تصاعد حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في إيطاليا

01 ابريل 2025
مظاهرات في إيطاليا دعماً لفلسطين ورفضاً للحرب على غزة، نابولي في 29 مارس 2025 (الأناضول؟)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت إيطاليا تصاعدًا في حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، حيث انتشرت في المتاجر والجامعات والنقابات، بدعوة من منظمات حقوقية ونشطاء لوقف التعامل مع الشركات الداعمة لإسرائيل.
- بلدية كاستلبونو في صقلية دعت إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية تحت شعار "فلنقاطع المنتجات الإسرائيلية من أجل دعم العدالة والسلام"، مؤكدة على أهمية تحفيز الوعي الجمعي.
- تنسيقية مدينة أورفييتو أطلقت حملة لجمع التواقيع لوقف تسويق المنتجات الإسرائيلية، داعية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الدعم الاقتصادي والسياسي لإسرائيل.

شهدت إيطاليا في الأشهر الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، في سياق ردود الفعل الشعبية والمدنية على الحرب في غزة. وقد برزت هذه الحملات في عدة قطاعات، من المتاجر الكبرى والأسواق المحلية إلى الجامعات والنقابات العمالية، حيث دعت منظمات حقوقية ونشطاء سياسيون إلى وقف التعامل مع الشركات المتورطة في دعم إسرائيل اقتصاديًا أو عسكريًا.

ويعكس هذا الحراك تزايد الوعي المجتمعي في إيطاليا بقضايا حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، مدفوعًا بتغطية إعلامية واسعة ومواقف متباينة بين الأحزاب السياسية. كما أن لهذه المقاطعة أبعادًا اقتصادية ودبلوماسية، خاصة في ظل العلاقات التجارية بين إيطاليا وإسرائيل وتأثير الضغوط الشعبية على القرارات الرسمية والشركات الكبرى. 

دعوات للمقاطعة

وفي السياق، أعربت بلدية كاستلبونو (بجزيرة صقلية)، في بيان نشرته الأسبوع الماضي على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن استنكارها الشديد للانتهاكات الجارية في قطاع غزة. ووجه عمدة البلدة ماريو تشيتشيرو نداءً إلى المجتمع المحلي لاتخاذ موقف تضامني تحت شعار "فلنقاطع المنتجات الإسرائيلية من أجل دعم العدالة والسلام".

Nota informativa La comunità di Castelbuono indignata dal genocidio che si sta perpetrando a Gaza a spese del popolo...

تم النشر بواسطة ‏‎Comune di Castelbuono‎‏ في الاثنين، ٢٤ مارس ٢٠٢٥

وقال تشيتشيرو في بيانه: "لا يمكننا أن نظل غير مبالين أمام المأساة الإنسانية التي تتكشف في غزة. هذه المقاطعة تمثل وسيلة سلمية ولكنها مهمة لإيصال رسالة واضحة لحث المجتمع الدولي على اتخاذ موقف"، مؤكداً أن "هذه الخطوة تهدف إلى تحفيز الوعي الجمعي ومن ثم الدفع نحو حلول للسلام والمصالحة تحترم الكرامة الإنسانية والحقوق العامة.

وفي هذا السياق، نشرت البلدية قائمة بالمنتجات الإسرائيلية التي يُوصى بمقاطعتها، وتشمل قطاعات مختلفة، مثل الأغذية، ومستحضرات التجميل، والبرمجيات، والإلكترونيات. 

حملة لوقف تسويق المنتجات الإسرائيلية

أعلنت تنسيقية مدينة أورفييتو من أجل فلسطين، في 17 مارس/آذار الماضي، عن إطلاق حملة جمع تواقيع تستهدف الجمعية التعاونية الاستهلاكية في وسط إيطاليا Coop Centro Italia، للمطالبة بالوقف الفوري لتسويق المنتجات الإسرائيلية، تماشيا مع مبادئ ميثاق أخلاقيات الجمعية ذاتها. هذه المبادرة تندرج تحت حملات التعبئة التي رُوج لها في جميع أنحاء إيطاليا من قبل أكثر من 150 منظمة منتسبة إلى تنسيقية إقليم كامبانيا لحملة التعاونيات/ سلاسل التوزيع الكبرى من أجل فلسطين، والتي تنشط في خمس مناطق في وسط إيطاليا وشمالها.

وأكدت التنسيقية في تصريحات خاصة لصحيفة "أورفييتو نيوز" الإلكترونية المحلية أن "هذه الحملة تبدو اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى في ضوء الجرائم المستمرة التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية، والتي، على الرغم من ’الهدنة‘ الرسمية، لا تزال تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما من شأنه تعريض  مليوني شخص للمجاعة والأمراض"، مشيرة إلى أن "تسعة فلسطينيين على الأقل لقوا حتفهم يوم السبت 15 مارس وحده، بما في ذلك صحافيون ومدنيون عزل".

وشددت التنسيقية على أن "هذه الأعمال تعد انتهاكاً لجميع مبادئ القانون الدولي والإنساني، وبالتالي فإنه من الضروري اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف جميع أشكال الدعم الاقتصادي والسياسي لدولة إسرائيل"، وأوضحت أن "Coop Italia تلتزم في سياساتها المتعلقة بالمسؤولية المجتمعية بضمان احترام مورديها لمبادئ حقوق الإنسان والاستدامة. ومع ذلك، فإن بيع المنتجات الإسرائيلية - وخاصة تلك القادمة من المستوطنات غير القانونية - يتناقض مع هذه المبادئ، ويساعد في تمويل نظام الاحتلال العسكري والفصل العنصري والقمع".

وأضافت "نحن نطالب تعاونية وسط إيطاليا، كما سبقتنا في ذلك كيانات إقليمية أخرى، بأن تطبق ميثاقها الأخلاقي بشكل متساوق، من خلال قطع جميع العلاقات التجارية مع الشركات المتواطئة في العنف الإسرائيلي"، ولفتت إلى أن "هذه الحملة تحظى بدعم العديد من الجمعيات والنقابات والمنظمات الثقافية في الإقليم التي يجمعها الإيمان بأن التضامن الدولي يبدأ من الخيارات اليومية للاستهلاك والعدالة، ودعت جميع المواطنين للمشاركة من خلال التوقيع على العريضة المتاحة على الإنترنت، بصفتهم أصحاب أسهم أو مستهلكين عاديين، لإثبات أن مجتمع أورفييتو لن يبقى صامتا في وجه القمع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني".

المساهمون