استمع إلى الملخص
- تعمل تركيا على توسيع نفوذها الإقليمي في مجال الطاقة عبر "دبلوماسية الطاقة"، بترسيم الحدود البحرية وتطوير شراكات في تركمانستان وأذربيجان والعراق، لتعزيز مكانتها كمركز رئيسي للطاقة.
- تواجه تركيا تحديات في واردات الغاز، حيث تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، وتلقت إعفاءً من العقوبات الأمريكية، مع تراجع الواردات الروسية بنسبة 2% العام الماضي.
قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إن إنتاج تركيا اليومي من الغاز الطبيعي في حقل سكاريا الرئيسي في البحر الأسود وصل إلى نحو 9.5 ملايين متر مكعب، في الوقت الذي تعزز فيه البلاد طموحاتها في مجال الطاقة في الداخل والخارج. وصرح بيرقدار للصحافيين في إقليم غيرسون الشمالي بأن تركيا تهدف إلى الانتهاء من اتفاق الشهر المقبل يسمح لمؤسسة البترول التركية الحكومية (تي.بي.إيه.أو) وشريك أجنبي باستكشاف منطقة في البحر الأسود قبالة سواحل بلغاريا المجاورة.
وأضاف، وفقا لوكالة رويترز: "نحن على وشك إبرام اتفاقية تتعلق بالمنطقة الاقتصادية البلغارية. وعلى الأرجح، ستوقع مؤسسة البترول التركية وشركة أجنبية الشهر المقبل اتفاقية بشأن منطقة في المياه البلغارية". وأظهرت حسابات رويترز أن حقل سكاريا الجديد ساهم بنحو 6.6% من الغاز المستهلك في تركيا والبالغ 53 مليار متر مكعب العام الماضي.
وتسعى تركيا، التي تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها من الطاقة، إلى خفض فاتورة الواردات وتعزيز أمن الإمدادات من خلال تطوير الموارد المحلية وتوسيع الشراكات الدولية في مجال استكشاف النفط والغاز.
🇹🇷 Enerjide Tarihi Rekor!
— Alparslan Bayraktar (@aBayraktar1) April 21, 2025
Sakarya Gaz Sahası'nda ilk faz tamamlandı. Günlük 9,5 milyon m³ üretim, 4 milyonu aşkın haneye yerli ve milli enerji!
Toprağın altında umut, denizin derinliklerinde gelecek vardı.
Cumhurbaşkanımız @RTErdogan’ın “Her arayan bulamaz, ama bulanlar… pic.twitter.com/BseP6dPhuE
وقال بيرقدار إن تركيا مهتمة بحقلين بحريين جديدين في منطقة بحر قزوين، بما في ذلك في أذربيجان، وفي حقول جديدة في شمال وجنوب العراق. وفي الصومال حيث وقعت تركيا في الآونة الأخيرة اتفاقية لاستكشاف النفط والغاز، من المتوقع أن تنتهي عملية جمع البيانات السيزمية بحلول نهاية مايو/ أيار، مع احتمال اتخاذ قرار بشأن الحفر بنهاية العام. وقال بيرقدار إن تركيا أضافت ثلاث مناطق برية إلى تراخيصها البحرية في الصومال الواقع في القرن الأفريقي.
وأضاف أن "المسح السيزمي البحري للصومال سيكتمل في نهاية مايو تقريبا. وبحلول نهاية العام، سنتخذ قرارنا بشأن الحفر". ووقعت مؤسسة البترول التركية أيضا اتفاقيات مع شركات باكستانية لتقديم عطاءات مشتركة للحصول على تراخيص التنقيب قبالة سواحل باكستان. كما تسعى أنقرة إلى إقامة شراكات لتطوير حقول نفط وغاز في تركمانستان التي بدأت في استيراد الغاز الطبيعي منها في الفترة الماضية.
وأعلنت تركيا في يناير/كانون الثاني الماضي، سعيها إلى ترسيم حدودها البحرية مع سورية في مياه البحر المتوسط، مؤكدة أن هذه الصفقة ستسمح للبلدين بتحديد مساحات نفوذهما للتنقيب عن النفط والغاز. وقال وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو إن "هذه الصفقة ستسمح للبلدين بتحديد مساحات نفوذهما للتنقيب عن النفط والغاز"، وأي اتفاق مستقبلي في هذا المجال "سيكون متوافقاً مع القانون الدولي"، كما وقعت في 2019 اتفاقا لترسيم الحدود مع ليبيا.
وأكد تحليل لمعهد "تشاتام هاوس" البريطاني، في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تصاعد طموحات تركيا في مجال الطاقة بعد سقوط الأسد، ضمن توسيع نفوذها الإقليمي عبر ما يُسمى "دبلوماسية الطاقة". وأشار التحليل إلى سعي أنقرة للتفاوض على "اتفاقيات دفاع" مع الحكومة الجديدة في دمشق، على غرار اتفاقيات مماثلة مع الصومال وليبيا، بهدف توسيع العمق الاستراتيجي لتركيا بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وخدمة مشاريعها للطاقة.
وأكد المعهد البريطاني أن هذه الخطط تستهدف "ترسيخ مكانة تركيا مركزاً رئيسياً للطاقة في المنطقة"، مشيراً إلى أن أنقرة استضافت لهذا الغرض وزراء البلدان الرئيسية المنتجة للغاز، في أذربيجان وليبيا وأوزبكستان، وممثلين لدول عبور الغاز، مثل جورجيا، بجانب المستوردين من أوروبا الشرقية، أواخر العام الماضي. وتتمثل رؤية أنقرة بأن تعمل تركيا بصفتها نقطة عبور رئيسية بين منتجي الغاز، وصولاً إلى الشرق والجنوب، والأسواق الغربية، وفق معهد "تشاتام هاوس".
وتلقت أنقرة في مارس/آذار الماضي، تمديداً لإعفاء من الولايات المتحدة لمدفوعات غاز إلى روسيا، وأضاف أن ذلك التمديد سيظل سارياً حتى مايو/أيار. وفرضت واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني عقوبات جديدة على غازبروم بنك الروسي، وهو أحد أكبر البنوك الروسية التي تتلقى مدفوعات مقابل الغاز الطبيعي من عملاء غازبروم في أوروبا، بسبب الحرب في أوكرانيا، فيما تلقت تركيا والمجر وسلوفاكيا إعفاءات من الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول.
وتقدم روسيا أكثر من 40% من واردات الغاز التركية. وارتفعت واردات الغاز التركية بنسبة 1% العام الماضي إلى 51.7 مليار متر مكعب، فيما انخفضت الواردات من الغاز الروسي 2% إلى 21.6 مليار متر مكعب. كما أن "السيل التركي" بات هو الخط الوحيد المتبقي لتصدير الغاز الروسي لأوروبا بعد انتهاء اتفاقية تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ووقف التصدير عبر نورد ستريم (السيل الشمالي) بعد غزو روسيا للأراضي الأوكرانية في 2022.
(رويترز، العربي الجديد)