ترامب يعتزم فرض رسوم جمركية على السيارات المستوردة بنسبة 25%

19 فبراير 2025
ترامب أكد أن الرسوم سترتفع بشكل كبير خلال عام، نيويورك في 6 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة لتشجيع الشركات الأجنبية على إنشاء مصانع في الولايات المتحدة، معبراً عن ارتياحه لخفض الاتحاد الأوروبي رسومه الجمركية إلى 2.5%.
- حذرت الصين من تداعيات الرسوم الجمركية، مشيرة إلى أنها قد تزيد التضخم وتؤدي إلى ركود عالمي، ودعت واشنطن للتراجع والانخراط في حوارات متعددة الأطراف.
- أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من عدم التزام الصين بقواعد منظمة التجارة العالمية، ودعت المديرة العامة للمنظمة إلى الهدوء والإصلاحات لمواكبة التغيرات.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ الرسوم الجمركية التي يعتزم فرضها على السيارات المستوردة ستبلغ حوالى 25%، وذلك ردّاً على أسئلة صحافيين حول تعرفات يتطلّع إلى إعلانها بحلول 2 إبريل/ نيسان. وقال ترامب لصحافيين في مارآلاغو، مساء الثلاثاء، إن الرسوم الجمركية "ستكون نحو 25% وسترتفع بشكل كبير خلال عام"، مضيفاً أنه يريد "إعطاء وقت" لشركات السيارات الأجنبية لكي "تكون لديها مصانع هنا" وبالتالي "لا تتحمّل رسوماً جمركية".

كما أبدى الرئيس الأميركي سروره لإقدام الاتحاد الأوروبي على "خفض رسومه الجمركية على السيارات إلى المستوى المعتمد لدينا". وأضاف أنّ "الضريبة على السيارات في الاتّحاد الأوروبي كانت 10% وأصبحت الآن 2.5%، وهو نفسه المستوى الذي نفرضه نحن بالضبط. وإذا فعل الجميع ذلك، فسنلعب وفقاً للقواعد نفسها".

وتابع، وفقاً لوكالة فرانس برس: "لقد أخذتُ علماً بما تمّ القيام به. لكنّ الاتحاد الأوروبي كان غير عادل للغاية معنا. لدينا عجز تجاري قدره 350 مليار دولار. هم لا يشترون سياراتنا ومنتجاتنا الزراعية، لا يشترون أيّ شيء تقريبا. يجب علينا تصحيح هذا الأمر".

وبحسب بيانات وزارة التجارة الأميركية، فإنّ العجز التجاري الأميركي في السلع مع الاتحاد الأوروبي ناهز 235 مليار دولار في 2024. في المقابل، حقّقت الولايات المتّحدة فائضاً تجارياً بقيمة 109 مليارات دولار مع الاتحاد الأوروبي في الخدمات في 2023، وهو آخر عام تتوفر فيه بيانات مجمّعة، وفقاً للمفوضية الأوروبية. 

الصين تحذر من تداعيات رسوم ترامب

في السياق، حذّرت الصين أمام منظمة التجارية العالمية من أنّ الرسوم الجمركية التي لوّح بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو فرضها قد تتسبب بزيادة التضخم وإحداث اضطرابات في السوق وصولاً إلى ركود عالمي.

وبعد تولّيه في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، سدّة الرئاسة لولاية ثانية غير متتالية، فرض ترامب على الصين، ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، رسوماً جمركية بنسبة 10% على صادراتها إلى الولايات المتحدة. ووقّع ترامب أوامر تنفيذية الأسبوع الماضي تفرض رسوماً جمركية جديدة بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم، من المقرّر أن تدخل حيّز التنفيذ في 12 مارس/ آذار.

وقال ممثل الصين لدى المنظمة لي تشنيغانغ، أمس الثلاثاء، إنّ "العالم يواجه سلسلة صدمات على مستوى الرسوم الجمركية"، وذلك في أول اجتماع يعقده في السنة الحالية المجلس العام للمنظمة. وأضاف المندوب الصيني: "لقد فرضت الولايات المتحدة أو هدّدت بفرض رسوم جمركية على شركائها التجاريين، بما في ذلك الصين، بصورة أحادية وعلى نحو تعسّفي، منتهكة بشكل صارخ قواعد منظمة التجارة العالمية".

وتابع "تزيد صدمات الرسوم الجمركية هذه من عدم اليقين الاقتصادي، وتعطّل التجارة العالمية، وتنطوي على مخاطر زيادة التضخم المحلي أو التسبب باضطرابات في السوق أو حتى بركود عالمي"، وشدّد على أنّ السياسة الأحادية الأميركية تهدّد بقلب النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على قواعد. وقال لي "المخاطر كبيرة بالنسبة لجميع الأعضاء، الكبار أو الصغار".

وفرض رسوم جمركية عقابية على الدول ذات الفائض التجاري المرتفع مع الولايات المتحدة يقع في صلب سياسة ترامب الاقتصادية. وعلّق ترامب لمدة شهر تنفيذ مرسوم رئاسي يفرض رسوما جمركية بـ25% على كندا والمكسيك، بعد تعهّد البلدين بتكثيف الإجراءات لمواجهة تدفق عقار الفنتانيل وعبور المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة. 

إلا أن الرئيس الأميركي قرّر المضي قدماً بالرسوم المفروضة على الصين التي ردّت بفرض رسوم على وارداتها من الفحم والغاز المسال الأميركيين. وقال لي "لا يمكننا أن نغفل السبب الجذري للاضطرابات التجارية والتهديدات التي تطاول جميع الأعضاء: إنها الرسوم الجمركية الأميركية التعسفية والإجراءات الأحادية الجانب"، وحضّ واشنطن على التراجع عن الرسوم الجمركية و"الانخراط في حوارات متعددة الأطراف على أسس الإنصاف والمنفعة المشتركة والاحترام المتبادل".

وقال مسؤول في المنظمة مقرّه في جنيف إنّ واشنطن أعربت في المقابل عن هواجس في ما يتّصل بعدم اتّباع الصين اقتصاد السوق وخرقها المتكرر لقواعد منظمة التجارة العالمية. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لفرانس برس أنّ "الولايات المتحدة سلطت الضوء على القضايا الناجمة عن افتقار الصين إلى الشفافية وتجاهلها إشراف منظمة التجارة العالمية".

وأضاف "أشارت الولايات المتحدة أيضا إلى أن عجز منظمة التجارة العالمية راهنا عن معالجة سياسات الصين" على غرار "الإعانات غير العادلة، يحدّ بشكل كبير من فاعلية المنظمة". وحضّت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا أعضاء المنظمة البالغ عددهم 166 عضواً على التحلي بالهدوء وإبقاء التواصل قائما بين بعضهم بعضاً.

وقالت "لقد تغيّر العالم. لا يمكننا المجيء إلى هنا لمواصلة فعل الأشياء نفسها التي كنا نفعلها". وناشدت وزيرة المالية النيجيرية السابقة الدول المضي قدما في إصلاحات طال انتظارها في منظمة التجارة العالمية. والمنظمة بصدد تحديث قاعدة بياناتها لتحليل التعرفات وستطلق الإصدار الجديد في الرابع من مارس المقبل.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون