ترامب يقول إنه توصل مع الرئيس الصيني إلى اتفاق يحدد مصير "تيك توك" داخل أميركا

19 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 19:58 (توقيت القدس)
دونالد ترامب وشي جين بينغ، 14 مايو 2020 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توصل الرئيسان الأميركي والصيني إلى اتفاق يسمح لمجموعة مستثمرين بالسيطرة على عمليات تيك توك في الولايات المتحدة، مع خطط لزيارات متبادلة بين البلدين.
- الصفقة تتضمن إنشاء كيان أميركي جديد لتشغيل التطبيق، حيث سيمتلك المستثمرون الجدد والداعمون الحاليون نحو 80% من الكيان، مع تقليص حصة بايت دانس.
- أثارت ملكية تيك توك مخاوف أمنية في واشنطن، وتشمل الصفقة مقربين من ترامب، مع استمرار "أوراكل" في إدارة بيانات المستخدمين الأميركيين.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أنه والرئيس الصيني شي جين بينغ قد توصلا إلى اتفاق يسمح لمجموعة من المستثمرين بالسيطرة على عمليات تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، مختتمين بذلك أشهرًا من المفاوضات المتوترة التي وضعت "تيك توك" في صميم المحادثات التجارية بين الجانبين.

وقال ترامب على منصته "تروث سوشال": "لقد أنهيت للتو مكالمة مثمرة للغاية مع الرئيس الصيني شي. حققنا تقدمًا في العديد من القضايا المهمة جدًا بما في ذلك التجارة، والحاجة إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والموافقة على صفقة تيك توك".

وأضاف أنه ونظيره الصيني اتفقا على اللقاء خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) في كوريا الجنوبية الشهر المقبل، وأنه سيزور الصين مطلع العام المقبل، على أن يرد شي الزيارة. وقال ترامب: "كانت المكالمة جيدة جدًا، وسنتحدث مرة أخرى عبر الهاتف، وأقدّر الموافقة على صفقة تيك توك، ونتطلع أنا وهو إلى اللقاء في القمة".

وبحث المفاوضون من الجانبين الاتفاق خلال محادثات تجارية في مدريد في وقت سابق من هذا الأسبوع، قبل أن يتطلب الأمر موافقة ترامب وشي لتوقيعه نهائيًا. ولم تعلق إدارة "تيك توك" على ما أعلنه ترامب حتى الآن.

الموقف الصيني

وبحسب وكالة أنباء شينخوا الرسمية، بدا أن الرئيس الصيني يدعم حلًا تجاريًا لقضية "تيك توك" مع تأكيد سلطة الصين القانونية على التكنولوجيا الأساسية للتطبيق. ونقلت شينخوا عن الرئيس الصيني قوله: "إن الحكومة الصينية تحترم رغبات الشركة، ويسرها أن ترى الشركات تجري مفاوضات تجارية قائمة على قواعد السوق للتوصل إلى حل يتماشى مع القوانين واللوائح الصينية، مع تحقيق توازن في مصالح جميع الأطراف".

كما أعرب شي عن أمله في أن توفر الولايات المتحدة "بيئة أعمال منفتحة وعادلة وغير تمييزية" للشركات الصينية المستثمرة هناك.

وتقول صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها، الجمعة، إن الجانبين لم يكشفا عن تفاصيل الصفقة، لكن وفقًا للشروط التي جرت مناقشتها، سيُنشأ كيان أميركي جديد لتشغيل التطبيق وسحب السيطرة من شركة "بايت دانس" الصينية المالكة تطبيقَ تيك توك. وسيمتلك كونسورتيوم من المستثمرين الجدد والداعمين الحاليين نحو 80% من الكيان الجديد، مع انخفاض حصة بايت دانس إلى أقل من 20% امتثالًا للقانون الأميركي الذي أُقر العام الماضي.

وسيملك المستثمرون الجدد حوالي نصف الشركة، فيما يحتفظ المستثمرون الحاليون في بايت دانس، مثل "سسكويهانا إنترناشونال" و"كيه كيه آر" و"جنرال أتلانتك"، بحوالي 30%.

وستشمل الصفقة عددًا من المقرّبين من ترامب؛ فالملياردير جيف ياس، أحد أكبر المساهمين في حملة ترامب الانتخابية لعام 2024، هو المؤسس المشارك لـ"سسكويهانا". كما أن وليم فورد، أحد ممولي ترامب ورئيس "جنرال أتلانتك"، يملك أيضًا حصة كبيرة في بايت دانس، وهو عضو في مجلس إدارتها.

ويشارك كذلك لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة "أوراكل" العملاقة في الحوسبة السحابية، والحليف لترامب. وستتولى "أوراكل" الاستمرار في إدارة بيانات المستخدمين الأميركيين.

لقد أثارت ملكية "تيك توك" الصينية مخاوف تتعلق بالأمن القومي في واشنطن منذ سنوات، حيث يخشى المسؤولون من إمكانية وصول بكين إلى بيانات نحو 170 مليون مستخدم أميركي للتطبيق، وهي مزاعم نفتها "تيك توك". وقد بدأت قضية "تيك توك" على الساحة الأميركية مع الولاية الأولى لترامب، حين سعى في عام 2020 لحظر التطبيق، وتدخلت "وول مارت" و"أوراكل" في صفقة لم تكتمل أبدًا.

وفي العام الماضي، أصدر الكونغرس الأميركي قانونًا ملزمًا بحظر "تيك توك" في الولايات المتحدة أو نقل ملكيته من الشركة الصينية الأم، وأجّل ترامب تطبيق القانون عدة مرات. كما استخدم التطبيق للوصول إلى الناخبين الشباب خلال حملته الانتخابية، ورأى في الصفقة وسيلة لتعزيز شعبيته مع الحفاظ على قيمة الاستثمار للمستثمرين الأميركيين.

وقال ترامب، يوم الخميس، خلال مؤتمر صحافي مشترك في المملكة المتحدة مع رئيس الوزراء كير ستارمر: "أنا أحب تيك توك. لقد ساعدني على الفوز بالانتخابات"، مشيرًا إلى ارتفاع نسبة مشاركة الشباب في التصويت. وأضاف: "كان ذلك سببًا في فوزنا بالانتخابات بفارق كبير".

المساهمون