120 شركة في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 عن نتائج أعمالها عن الربع الأخير من 2024 هذا الأسبوع، بما في ذلك شركات التكنولوجيا الكبرى مثل ألفابت وأمازون وبالانتير، بالإضافة إلى شركات استهلاكية كبرى مثل والت ديزني وموندليز. كما سيُنشر تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يناير/ كانون الثاني يوم الجمعة، حيث يتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت "داو جونز" آراءهم إضافة 175 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي.