تركيا: فرص لشراكات استثمارية مع سورية بمجال الموانئ

20 ابريل 2025
تأكيد لأهمية تأمين وسائل النقل والخدمات اللوجستية، اللاذقية في 10 مارس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أشار نائل أولباق إلى فرص استثمارية سريعة مع سورية في الموانئ والمنشآت غير المفعلة، مع التركيز على تفعيل المنشآت الحالية بدلاً من الاستثمار من الصفر، وتم بحث الجوانب الاستثمارية مع وزير الاقتصاد السوري.
- شدد أولباق على ضرورة وجود نظام مصرفي وقوانين واضحة لتنظيم التجارة، مع توقعات بصدور قوانين تشجيع وحماية الاستثمارات، وتم مناقشة الإجراءات على المعابر الحدودية مع رئيس الهيئة العامة السورية.
- تناولت الزيارة تحديد الجانب السوري من "مجلس الأعمال التركي السوري"، وأكد أولباق على إمكانية تحريك التجارة بسرعة، مع إمكانية استنساخ نماذج استثمارية من تركيا وتطبيقها في سورية لتحقيق تكامل اقتصادي قوي.

قال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي (دييك) نائل أولباق، إن هناك فرصاً لشراكات استثمارية سريعة مع سورية في مجال الموانئ والمنشآت المتعلقة بها. وأضاف في تصريحات صحافية، الأحد، عقب زيارة استمرت يومين للعاصمة السورية دمشق برفقة وزير التجارة التركي عمر بولاط، أن وزير النقل السوري يعرب سليمان بدر، أشار في اجتماع بدمشق إلى وجود بعض الموانئ والمنشآت لا يرغبون في تشغيلها، وأنهم مستعدون للتعاون مع من يرغب في تشغيلها.

وقال أولباق في تعليقه على كلام الوزير السوري: "أرى أن هذا من المجالات التي يمكن الدخول فيها بسرعة، لأننا لا نتحدث هنا عن استثمار من الصفر، بل عن منشآت قائمة حالياً، لكنها خاملة وغير فعالة". وأشار إلى أهمية الزيارة التي جاءت عقب تشكيل الحكومة الجديدة في سورية، موضحاً أنهم التقوا أولاً وزير الاقتصاد والصناعة السوري، نضال الشعار. وذكر أولباق أنهم بحثوا مع الشعار الجوانب الاستثمارية.

الاستثمارات بحاجة إلى وقت

وأضاف: "يجب أن نكون واقعيين، فالاستثمارات يجب النظر إليها على المدى القصير والمتوسط والطويل، لأنها ليست أموراً تعطي نتائج سريعة. نعم، هناك إمكانات في سورية، لكن علينا أن ندرك أن هذه الإمكانات تحتاج إلى وقت". وأشار أولباق إلى أهمية تأمين وسائل النقل والخدمات اللوجستية، لكي تتم التجارة والاستثمار، قائلاً: "وفي هذا الإطار، التقينا وزير النقل السوري يعرب سليمان بدر. فالأمر يشمل الطرق البرية والبحرية والجوية، وقد تحدثنا مع الوزير في ما يمكن القيام به في هذا السياق".

ولفت إلى وجود "طاقات فائضة في تركيا" مثل قطاع النسيج، ولفت إلى أنهم بحثوا مع المسؤولين السوريين فرص نقل هذه الطاقات إلى سورية.

حاجة إلى نظام مصرفي وقوانين واضحة في سورية

وشدد أولباق على ضرورة وجود نظام مصرفي وتحويلات مالية في سورية وقواعد قانونية واضحة لتنظيم التجارة. وأشار إلى أنّ الوفد التركي برئاسة بولاط بحث مع وزير المالية السوري محمد يسر برنية هذه الأمور. وقال: "عبّرنا (لوزير المالية السوري) عن توقعنا بخصوص صدور قانونين، هما اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات، والثاني اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وأردف: "بمجرد صدور هذين الاتفاقين، سيعرف رجال الأعمال ما يجب عليهم فعله". وأشار إلى أنهم التقوا رئيس الهيئة العامة السورية للمنافذ البرية والبحرية، قتيبة أحمد البدوي، وبحثوا خلال اللقاء الإجراءات القائمة حالياً على المعابر الحدودية. ومضى قائلاً: "كانت الزيارة شاملة ومليئة بالمضامين. لم تكن هناك نتائج ملموسة من قبيل توقيع اتفاقية معينة، لكن جرى التطرق إلى مواضيع واضحة ومباشرة، ولهذا أرى أن الزيارة كانت ملموسة جداً من حيث المضمون".

مجلس الأعمال التركي السوري

وتطرق أولباق إلى مسألة تتعلق بطبيعة عمل مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية، وأنهم أبلغوا دمشق بضرورة تحديد الجانب السوري من "مجلس الأعمال التركي السوري". وأشار إلى أنّ الجانب السوري أقر بصحة مطلبهم، وأنهم سيحددون في أقرب وقت رجال الأعمال من الجانب السوري.

ولفت أولباق إلى أن بعض المسائل يمكن تحقيق تقدم سريع فيها، قائلاً: "بإمكاننا تحريك التجارة بسرعة كبيرة، لكن يجب أن نعلم أن الاستثمارات تحتاج إلى بعض الوقت". وقال: "يمكننا بسرعة التوجه إلى بعض الاستثمارات الموجودة وغير المفعلة حالياً، أو استنساخ نماذج من تركيا وتطبيقها في سورية. أما الاستثمارات التي ستُقام من الصفر، فهي بحاجة إلى العديد من الشروط".

وفي وقت سابق صرّح وزير التجارة التركي عمر بولاط، بأن بلاده وسورية ستشكلان تكاملاً اقتصادياً قوياً على غرار النموذج بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ونموذج الاتحاد الأوروبي. وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاماً من حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد. وأعلنت الإدارة السورية الجديدة في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، تعيين أحمد الشرع رئيساً للبلاد خلال فترة انتقالية من المقرر أن تستمر خمس سنوات.

(الأناضول)