ترامب يستهدف السيارات: رسوم جمركية بنسبة 25% تهز الأسواق العالمية

27 مارس 2025
مصنع فولكس فاغن في ألمانيا، 7 مارس 2025 (سان غالوب/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعرفات جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات لتعزيز وظائف التصنيع في الولايات المتحدة، مما أثار تهديدات بفرض رسوم مضادة من الاتحاد الأوروبي وكندا.
- تأثرت أسهم شركات السيارات الكبرى مثل جنرال موتورز وفورد وتيسلا، وانخفضت المؤشرات في الأسواق الأوروبية والآسيوية، مع تهديدات بفرض رسوم مضادة على الويسكي الأميركي.
- اعتبرت الصين وكندا واليابان الرسوم هجوماً على اقتصاداتها، ودعت ألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى مفاوضات عاجلة لتجنب تصعيد الحرب التجارية وتأثيرها السلبي على الاقتصاد العالمي.

حصل ما كان يخشاه قطاع السيارات العالمي. إذ وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلانًا لتطبيق تعرفات جمركية دائمة بنسبة 25% على واردات السيارات إلى بلاده، كما هدد بفرض رسوم جمركية إضافية على الاتحاد الأوروبي وكندا في حال قيامهما بإجراءات انتقامية، وتوعد بتوسيع نطاق الحرب التجارية العالمية عبر جولة جديدة من الرسوم في مطلع الشهر المقبل.

وقال ترامب في البيت الأبيض، مساء الأربعاء: "ما سنفعله هو فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السيارات التي لا يتم تصنيعها في الولايات المتحدة"، في إطار المضي قدمًا في برنامج يسعى إلى جلب المزيد من وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة، وأكد أن الرسوم ستدخل حيز التنفيذ "في الثاني من نيسان/ إبريل"، وأوضح أنه "سنجعل الدول التي تنشط تجاريا في بلدنا وتأخذ ثرواتنا، تدفع".

وسيتزامن فرض رسوم السيارات في الثاني من إبريل مع رسوم جمركية أخرى تستهدف الدول المسؤولة عن الجزء الأكبر من العجز التجاري الأميركي، وتضاف إلى أخرى فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على واردات الصلب والألمنيوم وعلى السلع المستوردة من الصين مع تعليق تلك التي تستهدف كندا والمكسيك، بانتظار رسوم جديدة على خشب البناء والنحاس.

وبلغت قيمة واردات الولايات المتحدة من السيارات والشاحنات الخفيفة العام الماضي أكثر من 240 مليار دولار، وفق وكالة "بلومبيرغ".

رسوم ترامب تهز قطاع السيارات

وهزت رسوم ترامب الشركات في قطاع صناعة السيارات الأميركي ومنافسيها العالميين. فقد انخفضت أسهم جنرال موتورز ثمانية بالمئة في التعاملات بعد إغلاق السوق الأربعاء. وتراجعت أسهم فورد وستلانتس المدرجة في السوق الأميركية بنحو 4.5% لكل منهما. وانخفضت أسهم تسلا، التي تصنع جميع السيارات التي تباع في الولايات المتحدة محليا لكنها تستورد مع المكونات، 1.3%.

ونزل مؤشر الأسهم الأوروبي الرئيسي إلى أدنى مستوى في أسبوعين، الخميس، نتيجة تراجع أسهم شركات صناعة السيارات، حيث انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي واحدا بالمئة. وانخفض المؤشر الرئيسي في ألمانيا التي تعد من أكبر موردي السيارات وقطع غيارها إلى الولايات المتحدة 1.4%. وانخفض سهم فولكس فاغن، الشركة الألمانية الأكثر تأثرا بالرسوم الجمركية نظرا لقاعدة التوريد الكبيرة لديها في المكسيك وعدم إنتاج علامتيها أودي وبورشه في الولايات المتحدة، 3.6%.

وتراجع سهم ستيلانتيس 6.4% وبي.إم.دابليو 3.9% وبورشه 4.2% وفولفو 2.5% وكونتيننتال لقطع غيار السيارات 2.5%. وهبط المؤشر الفرعي لقطاع السيارات في أوروبا بأكثر من 3.3% ويتجه لمحو جميع مكاسبه التي حققها منذ بداية العام الجاري. وتراجعت في بورصة طوكيو أسهم تويوتا بنسبة 3.72%، وميتسوبيشي بنسبة 3.70%، ونيسان بنسبة 3.2%، وهوندا بنسبة 2.77% بعدما عوّضت الأخيرة قليلا خسارتها التي كانت قد وصلت إلى 3.1% قبل ذلك بدقائق.  وفي بورصة سيول، انخفضت أسهم هيونداي بنحو 3.4% بينما بلغت خسارة أسهم كيا حوالى 2%.

ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين الخطوة بأنها "سيئة للشركات، وأسوأ بالنسبة للمستهلكين"، وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيؤجل المجموعة الأولى من التدابير المضادة إلى منتصف إبريل/ نيسان، بما يشمل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الويسكي الأميركي.

وردا على ذلك، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على جميع أنواع النبيذ والمنتجات الكحولية الأخرى من الاتحاد الأوروبي. وفي حال تطبيق الرسوم الجمركية المعلنة على السلع الكندية والمكسيكية المعلقة راهنا، فستصل الرسوم على السيارات الواردة من هذين البلدين إلى نسبة 50%.

ردود رافضة

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غيو جيا كون في مؤتمر صحافي، الخميس: "لا رابح في حرب تجارية أو حرب جمركية. لا يتحقق النمو والازدهار لأي دولة من خلال فرض رسوم جمركية".

واعتبر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الرسوم الجمركية على السيارات "هجوما مباشرا" على بلاده، مؤكدا أن الحرب التجارية تضر بالأميركيين، مشيرا إلى أن ثقة المستهلك الأميركي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات. ورد كارني قائلا: "هذا هجوم مباشر للغاية. سنحمي عمالنا. سنحمي شركاتنا. سنحمي بلدنا".

ويُعد قطاع السيارات ثاني أكبر صادرات كندا، إذ يوفر وظائف لـ125 ألف كندي بشكل مباشر، إلى جانب ما يقرب من 500 ألف وظيفة في الصناعات المرتبطة به.

وفي اليابان التي تشكل السيارات حوالى ربع صادراتها إلى الولايات المتحدة، حذرت الحكومة من أنها تدرس فرض إجراءات رد، ولفتت إلى "التأثير الهائل" للحملة الجمركية الأميركية على العلاقات اليابانية - الأميركية وعلى "الاقتصاد العالمي والنظام التجاري المتعدد الأطراف".

وأعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، الخميس، أنّ بلاده تدرس "كلّ الخيارات" المتاحة أمامها لاتخاذ "تدابير مناسبة" ردّا على الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات بلاده من السيارات.

وقال إيشيبا أمام أعضاء البرلمان في طوكيو: "علينا أن ندرس تدابير مناسبة عقب هذا الإعلان. بطبيعة الحال سندرس كل الخيارات"، علما أنّ السيارات تمثّل حوالى ثلث الصادرات اليابانية إلى الولايات المتّحدة. وأدانت وزارة الاقتصاد الألمانية ورابطة مُصنعي السيارات الرسوم الجمركية الأميركية، محذرتين من أن هذا الإجراء سوف يضر باقتصادي أوروبا والولايات المتحدة على حد سواء، داعيتين واشنطن لعقد مفاوضات عاجلة لتجنب تصعيد الحرب التجارية.

وقال اتحاد صانعي السيارات الألمان إن الرسوم الأميركية تشكل "إشارة قاتلة للتبادل الحر"، إذ إن الرسوم "تشكل عبئا هائلا للشركات وسلاسل الإمداد العالمية مع تداعيات سلبية لا سيما على المستهلكين". وفي الولايات المتحدة، حذّرت جمعية شركات صناعة السيارات من "ضرورة" ألا تؤدي الرسوم الجمركية إلى "ارتفاع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين".

وقالت المنظمة في بيان: "من الحيوي أن تطبق هذه الرسوم بطريقة تتجنب حصول ارتفاع في الأسعار للمستهلكين وتحافظ على تنافسية القطاع في أميركا الشمالية". وفي المملكة المتحدة، حضّ اتحاد صانعي السيارات على التوصل إلى اتفاق لتجنب الرسوم الأميركية "المخيبة للأمل". ورأى الاتحاد الأوروبي لشركات صناعة السيارات أن الرسوم الجمركية ستكون سلبية للولايات المتحدة.

المساهمون