تسلا تفقد أكثر من ربع قيمتها السوقية في شهر إيلون ماسك الأول في البيت الأبيض

04 مارس 2025
رجل الأعمال إيلون ماسك، واشنطن 20 يناير 2025 (كيني هولستون/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت أسهم تسلا تراجعًا كبيرًا، حيث انخفضت بنسبة 3% في مارس بعد خسارة 28% في فبراير، مما أدى إلى انخفاض القيمة السوقية إلى 915 مليار دولار، رغم تصريحات ماسك المتفائلة وتصنيف مورغان ستانلي الإيجابي.

- تواجه تسلا ضغوطًا متعددة، منها انخفاض العائدات والدخل التشغيلي، وتأثير التعرفات الجمركية وسياسات ماسك المثيرة للجدل، مما يؤثر سلبًا على سمعتها.

- تعاني تسلا من تحديات في الأسواق الأوروبية والأميركية، مع انخفاض التسجيلات وتأخر تقنيات القيادة الذاتية، وسط دعوات متزايدة لمقاطعتها.

استهلت أسهم تسلا، شركة تصنيع السيارات الكهربائية التي يترأسها الملياردير الشهير إيلون ماسك، تعاملات شهر مارس/آذار، بالطريقة نفسها التي أنهت بها شهر فبراير/شباط، في المنطقة الحمراء، بعد أول شهر قضاه ماسك بصفته جزءا من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث فقدت أسهم الشركة أكثر من 28% من قيمتها، في أكبر انخفاض لها منذ ديسمبر/كانون الأول 2022.

وتراجعت الأسهم بنسبة 3% إضافية أمس الاثنين، وهو أول يوم تداول في مارس، مما أدى إلى انخفاض القيمة السوقية للشركة إلى نحو 915 مليار دولار، بينما تشير تعاملات ما قبل ساعات العمل الرسمية في بورصة نيويورك إلى فقدان السهم أكثر من 4% إضافية، قبل أقل من ساعة من بدء جلسة التداول الرسمية. وجاء تراجع يوم الاثنين بعد منشور لماسك على وسائل التواصل الاجتماعي خلال عطلة نهاية الأسبوع، أشار فيه إلى أن "زيادة بنسبة 1000% لأسهم تسلا خلال خمس سنوات ممكنة" في حال "تحقيق تنفيذ استثنائي". وقبلها بيوم، صنف بنك مورغان ستانلي الاستثماري تسلا كأفضل اختيار له في قطاع السيارات الأميركي في مذكرة أرسلها لعملائه.

وفي تقرير أرباح الربع الرابع الذي صدر في أواخر يناير/كانون الثاني، أعلنت تسلا أن عائدات السيارات انخفضت بنسبة 8% مقارنة بالعام السابق، كما سجلت انخفاضًا بنسبة 23% في الدخل التشغيلي. وأرجعت الشركة هذا التراجع إلى انخفاض متوسط أسعار البيع عبر خطوط إنتاج موديل 3، وموديل Y، وموديل S، وموديل X. وأصبحت تسلا معرضة لخسائر بسبب التعرفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب على السلع والمواد القادمة من كندا والمكسيك، حيث يقع بعض مورديها الرئيسيين.

ماسك والكفاءة الحكومية

لكن الانخفاض الأخير في سعر السهم لا يتعلق فقط بما يحدث داخل تسلا، بل يبدو أن سياسات ماسك وأعماله وأنشطته خارج الشركة تؤثر أيضًا، إذ يقود ماسك حاليًا ما يُعرف بـ "إدارة الكفاءة الحكومية" (DOGE)، التي تقوم بتخفيضات واسعة في القوى العاملة الفيدرالية الأميركية، وتسعى لترشيد الإنفاق الحكومي، وإلغاء القوانين ودمج الوكالات، بينما تعمل في الوقت نفسه على الحصول على عقود حكومية جديدة لصالح شركاته، وفقاً لما جاء في تقرير تلفزيوني أذاعته شبكة سي أن بي سي الاقتصادية.

وبالإضافة إلى تسلا، يدير ماسك شركتي سبيس إكس والذكاء الاصطناعي xAI، كما يمتلك شركة التواصل الاجتماعي X. ورغم أنه يتحدث عن الشفافية في DOGE، إلا أنه أخفى العديد من تفاصيل عمل المجموعة/الوزارة وخططها عن الرأي العام، في الوقت الذي حصل فيه على وصول غير مسبوق إلى أنظمة الحواسيب الفيدرالية الأميركية والبيانات الحساسة، دون موافقة الكونغرس. وعلى منصة X، حيث يتابعه نحو 220 مليون متابع، أصبح ماسك أكثر انخراطًا في الشؤون الدولية، إذ قام بالترويج لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف المناهض للهجرة، مما دفع بعض القادة الأوروبيين إلى اتهامه بالتدخل في الانتخابات.

كما استخدم ماسك منصة "إكس" لنشر ادعاءات كاذبة حول آراء الأوكرانيين تجاه رئيسهم فولوديمير زيلينسكي، متهمًا إياه دون أساس بالسعي إلى "حرب دائمة" مع روسيا، وهي تصريحات تشبه الخطاب الروسي الرسمي. وأدى ذلك إلى تصاعد المشاعر المناهضة لماسك وتسلا في كل من أوروبا والولايات المتحدة.

وفي لندن، انتشر إعلان ترويجي على نطاق واسع، حيث أُطلق في الإعلان لقب "سواستيكار" على سيارة تسلا، وظهر فيه ماسك وهو يؤدي إيماءة عرفت بأنها تحية نازية، وفقًا لتقرير أذاعته قناة يورونيوز. وكلمة "Swasticar" هي تحوير ساخر لكلمة "Swastika" (الصليب المعقوف)، الذي كان رمزًا استخدمه الحزب النازي، مدموجًا مع كلمة "Car" (سيارة)، في إشارة إلى سيارات تسلا. كما أُحرقت عشرات السيارات الكهربائية من تسلا في هجوم يشتبه في كونه عملية حرق متعمد في فرنسا ليلة الأحد.

وشهدت تسجيلات سيارات تسلا الجديدة انخفاضًا حادًا في أوروبا، حيث تراجعت في فرنسا والدول الاسكندنافية خلال أول شهرين من عام 2025، بينما انخفضت في ألمانيا بنسبة 60% في يناير/كانون الثاني مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وفي الولايات المتحدة، بدأت سلسلة من أعمال التخريب ضد تسلا في 29 يناير في منشأة تابعة للشركة في لوفلاند، كولورادو. وخلال عطلة نهاية الأسبوع في نيويورك، تم اعتقال تسعة أشخاص ثم إطلاق سراحهم بعد تظاهرة أمام أحد معارض تسلا.

واشتكى مالكو سيارات "سايبر تراك" في الولايات المتحدة من ردود فعل سلبية تجاه سياراتهم المصنوعة من الفولاذ، بدءًا من الإيماءات العدوانية وصولًا إلى حالات أكثر خطورة من التنمر والمضايقات. وتنامت حركة تدعو إلى مقاطعة تسلا، تُعرف باسم "إسقاط تسلا"، وتشجع الناس على بيع أسهمهم في الشركة وعدم شراء سياراتها أو أي من منتجات أو خدمات شركات ماسك الأخرى. وحظيت هذه الحركة بدعم بعض المشاهير، إذ دعا الممثل والمؤلف الياباني الأميركي جورج تاكي، المعروف بدوره كهيكارو سولو في "ستار تريك"، متابعيه على شبكة بلوسكاي الاجتماعية يوم الأحد إلى الانضمام إلى حملة إسقاط تسلا. 

وبعيداً عن الانتقادات السياسية الموجهة لماسك، تتأخر تسلا عن بعض منافسيها في الصين والولايات المتحدة في ما يخص تقنيات القيادة الذاتية، إذ بدأت بعض الشركات بالفعل في تشغيل خدمات التاكسي الآلي التجارية، بينما لم يتم بعد إطلاق "سايبر كاب" من تسلا. وبدأت عدة شركات سيارات صينية في تقديم أنظمة قيادة آلية جزئية مشابهة لخيار "القيادة الذاتية" في تسلا، إما مجانًا أو بأسعار أقل كثيراً مما تعرضه تسلا.

وفي أحدث مكالمة أرباح للشركة، قال ماسك للمستثمرين إن تسلا يجب أن "تطلق خدمة القيادة الذاتية غير الخاضعة للإشراف كخدمة مدفوعة" في أوستن بولاية تكساس، في يونيو/حزيران، مضيفًا أن اختبارات القيادة الذاتية ستتبعها في مدن أميركية أخرى قريبًا. أما شركة "وايمو" التابعة لمجموعة "ألفابت"، فقد قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال، إذ أعلنت مؤخرًا أنها توفر 200 ألف رحلة أسبوعيًا في مدن سان فرانسيسكو وفينيكس ولوس أنجليس.

المساهمون