استمع إلى الملخص
- غرينلاند غنية بالموارد الطبيعية، حيث تحتوي على معادن مهمة للتكنولوجيا الخضراء، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في سلاسل التوريد العالمية، وفقًا لتقارير المفوضية الأوروبية.
- يسعى رئيس وزراء غرينلاند للاستقلال والسيطرة على الموارد، لكن يواجه تحديات اقتصادية بسبب الاعتماد على الدعم المالي الدنماركي، مع إمكانات للنمو في التعدين والسياحة.
أجرى دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن بشأن مطالبته بشراء جزيرة غرينلاند، وفقًا لمسؤولين أوروبيين كبار، حسب ما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية مساء السبت.
وفي حديثهم إلى صحيفة فاينانشال تايمز، قال المسؤولون إن ترامب تحدث مع فريدريكسن مدة 45 دقيقة الأسبوع الماضي، وُصف خلالها بأنه كان عدوانيا بشأن رفض فريدريكسن بيع غرينلاند للولايات المتحدة. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أنه وفقا لخمسة من كبار المسؤولين الأوروبيين الحاليين والسابقين الذين أُطلعوا على المكالمة، فإن المحادثة كانت "مروعة". وقال أحدهم: "كان حازمًا جدًا. لقد كان دشاً بارداً. في السابق، كان من الصعب أخذ الأمر على محمل الجد. لكنني أعتقد أن الأمر خطير وربما خطير للغاية".
وقال مصدر آخر جرى إطلاعه على المكالمة: "كانت النية واضحة للغاية. يريدون ذلك. الدنماركيون الآن في وضع الأزمة". وأكد: "الدنماركيون مرعوبون تمامًا من هذا الأمر". ووفقا لمسؤول دنماركي سابق، كانت المكالمة "محادثة صعبة للغاية" هدد فيها ترامب "بإجراءات محددة ضد الدنمارك، مثل الرسوم الجمركية".
وكان ترامب قد قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة بحاجة للسيطرة على غرينلاند، ورفض استبعاد استخدام القوة العسكرية الأميركية للسيطرة على المنطقة. وخلال مؤتمر صحافي قبل بضعة أسابيع، قال ترامب إن الولايات المتحدة بحاجة إلى غرينلاند "من أجل الأمن الاقتصادي".
يذكر أن الجزيرة القطبية الشمالية التي تبلغ مساحتها 836300 ميل مربع (2166007 كيلومترات مربع) غنية بالنفط والغاز، فضلاً عن المواد الخام المهمة للتكنولوجيا الخضراء.
وفي حديثها إلى قناة TV 2 في وقت سابق من هذا الشهر، قالت فريدريكسن إن المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي "ليست للبيع"، مضيفة: "من وجهة نظر الحكومة الدنماركية، فإن غرينلاند تنتمي إلى سكان غرينلاند". وفي عام 1953، أصبحت غرينلاند جزءًا من مملكة الدنمارك، وفي عام 1979، بدأ نظام الحكم الذاتي. على الرغم من سيطرة الدنمارك على السياسة الخارجية والأمنية لغرينلاند، إلا أن غرينلاند لديها برلمانها الخاص.
يوضح تقرير صادر عن المفوضية الأوروبية أن غرينلاند لديها 25 من أصل 34 من المعادن المهمة التي جرى تحديدها على أنها ضرورية للتقدم التكنولوجي وتحولات الطاقة في أوروبا. ويؤكد هذا التقرير الثروة الاقتصادية المحتملة المرتبطة بهذه الموارد .ويشير التقرير إلى أن تطوير هذه الأصول يمكن أن يعزز بشكل كبير مكانة غرينلاند الاقتصادية على نطاق عالمي.
وسلطت أستاذة علوم الأرض بجامعة براون الأميركية أماندا لينش، في دراسة، العام الماضي، الضوء على الأهمية الاستراتيجية للموارد الطبيعية في غرينلاند في سياق سلاسل التوريد العالمية. وتشير إلى أن غرينلاند تمتلك العديد من المعادن الحيوية اللازمة لتقنيات الطاقة الخضراء، مثل العناصر الأرضية النادرة واليورانيوم. وهذه الإمكانية للثروة المعدنية تضع غرينلاند لاعباً رئيسياً في التطورات الاقتصادية المستقبلية المتعلقة بالطاقة المتجددة.
وفي خطابه للعام الجديد الجاري، ناقش رئيس وزراء غرينلاند موتي إيجيدي الانتخابات المقبلة وكيف أن الاستقلال هو موضوع رئيسي في الخطاب السياسي. وأشار إلى أنه في حين أن هناك رغبة في مزيد من الاستقلالية والسيطرة على الموارد، إلا أن هناك مخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي من دون الدعم المالي الدنماركي. وتعكس تعليقاته التوازن الدقيق بين تطلعات الاستقلال والواقع الاقتصادي الحالي الذي تواجهه غرينلاند. وفي حين يعتمد اقتصاد غرينلاند حاليًا بشكل كبير على صيد الأسماك والتوظيف في القطاع العام الذي تدعمه الدنمارك، إلا أن هناك إمكانات كبيرة للنمو من خلال التعدين والسياحة بالإضافة إلى الأهمية الجيوسياسية الاستراتيجية بسبب مواردها الطبيعية.