ترامب يحث أوروبا على فرض رسوم جمركية على الصين والهند للضغط على بوتين
استمع إلى الملخص
- يعمل الاتحاد الأوروبي على إعداد حزمة العقوبات الـ19 ضد روسيا، تستهدف شركات كبرى وتدرس تسريع التخلص من الوقود الأحفوري الروسي، استجابة للضغوط الأميركية.
- أكد وزير الخزانة الأميركي على أهمية التعاون الأوروبي لمواجهة روسيا، بينما أشار ترامب إلى إمكانية تعزيز التجارة مع الهند، وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية عن استخدام فوائد الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا.
ذكر مسؤول أميركي ودبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حث مسؤولي التكتل أمس الثلاثاء، على فرض رسوم جمركية على الصين تصل إلى 100% في إطار استراتيجية للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا. وقال المسؤول، الذي طلب من وكالة رويترز عدم الكشف عن هويته لمناقشة تلك المحادثات الخاصة، إن ترامب شجع الاتحاد الأوروبي أيضا على فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على الهند.
والصين والهند من المشترين الرئيسيين للنفط الروسي، وبالتالي فإنهما تضطلعان بدور مهم في دعم اقتصاد روسيا مع استمرار حربها في أوكرانيا التي بدأت بغزو البلاد في عام 2022. وقدم ترامب هذا الطلب، الذي تم نقله خلال مؤتمر عبر الهاتف، إلى مبعوث الاتحاد الأوروبي المعني بالعقوبات ديفيد أوسوليفان ومسؤولين آخرين من التكتل. وهناك وفد من الاتحاد الأوروبي في واشنطن حاليا لبحث تنسيق العقوبات. وقال الدبلوماسي الأوروبي إن الولايات المتحدة أشارت إلى استعدادها لفرض رسوم جمركية مماثلة إذا استجاب الاتحاد الأوروبي لطلبها. وسيؤدي الطلب الأميركي، في حال تنفيذه، إلى تغيير استراتيجية الاتحاد الأوروبي الذي فضل عزل روسيا بالعقوبات بدلا من الرسوم الجمركية.
ويحضّر الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، هي الـ19 منذ الغزو في 2022. وذكر التكتل أنها ستتضمن على الأرجح المزيد من العقوبات الثانوية على البلاد التي تساعد موسكو في الالتفاف على الإجراءات. ويتحرّك كل من ألمانيا وفرنسا لاستهداف شركة النفط الروسية العملاقة "لوك أويل" في إطار حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة، بحسب ما أفاد مسؤولون أول من أمس الاثنين.
وأكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت وفقا لوكالة فرانس برس، بعد محادثات عقدها مع مبعوث الاتحاد الأوروبي المعني بالعقوبات أن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بتحرّك حازم ضد روسيا لوضع حد لحرب أوكرانيا، لكنه شدد على أهمية التعاون الأوروبي. وكتب بيسينت في منشور على "إكس" بعد الاجتماع أن "جميع الخيارات ما زالت على الطاولة" جزءاً من استراتيجية الرئيس دونالد ترامب لدعم مفاوضات السلام بين موسكو وكييف. وأفاد مصدر مطلع على المحادثات لوكالة فرانس برس، بأن اجتماع أول من أمس الاثنين، استمر أقل من ساعتين وتطرق إلى عقوبات اقتصادية محتملة والتحرّك في مجال الرسوم الجمركية.
كان ترامب قد هدد، يوم الأحد الماضي، بتكثيف العقوبات على روسيا بعدما نفّذ الكرملين أكبر هجوم جوي على أوكرانيا على الإطلاق. كما هدد بمعاقبة البلدان التي تشتري النفط الروسي، لكنه حتى الآن، لم يفرض غير ما يطلق عليها عقوبات ثانوية على الهند. وفي وقت لاحق مساء أمس الثلاثاء، أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة يمكنها في الواقع تعزيز التجارة مع الهند، وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الولايات المتحدة والهند تعملان على إزالة الحواجز التجارية بين البلدين. وأضاف أنه يتطلع للتحدث إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
في السياق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الأربعاء، إن الاتحاد الأوروبي يدرس تسريع وتيرة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الروسي في إطار حزمة العقوبات الجديدة ضد موسكو، وذلك عقب ضغوط أميركية لوقف شراء النفط الروسي.
وذكرت فون دير لاين في خطابها عن حالة الاتحاد أمام البرلمان الأوروبي، أنه في إطار الحزمة الـ19 من العقوبات على روسيا التي يجري إعدادها حاليا، "نتطلع إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الروسي وأسطول الظل والدول الثالثة بشكل أسرع". كما أعلنت فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي سيستخدم الفوائد على الأصول الروسية المجمدة لمنح "قرض تعويض" جديد لأوكرانيا، ولكن من دون المساس بالأصول نفسها.
(رويترز، العربي الجديد)