استمع إلى الملخص
- لم يتم الكشف عن تفاصيل التمويل، لكن ترامب وعد بأن يكون "أعظم صندوق ثروة سيادي"، مع مناقشات حول استخدام "المؤسسة الأميركية لتمويل التنمية الدولية" للشراكة مع مؤسسات لتعزيز الاقتصاد.
- تمتلك الولايات المتحدة 20 ولاية بصناديق ثروة سيادية، مثل صندوق ألاسكا الدائم، والتي تقدم نماذج يمكن الاستفادة منها في إنشاء الصندوق الوطني الجديد.
وقع الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا قال إنه سيوجه المسؤولين لإنشاء صندوق ثروة سيادي للولايات المتحدة، متابعًا بذلك فكرة كان قد طرحها خلال الحملة الرئاسية. وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي يوم الاثنين أثناء إعلانه عن هذه الخطوة: "لدينا إمكانات هائلة". وأضاف أن هذا الإجراء سيكلف وزير الخزانة سكوت بيسنت وهوارد لوتنيك، المرشح لمنصب وزير التجارة، بقيادة هذه الجهود.
وصرح بيسنت، الذي كان حاضرًا مع ترامب في المكتب البيضاوي، بأن الصندوق سيُنشأ خلال الأشهر الاثني عشر القادمة، واصفًا هذه المسألة بأنها "ذات أهمية استراتيجية كبيرة". واقترح لوتنيك استخدام الصندوق لتسهيل بيع تطبيق تيك توك، الذي لا يزال يعمل في الولايات المتحدة بفضل تمديد وقّعه ترامب، ما أتاح مهلة إضافية قبل البيع القسري أو الإغلاق.
ولم يكن نص الوثيقة التي وقعها ترامب متاحًا على الفور، وليس من الواضح كيف سيجرى تمويل أول صندوق ثروة سيادي تنشئه الولايات المتحدة، خاصة أن ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية بأنه سيكون "أعظم صندوق ثروة سيادي على الإطلاق". ناقش مستشارو ترامب في السابق خططًا لاستخدام "المؤسسة الأميركية لتمويل التنمية الدولية" للشراكة مع اللاعبين المؤسسيين الرئيسيين لتعزيز القوة الاقتصادية الأميركية.
ومن بين الأشخاص الذين يقودون النقاش حول استخدام مؤسسة تمويل التنمية بشكل مشابه لصندوق سيادي، وأيضًا أداةً لتغيير النهج الأميركي في تقديم المساعدات الخارجية، الملياردير المقرب مؤخراً من الرئيس الأميركي إيلون ماسك، وستيفن فاينبرغ، الملياردير المؤسس المشارك لشركة سيربيروس كابيتال مانجمنت، الذي رشحه ترامب لمنصب نائب وزير الدفاع، وفقًا لأشخاص مطلعين كانوا قريبين من فريق انتقال السلطة قبل تولي ترامب منصبه.
وأعلن ترامب، يوم الجمعة، أنه يرشح بن بلاك، نجل ليون بلاك، المؤسس المشارك لشركة أبولو غلوبال مانجمنت، لرئاسة "المؤسسة الأميركية لتمويل التنمية الدولية". وكان ترامب قد طرح فكرة إنشاء صندوق ثروة سيادي خلال خطاب ألقاه في النادي الاقتصادي لنيويورك خلال حملته في سبتمبر/أيلول، حيث اقترح تحويل الأموال من التعريفات الجمركية إلى صندوق ثروة يمكنه الاستثمار في مراكز التصنيع والدفاع والبحوث الطبية. وقال ترامب في ذلك الوقت: "سننشئ صندوق الثروة السيادي الخاص بأميركا للاستثمار في المشاريع الوطنية الكبرى لصالح جميع الأميركيين"، واقترح أن يكون لقادة وول ستريت والشركات الكبرى دور في تقديم المشورة والتوصيات بشأن الاستثمارات.
وتوجد صناديق الثروة السيادية عادة في البلدان التي تمتلك احتياطيات كبيرة من النقد الأجنبي، مثل الصين، أو تلك التي تعتمد على عائدات بيع النفط أو السلع الأخرى، مثل النرويج والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، حيث تُستثمر هذه الأموال في مجالات متنوعة، من الأسهم والسندات إلى البنية التحتية والتكنولوجيا. وكان الرئيس السابق جو بايدن أيضًا قد عمل على إعداد اقتراح لإنشاء صندوق يستثمر في المصالح الأمنية الوطنية، بما في ذلك التكنولوجيا والطاقة والروابط الأساسية في سلاسل التوريد.
وهناك 20 ولاية أميركية تمتلك صناديق ثروة سيادية، تُموَّل عادةً من الموارد الطبيعية أو الأراضي، ويمكن أن تكون بمثابة نماذج لهذا الصندوق. ويعد صندوق ألاسكا الدائم، الذي تأسس في عام 1976 ويدير حاليًا حوالي 82 مليار دولار، أكبر تلك الصناديق الأميركية. ومن الأمثلة الأحدث، صندوق الإرث في ولاية داكوتا الشمالية الذي تبلغ قيمته 11.5 مليار دولار، وأُنشئ في عام 2010.
وتحوّل ولاية داكوتا الشمالية 30% من عائدات الضرائب على النفط والغاز إلى هذا الصندوق شهريًا. وخلال أي دورة ميزانية تمتد لعامين، يمكن للولاية الوصول إلى 5% من أموال الصندوق لتمويل المشاريع وتقديم الإعفاءات الضريبية. وساعد هذا الصندوق في تمكين ولاية داكوتا الشمالية من الإعلان أواخر الشهر الماضي عن خطة لإلغاء ضرائب الممتلكات لأصحاب المنازل تدريجيًا خلال العقد القادم.