تعاملات غامضة لاقتصادي أميركي كبير تستنفر المراقبين

تعاملات غامضة لاقتصادي أميركي كبير تستنفر المراقبين

14 سبتمبر 2021
البنوك تكشف عن تعاملات مسؤولي الاحتياط الفيدرالي في الأسهم (Getty)
+ الخط -

قدمت البنوك التي يتعامل معها محافظو مجلس الاحتياط الفيدرالي " البنك المركزي الأميركي" الإقليميون الأسبوع الماضي كشفاً تفصيلياً لتعاملات المحافظين في بيع وشراء الأصول المالية والعقارية خلال العام الماضي، لتظهر قيام روبرت كابلان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك الاحتياط الفيدرالي في مدينة دالاس بولاية تكساس، بتعاملات في البورصة تشمل عمليات بيع وشراء وصلت قيمتها لعشرات ملايين الدولارات.

وأظهرت التقارير التي قدمتها البنوك خلال الأيام القليلة الماضية أن كابلان، الذي يشغل مقعداً داخل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي تحدد معدلات الفائدة الأميركية وترسم معالم السياسة النقدية في الاقتصاد الأكبر في العالم، يمتلك محفظة استثمارية تشمل أسهماً في 27 شركة وصندوق استثمار، وأن مساهمته في أي واحدة منها لا تقل عن مليون دولار.

الاقتصادي المشهور بكثرة تحذيراته من خطورة الإفراط في ضخ الأموال لتحفيز الاقتصاد على مستويات المخاطر الموجودة في القطاع المالي، يمتلك أسهماً في شركات التكنولوجيا الكبرى

وأشارت التقارير إلى أن الاقتصادي الكبير، المشهور بكثرة تحذيراته من خطورة الإفراط في ضخ الأموال لتحفيز الاقتصاد على مستويات المخاطر الموجودة في القطاع المالي، يمتلك أسهماً في شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل أمازون وآبل وفيسبوك، وألفابيت، الشركة الأم المالكة لمحرك البحث الشهير غوغل، والتي ترتفع قيمتها عادة مع انخفاض معدلات الفائدة على الدولار.

ورغم سماح اللوائح المنظمة لرؤساء البنك الإقليميين بالتعامل في الأسهم، يشير حجم المعاملات المبالغ فيه من كابلان، في عام الجائحة، الذي شهد ضخ البنك الفيدرالي لتريليونات الدولارت في الأسواق لمواجهة الانكماش الاقتصادي وتوفير السيولة في سوق السندات، إلى أنه لم يتمكن بعد من خلع عباءة المستثمر التي ارتداها خلال شغله عدة وظائف في بنك الاستثمار غولدمان ساكس على مدار أكثر من عقدين، والتي انتهت بعد توليه منصب نائب رئيس مجلس إدارة البنك، والمسؤول الأول عن أنشطة الاستثمار فيه، في عام 2006.

وقبل انتقاله للبنك الفيدرالي في مثل هذه الأيام من شهر سبتمبر/ أيلول 2015، اتجه كابلان لتدريس الإدارة في كلية هارفارد للأعمال، وألف سبعة كتب تتحدث عن الإدارة والقيادة.

واستطاع خلال تلك الفترة، ومن قبلها فترة عمله في البنك العملاق، أن يكوّن ثروة طائلة، سمحت له بأن يكون المؤسس والرئيس المشارك للمؤسسة الخيرية التي تحمل اسمه مع شريكين آخرين، والتي تستثمر ما لديها من أموال في أكثر من 100 مشروع لا يهدف للربح، بالإضافة إلى شغله منصب عضو مجلس إدارة في أكثر من مؤسسة أخرى.

ويعد كابلان من أنشط رؤساء البنك الإقليميين، وأكثرهم إبداعاً خلال الفترة الأخيرة، حيث كانت له العديد من الآراء في المجالات الحيوية التي شغلت بال الأميركيين اعتباراً من الربع الثاني من العام الماضي، حين بدأت تأثيرات الوباء تظهر على الاقتصاد والسياسة النقدية ومعدلات البطالة.

واقترح كابلان الاستعانة بعدد من المؤشرات الجديدة، بخلاف معدل البطالة المعلن، للتعامل مع سوق العمل، التي رآها مستعدة لاستقبال عدد من العمالة يفوق بوضوح الإضافات التي كانت تظهر في التقارير الصادرة بنهاية كل شهر.

وفي إشارة إلى أن سوق العمل استعادت كامل قوتها، أكد كابلان أن معدل ترك العمال لوظائفهم خلال الربع الأول من العام الحالي قد وصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 2019، قبل ظهور الفيروس، وهو ما يؤكد ثقة العمال المستقيلين في سهولة العثور على فرصة عمل أفضل سريعاً.

وقبل نهاية الصيف الماضي، كتب كابلان مقالاً طويلاً في عشر صفحات، يمكن وصفه بأنه دراسة متكاملة، استعرض فيه تحديات السياسة النقدية في الولايات المتحدة في ظل انتشار الفيروس، وقبل الموافقة على استخدام اللقاحات، معدداً الأسباب وراء تفضيله الإبقاء على معدلات الفائدة عند مستوياتها الصفرية حتى عام 2023.

وفي الوقت الذي كان ينتهز فيه فرصة شراء الأسهم المرشحة للاستفادة بمعدلات الفائدة المنخفضة، لعب المصرفي المخضرم دور "محامي الشيطان"، مستعرضاً مخاطر الإبقاء على معدلات الفائدة المنخفضة، ودافعاً في نفس الوقت بالحجج الداحضة التي تقلل من أهمية تلك المخاطر. وبعد الإعلان عن استثماراته، أكد متحدث باسم كابلان أن تعاملاته في البورصة خلال العام الماضي تمت مراجعتها والموافقة عليها من قبل المستشار العام لبنك الاحتياطي الفيدرالي.

المساهمون