ترامب يلوّح بإقالة باول ويتحدث عن اتفاقات تجارية وشيكة
استمع إلى الملخص
- تهدف المفاوضات التجارية مع الهند وأوروبا إلى تحسين شروط التجارة وتقليص العجز التجاري الأميركي قبل زيادة الرسوم الجمركية في أغسطس.
- الخلاف بين ترامب وباول يتمحور حول خفض أسعار الفائدة، حيث يفضل باول انتظار بيانات إضافية، مما يعكس تأثير السياسة على الأسواق المالية.
شهدت الأسواق العالمية حالة من الترقب والاضطراب، منذ أمس الأربعاء، بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول مفاوضات تجارية محتملة، وتلويحه بإقالة رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، ما أثار قلق المستثمرين وأثر على مؤشرات الأسهم الأميركية.
ترامب: اتفاق قريب مع الهند ومفاوضات جارية مع أوروبا
قال ترامب، في مقابلة بثت أمس الأربعاء، إن إدارته "قريبة جداً" من التوصل إلى اتفاق تجاري مع الهند، ومن الممكن التوصل إلى اتفاق مماثل مع أوروبا، لكنه أضاف أن الحديث عن اتفاق مع كندا لا يزال "مبكراً للغاية". كما أشار إلى أنه من المحتمل فرض رسوم جمركية بنسبة 10% أو 15% على بعض الدول الأصغر حجماً.
وتتفاوض إدارة ترامب على عدد من الاتفاقات التجارية بهدف الضغط من أجل ما يعتبره الرئيس شروطاً أفضل مع الشركاء التجاريين، إضافة إلى تقليص العجز التجاري الأميركي الكبير، وذلك قبل الموعد النهائي في الأول من أغسطس/ آب، وهو التاريخ المقرر لزيادة الرسوم على معظم الواردات الأميركية مجدداً. وفي رده على سؤال حول مدى قرب التوصل إلى الاتفاقات التجارية، قال ترامب: "نحن قريبون جداً مع الهند، ومن المحتمل أن نعقد اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي".
وبحسب "رويترز"، تصدرت تصريحات ترامب المشهد بينما كان مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ماروش شفتشوفيتش، يتوجه إلى واشنطن، أمس الأربعاء، لإجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية. وفي الوقت نفسه، كان وفد تجاري هندي قد وصل إلى واشنطن يوم الاثنين لبدء جولة جديدة من المحادثات. وأوضح ترامب: "كان الاتحاد الأوروبي قاسياً، والآن أصبحوا لطفاء. يريدون إبرام اتفاق، وسيكون مختلفاً كثيراً عن الاتفاق الذي حظينا به لسنوات". أما عن كندا، التي تستعد لاتخاذ إجراءات مضادة في حال فشلت المحادثات مع الولايات المتحدة، فقال ترامب: "من السابق لأوانه التكهن".
ترامب يلوّح بإقالة باول والأسواق تهتز
في سياق آخر، تسببت تصريحات الرئيس الأميركي حول احتمال إقالة رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي، جيروم باول، في اضطراب سوق الأسهم الأميركية خلال تعاملات الأربعاء. وقال ترامب إنه "تحدث عن فكرة إقالة" باول، في إشارة إلى استيائه من سياسات البنك المركزي ورفضه خفض أسعار الفائدة. رغم أن هذه الخطوة قد تلقى ترحيباً من وول ستريت التي تفضل أسعار فائدة منخفضة، فإنها قد تُضعف من استقلالية البنك المركزي وقدرته على اتخاذ قرارات غير شعبية ضرورية لكبح التضخم.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3% بعد أن كان قد تراجع في بداية التعاملات، قبل أن يستعيد خسائره. كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 231 نقطة، أي بنسبة 0.5% عند إغلاق التعاملات، بينما صعد مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0.3%. وكانت الأسهم قد سجلت ارتفاعاً متواضعاً في ساعات الصباح، قبل أن تؤدي التقارير حول إمكانية إقالة باول إلى تراجع ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.7% بشكل مفاجئ.
وعندما سُئل ترامب بشكل مباشر عمّا إذا كان يخطط لإقالة باول، أجاب: "لا أستبعد أي شيء، لكن أعتقد أن الأمر غير محتمل بدرجة كبيرة". ورغم أن التصريح ساعد في تهدئة الأسواق واستعادة الأسهم لخسائرها، إلا أن ترامب أضاف: "قد أطيح بباول إذا اضطر للمغادرة بسبب إدانته بالاحتيال"، في إشارة إلى مشروع تجديد مبانٍ تابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بتكلفة 2.5 مليار دولار، الذي سبق وانتقده.
خلاف حول أسعار الفائدة
تتمثل المشكلة الرئيسية بين ترامب وباول في رفض الأخير خفض أسعار الفائدة هذا العام، وهو ما يراه ترامب ضرورياً لتيسير القروض أمام الأسر والشركات الأميركية، وبالتالي دعم النشاط الاقتصادي. كما أن خفض الفائدة قد يساعد الحكومة الأمريكية على تقليل كلفة الدَّين العام، لا سيما في ظل خططها التوسعية بعد إقرار حزمة من التخفيضات الضريبية. في المقابل، يصرّ باول على أنه يفضّل انتظار بيانات إضافية حول أثر السياسات الجمركية التي اقترحها ترامب على الاقتصاد والتضخم، قبل اتخاذ أي خطوات إضافية.
تعكس تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة مدى تأثير السياسة على الأسواق المالية والاقتصادية، في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية خطوات واشنطن المقبلة على صعيد التجارة وأسعار الفائدة. وبينما يبدو أن هناك تقدماً في المفاوضات مع شركاء تجاريين مثل الهند وأوروبا، فإن التلويح بإقالة رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي يضيف طبقة جديدة من الضبابية إلى المشهد الاقتصادي الأميركي والعالمي.
(رويترز، أسوشييتد برس)