تعرّف إلى أقوى 8 عملات مهيمنة على أسواق الفوركس في 2022

تعرّف إلى أقوى 8 عملات مهيمنة على أسواق الفوركس في 2022

06 اغسطس 2022
الدولار الأميركي لا يزال مهيمناً في سوق العملات العالمية (الأناضول)
+ الخط -

رغم أن سوق العملات غالبا ما يُوصف بأنه "لعبة المصرفيين"، إلا أن العملات يمكن أن تكون أحيانا طريقة رائعة لتنويع المحفظة الاستثمارية، ويمكن أن يوفر أيضا فرصا هائلة عندما تدخل المجالات الأُخرى في حالة ركود.

نتيجة لذلك، فإن معرفة القليل عن سوق العملات (الفوركس) والأساسيات الكامنة وراءه، يمكن أن تشكل إضافات مهمة إلى ترسانة أي متداول أو مستثمر أو مدير محفظة. ووفقا للموسوعة الاستثمارية "إنفستوبيديا"، لا بد لكل تاجر أو مستثمر من أن يتعرف من كثب على 8 عملات والمصارف المركزية التي تصدرها. 

فما هي أبرز 8 عملات قابلة للتداول عالميا ومهيمنة على أسواق المال في 2022؟

1 - الدولار الأميركي

بدأ تداول الدولار المعروف في هذه الأيام عام 1913، بموجب قانون مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، وهو الهيئة المصرفية المركزية في الولايات المتحدة. يقوده رئيس ومجلس حكام، مع وضع معظم التركيز على الفرع المعروف باسم "لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية" (FOMC) التي تُشرف على عمليات السوق المفتوحة وكذلك السياسة النقدية أو أسعار الفائدة.

وتتكون اللجنة من 5 رؤساء من بين 12 رئيسا حاليا للبنوك الاحتياطية الفيدرالية و7 أعضاء من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فيما يترأس رئيس البنك الفيدرالي في نيويورك هذه اللجنة دائما. ورغم وجود 12 عضوا مصوّتا، فإن غير الأعضاء من رؤساء بنوك احتياطية أُخرى مدعوون لتبادل وجهات نظرهم حول الوضع الاقتصادي القائم عندما تجتمع اللجنة كل 6 أسابيع.

وكما هو الحال مع أي عملة، يُدعم الدولار من خلال الأساسيات الاقتصادية، بما في ذلك الناتج المحلي الإجمالي GDP وتقارير الصناعة والتوظيف. ومع ذلك، فإن الدولار يتأثر أيضا على نطاق واسع بسياسات البنك المركزي وأي قرارات بخصوص أسعار الفائدة. والدولار هو المعيار الذي يجرى تداوله مقابل العملات الرئيسية الأخرى، خاصة اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني.

الصورة
(Getty)

2 - اليورو

يقع المقر الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت، ألمانيا، وهو البنك المركزي للدول الـ19 الأعضاء في منطقة اليورو. وعلى نسق لجنة السوق المفتوحة في الولايات المتحدة، لدى البنك المركزي الأوروبي هيئة رئيسية مسؤولة عن اتخاذ قرارات السياسة النقدية، هي المجلس التنفيذي الذي يتألف من 4 أعضاء إضافة إلى الرئيس ونائبه، علما أن المقاعد محجوزة لأربعة من أكبر 5 اقتصادات في المنطقة هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا، بهدف ضمان تمثيل أكبر الاقتصادات دائما في حالة حدوث تغيير في الإدارة، ويجتمع المجلس كل أسبوع تقريبا.

وإضافة إلى اختصاصه في السياسة النقدية، يحتفظ البنك المركزي الأوروبي أيضا بالحق في إصدار الأوراق النقدية بالشكل الذي يراه مناسبا. وعلى غرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يمكن لصانعي السياسة الأوروبيين التدخل في أوقات فشل البنك المركزي أو النظام المصرفي.

لكن يختلف "المركزي" الأوروبي عن نظيره الأميركي في مسألة مهمة. فبدلا من تعظيم التوظيف والحفاظ على استقرار أسعار الفائدة طويلة الأجل، يعمل الأوروبي بمبدأ أساسي يقضي باستقرار الأسعار، مع التزامات ثانوية بالسياسات الاقتصادية العامة. ونتيجة لذلك، يصب صانعو السياسة تركيزهم على تضخم أسعار الاستهلاك في اتخاذ القرارات المرتبطة بأسعار الفائدة الرئيسية.

ورغم أن النظام النقدي معقد إلى حد ما، إلا أن العملة ليست كذلك. ففي مقابل الدولار، يميل اليورو إلى أن يكون عملة أبطأ مقارنة بزملائه الجنيه الإسترليني أو الدولار الأسترالي. ففي يوم عادي، يمكن أن يجرى تداول العملة بتقلبات ضمن هامش بين 70 و80 نقطة أساس، وصولا إلى 100 نقطة أساس (1%) في اليوم.

وثمة اعتبار آخر ينبغي أن يؤخذ في التداول هو الوقت. إذ نظرا لأن سوق العملات الأجنبية مفتوح على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، يجب على متداولي "الفوركس" تحديد جداول تداول العملات الأجنبية بشكل استراتيجي. تمكن رؤية تداول اليورو بسعرين خلال تداخل الوقت بين لندن والولايات المتحدة، وهو يحصل من الساعة 8 صباحا حتى الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

الصورة
(Getty)

3 - الين الياباني

أُسّس "بنك اليابان" عام 1882 ليكون المصرف المركزي لثالث أكبر اقتصاد في العالم، وهو المسؤول عن رسم السياسة النقدية وضمان العملة وعمليات أسواق المال وتحليل البيانات الاقتصادية.

يميل مجلس السياسة النقدية الرئيسي إلى العمل من أجل الاستقرار الاقتصادي، وتبادل الآراء باستمرار مع الإدارة الحاكمة، بينما يعمل في الوقت نفسه على تحصين استقلاليته وشفافيته. وخلال اجتماعه 8 مرات سنويا بشأن السياسة النقدية، يقود محافظ المصرف المركزي فريقا من 9 أعضاء، بمن فيهم نائبان له.

ومن خلال تقديم سعر فائدة منخفض، يوضع الين مقابل العملات ذات العوائد المرتفعة، خاصة الدولار النيوزيلندي والدولار الأسترالي والجنيه الإسترليني. ونتيجة لذلك، يتبنى متداولو العملات الأجنبية رؤى فنية على أساس طويل الأجل. ويتراوح متوسط النطاقات اليومية لتقلب سعر الين بين 70 و140 نقطة أساس، مع حدود قصوى يمكن أن تزيد عن 200 نقطة (2%).

ولتداول هذه العملة مع القليل من التركيز، عليك التنبه إلى تداخل مواقيت لندن والولايات المتحدة، من 8 صباحا حتى الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة).

الصورة
(Getty)

4 - الجنيه الإسترليني

بصفته المصرف المركزي للمملكة المتحدة، يعمل "بنك إنكلترا" مكافئاً نقدياً لنظام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وبالطريقة عينها، فإن مجلس الإدارة هو هيئة إدارية يعينها التاج البريطاني، ويتألف من 5 أعضاء تنفيذيين وما يصل إلى 9 آخرين، بما في ذلك المحافظ ونائبه. كما أن هناك "لجنة السياسة النقدية" MPC التي يرأسها محافظ البنك وتتألف من 9 أعضاء، يعيّن 4 منهم وزير الخزانة.

عند الإعلان عن اتجاهات السياسة النقدية 8 مرات على الأقل سنويا، تقرر لجنة السياسة النقدية بشأن أسعار الفائدة والسياسة النقدية الأوسع، مع الأخذ في الحسبان الاعتبارات الأساسية لاستقرار الأسعار الإجمالي في الاقتصاد. وعلى هذا النحو، لدى اللجنة أيضا معيار لتضخم أسعار المستهلك عند 2%.

فإذا اختُرق هذا المعيار، يتحمل المحافظ مسؤولية إخطار وزير الخزانة بخطاب رسمي، كما حصل عام 2007 عندما ارتفع "مؤشر أسعار المستهلك" CPI بحدّة إلى 3.1%. ويميل إصدار هذا الخطاب إلى أن يكون بمثابة إنذار للأسواق، لأنه يزيد من احتمال اعتماد سياسة نقدية انكماشية.

ويُعد الجنيه الإسترليني أكثر تقلبا قليلا من اليورو، ويميل إلى التداول في نطاق أوسع خلال اليوم، إذ يمكن أن تشمل التقلبات ما بين 100 و150 نقطة أساس (1.5%)، إذ ليس من غير المعتاد رؤية تداول الجنيه بهامش تقلب عند 20 نقطة أساس.

الصورة
(Getty)

5 - الفرنك السويسري

يختلف البنك المركزي السويسري عن جميع البنوك المركزية الرئيسية الأخرى، إذ يُنظر إلى "البنك الوطني السويسري" على أنه هيئة حاكمة ذات ملكية خاصة وعامة. وينبع هذا الاعتقاد من حقيقة أن البنك هو من الناحية الفنية شركة خاضعة لتنظيم خاص. ونتيجة لذلك، فإن ما يزيد قليلا عن نصف الهيئة الإدارية مملوك من قبل الكانتونات أو الدول ذات السيادة في سويسرا وغيرها من المؤسسات العامة.

وهذا التنظيم هو الذي يمنح قوة لسياسات الاستقرار الاقتصادي والمالي التي يمليها مجلس إدارة "البنك الوطني السويسري". وتُرسى قرارات السياسة النقدية من قبل 3 رؤساء بنوك رئيسية يجتمعون كل 3 أشهر. وقد وضع مجلس الإدارة نطاقا لتغيير أسعار الفائدة يبلغ 50 نقطة أساس (0.5%) صعودا أونزولا.

وثمة علاقة مثيرة للاهتمام بين اليورو والفرنك السويسري. فعلى غرار اليورو، بالكاد يقوم الفرنك السويسري بتحركات كبيرة في أي من جلسات التداول. ونتيجة لذلك، ابحث عن هذه العملة للتداول في متوسط النطاق اليومي المحدد والبالغ 45 نقطة أساسا (0.45%) يوميا.

الصورة
(Getty)

6 - الدولار الكندي

أُسّس "بنك كندا" المركزي بموجب قانون خاص به سنة 1934، معتمدا التركيز على أهداف التضخم المنخفض والمستقر، وعملة آمنة ومأمونة، والاستقرار المالي، والإدارة الفعالة للأموال الحكومية والدين العام. وهو يتصرف باستقلالية، ولديه أوجه تشابه مع البنك الوطني السويسري لأنه يُعامل أحيانا كشركة، حيث يمتلك وزير المالية أسهما مباشرة.

كما من مسؤولية المحافظ تعزيز استقرار الأسعار، مع مراعاة مخاوف الحكومة في الوقت نفسه. وباعتماده 2% معيارا للتضخم، يميل "بنك كندا" إلى البقاء أكثر تشددا بدلا من التكيف عندما يتعلق الأمر بأي انحرافات في الأسعار. وإزاء العملات الرئيسية، يميل الدولار الكندي إلى التداول في نطاقات تقلب يومية هامشها بين 50 و100 نقطة أساس.

وتتحرك العديد من أسعار العملات والسلع معا، وأحد الجوانب الفريدة للدولار الكندي هو علاقته بالنفط الخام. إذ لا تزال الدولة مصدّرا رئيسيا للسلعة، ونتيجة لذلك، يستخدم الكثير من المتداولين والمستثمرين هذه العملة إما وسيلةَ تحوط ضد مراكز السلع الحالية أو المضاربة البحتة، متتبعين الإشارات من سوق النفط.

الصورة
(Getty)

7 - الدولار الأسترالي/ النيوزيلندي

يقدم بنك الاحتياطي الأسترالي أحد أعلى معدلات الفائدة في الأسواق العالمية الرئيسية، وقد أيد دائما استقرار الأسعار والقوة الاقتصادية كحجر زاوية في خطته طويلة الأجل. ويتألف مجلس إدارته، برئاسة المحافظ، من 6 أعضاء، إضافة إلى نائب المحافظ ووزير الخزانة، وهؤلاء يعملون معا على تحقيق التضخم المستهدف بين 2% و3%، ويجتمعون 11 مرة سنويا.

وبطريقة مماثلة، يتطلع بنك الاحتياطي النيوزيلندي إلى تعزيز استهداف التضخم، على أمل الحفاظ على أساس الأسعار.

وكانت كلتا العملتين محط اهتمام متداولي الشراء بالاقتراض، حيث يقدم الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي أعلى عوائد بين 7 عملات رئيسية متاحة على معظم المنصات. ونتيجة لذلك، تمكن ملاحظة تقلباتهما في حالة حدوث تأثير في تخفيض المديونية. وبخلاف ذلك، تميل العملتان إلى التداول ضمن هامش تقلب من 70 إلى 80 نقطة أساس. كما تحافظ العملتان على علاقة وثيقة مع السلع، وأبرزها الفضة والذهب.

الصورة
(Getty)

8 - الراند الجنوب أفريقي

صُمم بنك الاحتياطي الجنوب أفريقي سابقا على غرار "بنك إنكلترا" المركزي. وعبر تحمّله مسؤوليات رئيسية مماثلة لتلك التي تتحملها بقية المصارف المركزية، يُعرف هذا البنك بأنه "مقرض" في أوضاع معينة، وكذلك يعمل كبنك مقاصة والوصي الرئيسي على الذهب. وقبل كل شيء، هو المسؤول عن تحقيق استقرار الأسعار، بما يشمل التدخل في أسواق الصرف الأجنبي كلما اقتضت الحاجة.

ومن المثير للاهتمام أنه لا يزال كيانا خاصا مملوكا بالكامل لأكثر من 800 مساهم يجرى تنظيم حصصهم من خلال امتلاك كل منهم أقل من 1% من إجمالي عدد الأسهم القائمة، للتأكد من أن مصالح الاقتصاد تسبق مصالح أي فرد. وللحفاظ على هذه السياسة، يرأس المحافظ مجلس الإدارة المكون من 14 عضوا لمتابعة أنشطة البنك والعمل على تحقيق الأهداف النقدية، وهم يجتمعون بانتظام على مدار العام.

ويمكن أن يصل متوسط نطاق التقلب اليومي للراند الجنوب أفريقي إلى عدة آلاف من النقاط، لكن لا تدع النطاق اليومي الواسع يخدعك، فهذه النقاط عند ترجمتها إلى نقاط بالدولار، تكون الحركات مساوية لمتوسط يوم واحد في حالة الجنيه الإسترليني، ما يجعل الراند فرصة جيدة للتداول به مقابل الدولار، خاصة عند الأخذ في الاعتبار إمكانية الشراء.

وينظر التجار أيضا إلى علاقة الراند بالذهب والبلاتين لكون الاقتصاد رائدا عالميا في صادرات هذين المعدنين، ولذلك من الطبيعي أن يكون ثمة ارتباط مشابه للعلاقة بين الدولار الكندي والنفط الخام.

الصورة
(Getty)