تعرفات ترامب تصدم العالم: رسوم متبادلة وقرارات لا تستثني الأدوية

13 فبراير 2025
مرفأ تجاري في نيويورك، 17 إبريل 2008 (جوناثان ساروك/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فور توليه الرئاسة، فرض دونالد ترامب رسوم جمركية مرتفعة على واردات الألومنيوم والصلب وسلع أخرى، مما أثار قلقاً عالمياً بشأن تأثير هذه السياسات على التجارة الدولية.
- أثرت الرسوم الجمركية على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى، حيث ردت الصين بفرض رسوم مضادة، وتأثرت كندا والمكسيك وأوروبا، بهدف تقليص العجز التجاري الأميركي.
- تركزت المخاوف الأوروبية حول الرسوم على السيارات، حيث هدد ترامب بزيادة الرسوم على السيارات الأوروبية والكندية، مما أثار قلقاً في صناعة السيارات.

اندفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياساته الرامية إلى فرض رسوم جمركية "على الجميع من دون استثناء" فور استلامه مهامه الرئاسية، ما أدخل العالم في موجة من الارتباك مع توقع تغييرات واسعة في مشهد التجارة الدولية.

ومع توقيعه مساء الاثنين على أمر تنفيذي، يرفع التعرفات الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب من 10% إلى 25% بدءاً من 12 مارس/ آذار المقبل، تتحقق المخاوف من أن الرجل البرتقالي لن يتوقف عند هذا الحد، وإنما سيستهدف سلعاً أخرى في قرارات منفصلة يعلنها تباعاً، ما يعني شموال بلدان إضافية بتعرفاته المستحدثة، التي ستطاول وفق ترامب، الرقائق الإلكترونية وسلعا مرتبطة بها، وكذا الغاز والنفط والنحاس والأدوية. ولفت إلى أن هذه الرسوم الجديدة سيتم الإعلان عنها في منتصف شباط/ فبراير.

أما الأكثر إيلاماً لسلسلة الإمدادات التجارية، فهي "الرسوم المتبادلة"، التي تستهدف كل دولة تفرض رسوما جمركية على الواردات الأميركية. وحتى الآن، دخلت رسوم بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة من الصين إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ في الرابع من فبراير/ شباط.

وردت بكين بفرض برسوم جمركية مضادة دخلت حيز التنفيذ في العاشر من فبراير/شباط وذلك بنسبة 15% على الفحم والغاز الطبيعي الأميركي، و10% على النفط الخام والآلات الزراعية وطرازات محددة من السيارات. وكان من المقرر أيضًا أن يبدأ تطبيق تعرفة جمركية مقترحة بنسبة 25% على جميع السلع القادمة من كندا في الرابع من فبراير/شباط، لكن هذا تأخر لمدة 30 يومًا. كما أوقفت كندا فرض تعرفات جمركية انتقامية بنسبة 25% على واردات أميركية بقيمة 107 مليارات دولار. وتم تأجيل فرض الرسوم الجمركية البالغة 25% على المكسيك لمدة شهر.

رسوم تهدف إلى ردم العجز

وإضافة إلى الصين التي سرت عليها الموجة الأولى من الرسوم، ستؤثر تعرفات الصلب والألمنيوم على مجموعة من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة بما في ذلك أوروبا وكندا والمكسيك والبرازيل وكوريا الجنوبية. وفي مؤتمر صحافي، قال ترامب إن التعرفات الجمركية على الصلب والألومنيوم قد ترتفع أكثر، ما يدعم التحليلات القائلة إن ترامب سيتابع فرض الرسوم خلال الفترة المقبلة.

وتأتي تحركات ترامب بعدما سجلت الولايات المتحدة، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، في عام 2024، عجزا تجاريا في السلع يزيد على 1.2 تريليون دولار مع بقية العالم، لكنها ستحقق فائضا في الخدمات يقارب 300 مليار دولار.

وتستقبل الولايات المتحدة أكبر عدد من الواردات من المكسيك والصين وكندا، إذ قامت كل من هذه الدول بتصدير سلع بقيمة تزيد عن 400 مليار دولار إلى الولايات المتحدة. والرسوم الإضافية التي قد يفرضها ترامب تطاول سلعاً مختلفة، إذ تصدر المكسيك وكندا الكثير من المركبات إلى الولايات المتحدة، فضلاً عن الطاقة والنفط. وتشكل الآلات والمعدات الكهربائية أيضًا جزءًا كبيرًا من الصادرات المكسيكية إلى أميركا. وتشمل الصادرات الصينية الإلكترونيات والآلات والسلع الزراعية.

وتأتي الدول الأوروبية والآسيوية منها ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام في المرتبة الثانية من حيث الصادرات إلى الولايات المتحدة، حيث استوردت الولايات المتحدة بضائع بقيمة تزيد على 100 مليار دولار من كل من هذه الدول في العام الماضي. واستوردت الولايات المتحدة بضائع بقيمة 68 مليار دولار من المملكة المتحدة في ذلك العام. وهدد ترامب بالفعل بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، لكنه لم يعلن عن التفاصيل بعد.

التعرفات على السيارات

وتُظهِر البيانات أن المنتجات الصيدلانية مثل اللقاحات والآلات والسيارات تمثل ما يقرب من نصف صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة. وتشكل الرسوم المتوقعة على صادرات السيارات قلقاً كبيراً في أوروبا، فيما يستعد الاتحاد الأوروبي لتقديم رسوم جمركية مخفضة على واردات السيارات إلى الولايات المتحدة، في جزء من المفاوضات الرامية إلى منع حرب تجارية محتملة مع ترامب. علما أن أوروبا تفرض رسوماً بنسبة 10% على واردات السيارات إليها، ولمح ترامب إلى أنه سيرفع الرسوم على السيارات الأوروبية المصدرة إلى بلاده إلى النسبة ذاتها من 2.5% المطبقة حالياً.

وقال بيرند لانغ رئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي مستعد لخفض ضريبة الاستيراد الحالية البالغة 10% على السيارات الأميركية إلى ما يقرب من المعدل الأميركي البالغ 2.5 %.

وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي أعربت عن دعمها لخطة خفض الرسوم الجمركية، بحسب مسؤولين في بروكسل. واشتكى ترامب من أن الأوروبيين "لا يشترون سياراتنا، ولا يأخذون منتجاتنا الزراعية، ولا يأخذون أي شيء تقريبًا ونحن نأخذ منهم كل شيء".

وبينما تستعد كندا لرسوم جمركية أميركية بنسبة 25% على الفولاذ والألمنيوم، قال ترامب إنه يفكر في فرض رسوم جمركية إضافية على السيارات المصنوعة في كندا، والتي قد تصل إلى 50 إلى 100%.

وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز يوم الاثنين، قال ترامب إن كندا "سرقت" صناعة السيارات من الولايات المتحدة. وقال ترامب "إذا نظرت إلى كندا، ستجد أن لديها صناعة سيارات ضخمة للغاية. لقد سرقوها منا. لقد سرقوها لأن شعبنا كان نائما خلف عجلة القيادة".

وأضاف أنه "إذا لم نتوصل إلى اتفاق مع كندا، فسوف نفرض تعريفات جمركية كبيرة على السيارات. قد تصل إلى 50 أو 100% لأننا لا نريد سياراتهم. نريد تصنيع السيارات في ديترويت".

وقال فلافيو فولبي، رئيس جمعية مصنعي قطع غيار السيارات في كندا: "في الأسبوع الماضي، عندما اعتقدنا أننا سنحصل على تعرفة جمركية بنسبة 25% على كل شيء، بما في ذلك السيارات والأجزاء، قلت إنه بمجرد دخول هذه التعريفات، في غضون أسبوع، سيتم إغلاق الصناعة بالكامل".

المساهمون