تعدين البيتكوين المتهم الرئيس لأزمة الكهرباء في إيران

تعدين البيتكوين المتهم الرئيس لأزمة الكهرباء في إيران

23 مايو 2021
السلطات دعت المواطنين إلى خفض استهلاك الكهرباء بنسبة 15% (فرانس برس)
+ الخط -

يعاني الإيرانيون هذه الأيام في مختلف المدن والمحافظات من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، في وقت أكدت فيه مصادر رسمية أن عمليات تعدين عملة بيتكوين الرقمية هي السبب في الضغط على الشبكة الكهربائية.

وأدى انقطاع الكهرباء إلى حالة امتعاض بين المواطنين، خاصة أنه بات أمراً مزعجاً يؤثر على أعمالهم اليومية، في البيوت أو الشركات والمؤسسات، وهناك قلق من أن تؤدي الانقطاعات المفاجئة إلى خسائر مادية نتيجة إعطاب أجهزة منزلية مثل الثلاجة وغيرها، فضلاً عن أن ذلك في بعض المناطق أدى إلى انقطاع الإنترنت أيضاً. 

 

وتسبب انقطاع الكهرباء، أمس السبت، في خسارة عدد من لاعبي الشطرنج الإيرانيين في مسابقات بطولة الشطرنج الآسيوية التي تنظم افتراضيا، إذ خسر بطل الشطرنج الإيراني برهام مقصود لو المباراة لصالح منافسه المغولي، بالإضافة إلى أن ثلاثة لاعبين إيرانيين آخرين أيضاً خسروا المسابقة أمام منافسيهم.  
وكتبت اللاعبة شادي بريدر رسالة احتجاجية على خسارة فريق الشطرنج الإيراني، قائلة، وفق ما أوردته وكالة "فارس" الإيرانية، إن "السيد وزير الطاقة يشارك أساطير الشطرنج في أهم مسابقة سنوية لبطولة آسيا للحصول على الحصة العالمية. المسابقات تقام افتراضيا، لكن بسبب انقطاع الكهرباء خسروا المباريات. هم غادروا الفندق بعيون تدمع من دون احتجاج. من فضلكم لا تقطعوا الكهرباء عن اتحاد الشطرنج لعشرة أيام!".  

عجز قياسي
وسجلت إيران، أمس السبت، رقما قياسيا في عجز الكهرباء، في هذا التوقيت السنوي، بمقدار 9 آلاف ميغاوات، ما تسبب في انقطاع متكرر وواسع للتيار الكهربائي في المدن الإيرانية، وخاصة في طهران والمحافظات الشمالية، حسب المتحدث باسم صناعة الكهرباء بالبلد، مصطفى رجبي مشهدي، للتلفزيون الإيراني.  

أدى انقطاع الكهرباء إلى حالة امتعاض بين المواطنين، خاصة أنه بات أمرا مزعجا يؤثر على أعمالهم اليومية، في البيوت أو الشركات والمؤسسات،

 

وجاء انقطاع الكهرباء على هذا النطاق الواسع، فيما لم يبدأ بعد فصل الصيف، ليتوقع المتحدث الإيراني أن تواجه البلاد "ظروفا أصعب" خلال هذا الفصل لارتفاع الاستهلاك فيها عادة.  
وحسب أحدث بيانات شركة الكهرباء الإيرانية المملوكة للحكومة بلغ استهلاك الكهرباء يوم أمس 54 ألفاً و448 ميغاوات، أي أكثر من 9 آلاف ميغاوات بالمقارنة مع الفترة نفسها خلال العام الماضي، حيث كان 44 ألفاً و538 ميغاوات.  
كما أن استهلاك الكهرباء وصل إلى هذه الكمية الكبيرة، فيما كانت محطات إنتاج الكهرباء من دون أي احتياطيات واضطرت السلطات إلى إنتاج 202 ميغاوات كهرباء من الطاقة المتجددة.  


تبرير حكومي
أما عن أسباب انقطاع الكهرباء، فعزا المتحدث باسم صناعة الكهرباء الإيرانية، مصطفى رجبي مشهدي، أحد أهم هذه الأسباب إلى عمليات تعدين العملات الرقمية في إيران، قائلاً إن "شبكة الكهرباء تواجه مشكلة بسبب هذه العمليات غير المرخصة". 

وطالب مشهدي المواطنين الإيرانيين بإبلاغ السلطات في حال علمهم بمراكز تعدين البيتكوين غير المرخصة، معلناً عن مكافأة مالية تقدر بنحو ألف دولار لكل من يبلغ السلطات بهذه الأماكن. 

تشير تقارير إلى وجود مزارع البيتكوين لشركات صينية تقوم بتعدين البيتكوين في إيران، لرخص أسعار الكهرباء فيها

 

وحسب بيانات شركة الكهرباء الإيرانية، فإن المراكز غير المرخصة لتعدين البيتكوين تستهلك نحو ألفي ميغاوات من الكهرباء في البلاد، كما أن المراكز المرخصة تستهلك نحو 300 ميغاوات، وتوقفت أمس عن عمليات التعدين بطلب من السلطات. 

وتشير تقارير إلى وجود مزارع البيتكوين لشركات صينية تقوم بتعدين البيتكوين في إيران، لرخص أسعار الكهرباء فيها، وأعلنت السلطات عن إغلاق مركز صيني كبير لتعدين العملات الرقمية في محافظة كرمان، وذلك بعد ارتفاع معدل استهلاك الكهرباء في عموم البلاد وانقطاعه في بعض المدن خلال الشتاء الماضي،  
كما أن هناك مزارع لشركات حكومية إيرانية تعمل في هذا المجال، لمساعدة إيران في الالتفات على العقوبات الأميركية التي تستهدف بالأساس موارد إيران بالعملات الصعبة، مثل الصادرات النفطية، والقطاع المالي والمصرفي الإيراني. 

 

عوامل أخرى
غير أن البيتكوين ليست المتهم الوحيد، فهناك عوامل مهمة أخرى، بحسب الخبراء، منها تهالك محطات إنتاج الكهرباء في البلاد، فضلاً عن شح هطول الأمطار فيها، فهذا العام، تراجع منسوب مخازن المياه لإنتاج الكهرباء نحو 34 في المائة، بالمقارنة مع العام الماضي. 
وأمام معضلة عجز الكهرباء في إيران، تدعو السلطات المواطنين إلى خفض الاستهلاك بنسبة تصل إلى 15 في المائة، لخلق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، فضلا عن أنها طلبت من المؤسسات العامة والبنوك والأجهزة التنفيذية خفض استهلاك الكهرباء بنسبة 50 في المائة.  
وتوقع المتحدث باسم صناعة الكهرباء الإيرانية أن يتراجع العجز إلى نحو 6 آلاف ميغاوات بعد تنفيذ خطة لإدارة الاستهلاك.  
ولإدارة توزيع الكهرباء في عموم إيران، قامت شركة الكهرباء بانقطاعات متقطعة مفاجئة من ساعتين إلى 3 ساعات في المدن الإيرانية، خلال الأيام الأخيرة، لكن الخطوة لم تنفذ وفق الجداول المعلنة، ما أثار غضب المواطنين، وخاصة أن هذا الموسم يصادف امتحانات المدارس الإيرانية التي تقام افتراضيا في ظل ظروف تفشي كورونا في البلاد، كما أن بعض الموظفين يعملون عن البعد في بيوتهم بسبب الجائحة.  

المساهمون