تركيا تعد لزيادة صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي

23 ابريل 2025
جانب من شبكة الغاز الأوروبية في سلوفاكيا، 28 فبراير2025( روبرت نيمت/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تركيا تسعى لزيادة صادرات الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي عبر إعادة تصدير الغاز الأذربيجاني، معتمدة على استيراد المزيد من الغاز الروسي لتعويض النقص، وتطالب بضمانات طلب قبل الاستثمار في البنية التحتية.

- أوروبا تبحث عن بدائل للغاز الروسي بعد انتهاء اتفاقية العبور عبر أوكرانيا، وتركيا ترى في خط أنابيب الأناضول ميزة استراتيجية، مع إمكانية زيادة الصادرات إلى 10 مليارات متر مكعب سنويًا.

- تركيا تطمح لتكون مركزًا للطاقة في أوروبا، مع خطط للتنقيب عن النفط والغاز في بلغاريا والعراق وليبيا، وتستعد لتأمين عقود إعادة الإعمار في سوريا.

أعلنت تركيا استعدادها لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي بشكل كبير، عبر إعادة تصدير الغاز الطبيعي الأذربيجاني من تركيا. وذلك وفق تقرير بنشرة "أويل برايس" مساء الثلاثاء. وتقول النشرة إن تحقيق ذلك يتطلب من تركيا استيراد المزيد من الغاز الروسي لتعويض النقص.

وتحرص أنقرة على لعب دور المنقذ وتعزيز نفوذها تجاه بروكسل، لكنها تطالب ببعض ضمانات الطلب قبل أن تبدأ الإنفاق على البنية التحتية اللازمة. ويمثل خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر الأناضول، الذي يشكل جزءًا من ممر الغاز الجنوبي الذي ينقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا، ميزة استراتيجية لتركيا. كما تضم ​​البلاد خمس محطات للغاز الطبيعي المسال، وسبعة خطوط أنابيب للغاز، وثلاث وحدات تخزين عائمة، ومنشأتين للتخزين تحت الأرض، بالإضافة إلى طاقة استيراد فائضة كبيرة يمكن استخدامها للتداول.

ويتابع التقرير، من ناحية أخرى، أن أوروبا سعت، على مدى العامين الماضيين، إلى تأمين إمدادات غاز بديلة لتحل محل الغاز الروسي العابر لأوكرانيا. توقف تدفق الغاز الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاقية مدتها خمس سنوات في الأول من يناير/كانون الثاني 2025، مُنهيًا بذلك اتفاقًا استمر عقودًا. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تسمح لروسيا "بكسب مليارات إضافية من دمائنا"، ووصفه عدد من القادة بأنه "انتصار آخر" على موسكو.

ولكن لا يزال بإمكان روسيا إرسال الغاز إلى المجر وتركيا وصربيا عبر خط أنابيب "ترك ستريم" عبر البحر الأسود. ويمكن إعادة تصدير الغاز الطبيعي الأذربيجاني المبيع إلى تركيا إلى أوروبا، ربما عبر بلغاريا، ولكن ليس دون جهد وتكلفة. وفي مقابلة مع بلومبرغ، دافع وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقداربقوة عن مسار بلغاريا، مشيرًا إلى إمكانية زيادة الكميات إلى الاتحاد الأوروبي لتصل إلى 10 مليارات متر مكعب سنويًا، موجهًا رسالة واضحة إلى بروكسل: لن يتحقق ذلك دون ضمانات الطلب.

كما اكتسبت طموحات تركيا إلى أن تصبح مركزًا رائدًا للطاقة في أوروبا زخمًا، بعد الانهيار المفاجئ لحكم عائلة الأسد الذي دام 54 عامًا في سورية. وتتمتع الشركات التركية بمكانة جيدة تؤهلها لتأمين عقود رئيسية في حال تحول سورية إلى سوق حرة، حيث تُقدر تكلفة إعادة الإعمار بنحو 400 مليار دولار. ويمكن لتركيا إنشاء خط أنابيب غاز غرب سورية وربطه بشبكة خط أنابيب الغاز العربي (الذي يربط سورية والأردن ومصر). ومن شأن هذا أن يساعد تركيا على تقديم طريق أكثر جدوى تجاريا إلى الأسواق الأوروبية.

يُذكر أن وزير الطاقة التركي ألبارسلان بيرقدار كشف أن تركيا تُجري حاليًا محادثات لاستكشاف النفط والغاز في بلغاريا، مع خطط مماثلة للتنقيب في العراق وليبيا. وأوضح الوزير أن شركة الطاقة الحكومية "تركيا للبترول" (TPAO) ستوقع اتفاقية مع شريك أجنبي لم يُكشف عن هويته خلال الشهر المقبل للتنقيب في الجزء البلغاري من البحر الأسود.
ولا تسعى تركيا فقط إلى تعزيز إنتاجها المحلي من النفط والغاز، بل تطمح أيضًا إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة.

المساهمون