استمع إلى الملخص
- أعلنت شركات يابانية كبرى مثل تويوتا وإيسوزو عن خطط لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة، مما يسهم في خلق فرص عمل وتعزيز النمو الاقتصادي.
- أكد رئيس الوزراء الياباني على أهمية التحالف بين البلدين وزيادة الاستثمارات والمشتريات الدفاعية من الولايات المتحدة، معربًا عن أمله في بناء "عصر ذهبي" للعلاقات الثنائية.
خلال لقائه يوم الجمعة رئيسَ وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا في البيت الأبيض، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب برغبته في تقليل العجز التجاري لبلاده مع الدولة الآسيوية، فيما أشار الضيف الياباني إلى أن شركتي تويوتا وإيسوزو تخططان للقيام باستثمارات إضافية في الولايات المتحدة. وعلى مدى عقود، كان العجز التجاري الأميركي مع اليابان قضية مثيرة للجدل في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إذ تعد اليابان واحدة من أكبر المصدرين إلى الولايات المتحدة، حيث تهيمن صناعات السيارات والإلكترونيات والآلات الثقيلة على مبيعاتها للسوق الأميركية. واستمر التوتر بين البلدين بشأن الفائض التجاري الياباني مع الولايات المتحدة، مما دفع الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى الضغط على طوكيو لفتح أسواقها بشكل أكبر أمام المنتجات الأميركية وتعزيز الاستثمارات في الاقتصاد الأميركي.
وجاء لقاء ترامب رئيسَ الوزراء الياباني ليعكس اهتمام الإدارة الأميركية بموازنة العلاقة التجارية بين البلدين، في وقت تسعى فيه الإدارة الأميركية الجديدة لخفض عجزها التجاري مع مختلف دول العالم، من خلال التلويح بسلاح التعرفات الجمركية. وأبدى ترامب، منذ توليه الرئاسة، موقفًا حازمًا تجاه الدول التي تتمتع بفوائض تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة، مثل الصين واليابان وألمانيا، حيث سعى إلى فرض سياسات أكثر تشددًا، تشمل فرض التعرفات، والتهديد بالعودة إلى نظام الحصص.
وفيما بدا أنه استجابة للضغوط الأميركية، أعلنت كبرى الشركات اليابانية، مثل تويوتا وإيسوزو، خططاً لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة، سواء من خلال بناء مصانع جديدة أو توسيع القائم منها، مما يسهم في خلق المزيد من فرص العمل للأميركيين وتعزيز النمو الاقتصادي. وقالت طوكيو إن هذه الخطوة تأتي في إطار العلاقات الاقتصادية العميقة بين البلدين، حيث تمتلك العديد من الشركات اليابانية مصانع وإنتاجًا داخل الولايات المتحدة، آملة أن يساهم ذلك في تخفيف الانتقادات الأميركية بشأن الفائض التجاري الياباني.
وخلال لقائهما في المكتب البيضاوي، أشاد إيشيبا بـ"الحضور الذي لا يهاب" لترامب، قائلًا: "لقد وقفت ورفعت قبضتك عاليًا في السماء"، وذلك في إشارة إلى نجاة الرئيس الجمهوري من محاولة اغتيال العام الماضي، وفقًا لما نقلته وكالة فرانس برس.
وأكد رئيس الوزراء الياباني، الذي تعد بلاده حليفًا رئيسيًّا للولايات المتحدة في مواجهة صعود الصين وكوريا الشمالية المسلحة نوويًّا، أن اليابان هي أكبر مستثمر في الولايات المتحدة، وستزيد من إنفاقها هناك. لكن ترامب أصر على أنه يريد تحقيق "المساواة" في الميزان التجاري بين البلدين، وأجاب بـ"نعم" عندما سُئل عما إذا كانت الرسوم الجمركية قد تُفرض في حال عدم تحقيق تقدم. وقال ترامب إنهما سيناقشان القضية الشائكة المتعلقة بمحاولة استحواذ شركة "نيبون ستيل" اليابانية على "يو إس ستيل" الأميركية، والتي تم حظرها. وكان الرئيس قد دعم سابقًا قرار سلفه جو بايدن بوقف الصفقة، لكن وسائل إعلام أميركية أفادت بأنه قد يلين موقفه حيال ذلك.
واستبعدت وكالات الأنباء أن يعيد إيشيبا، المعروف بولعه بالسفن الحربية النموذجية ووصفه لنفسه بأنه "مهووس" بالتكنولوجيا، خلق العلاقة الوثيقة التي ربطت بين ترامب ورئيس الوزراء السابق وصديقه في رياضة الغولف شينزو آبي خلال الولاية الأولى لترامب. لكن ترامب أكد أن آبي الذي اغتيل عام 2022، كان يكن "احترامًا هائلًا" لإيشيبا.
ويأمل إيشيبا أن تجذب الاستثمارات اليابانية في الولايات المتحدة اهتمام ترامب بسياساته "أميركا أولًا". ويتوقع أن يصدر الزعيمان بيانًا مشتركًا يتعهدون فيه ببناء "عصر ذهبي" للعلاقات الثنائية، بحسب ما أفادت صحيفة "نيكي" اليابانية، وهو تعبير يعكس الشعار الذي استخدمه الرئيس الأميركي في خطابه الافتتاحي. كما ذكرت الصحيفة أن إيشيبا سيبلغ ترامب بأن اليابان ستزيد من مشترياتها الدفاعية من الولايات المتحدة.
واليابان هي واحدة من أقرب حلفاء واشنطن في آسيا، حيث يتمركز حوالي 54 ألف جندي أميركي على أراضيها. وفي عهد آبي، تقول فرانس برس إن اليابان كانت محمية من بعض سياسات ترامب العقابية الأكثر حدة، مثل الحروب التجارية المفاجئة والضغوط المتزايدة، بسبب مساهمتها المالية في استضافة الجنود الأميركيين. وبعد أيام من فوز ترامب في انتخابات 2016، سارع آبي إلى منحه مضرب غولف مطليًّا بالذهب، كما استضاف ترامب أرملة آبي، أكي، على العشاء في منتجعه "مار-إيه-لاغو" في فلوريدا في ديسمبر/كانون الأول الماضي.