استمع إلى الملخص
- تواصل روسنفت سياسة توزيع الأرباح رغم التحديات، مع قلق من استراتيجية أوبك+ في زيادة الإنتاج، مما يعزز إنتاج الولايات المتحدة كأكبر منتج للنفط.
- تزامن تراجع أرباح روسنفت مع انخفاض أرباح شركات روسية أخرى وهجمات أوكرانية على البنية التحتية للطاقة، مما أدى إلى أزمة في سوق الوقود المحلي.
قال الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية إيغور سيتشين، إن صافي دخل الشركة تراجع بأكثر من 68 بالمائة إلى 245 مليار روبل (ثلاثة مليارات دولار) خلال النصف الأول من العام، نتيجة لانخفاض أسعار النفط التي تأثرت سلباً بزيادة الإنتاج من جانب السعودية ودول أخرى في منظمة أوبك. وأضاف في بيان على الموقع الرسمي للشركة، أنه "وفقًا لتقديراتنا وتوقعات وكالات الطاقة الرائدة، سيبلغ فائض سوق النفط 2.6 مليون برميل يوميًا في الربع الرابع من عام 2025، و2.2 مليون برميل يوميًا في عام 2026".
وأشار إلى "اتساع اقتطاعات أسعار النفط الخام الروسي نتيجةً لتشديد عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وارتفاع قيمة الروبل بشكل ملحوظ، ما أثر بالنتائج المالية للشركات المُصدّرة"، مضيفًا أن ارتفاع أسعار الفائدة أدى إلى "زيادة تكاليف الفائدة، ما يُضرّ بالاستقرار المالي للشركات المُقترضة، ويُقلّل أرباحها، ويُقوّض إمكاناتها الاستثمارية". وقال إن روسنفت تعد ميزانيتها على أساس سعر 45 دولارًا لبرميل النفط.
وأكد أنه "على الرغم من البيئة الاقتصادية الكلية السلبية، تحافظ شركة روسنفت على التزامها الصارم بسياسة توزيع الأرباح، وتدفع أرباحًا دون انقطاع منذ عام 2000". وتعد تعليقات سيتشين، رئيس أكبر شركة منتجة للنفط في روسيا، وأحد الحلفاء المقربين للرئيس فلاديمير بوتين، أول مؤشرات على عدم ارتياح روسيا حيال استراتيجية أوبك+ لتسريع زيادات الإنتاج على مدى أشهر.
يُعرف سيتشين بانتقاده للتعاون مع أوبك، وأشار في وقت سابق إلى أن تخفيضات الإنتاج التي طبقها تحالف أوبك+ حفزت الولايات المتحدة على زيادة إنتاجها، ما جعلها أكبر منتج للنفط في العالم على مدى السنوات الماضية. وقالت مصادر في القطاع إن روسيا خلال اجتماعات أوبك+ عبّرت عن قلقها إزاء زيادة الإنتاج بوتيرة أسرع مما كان مقرراً، رغم أنها دعمت هذه التحركات في النهاية. وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء، منهم روسيا، في ما يعرف بتحالف أوبك+، الإنتاج لعدة سنوات لدعم أسعار النفط.
يأتي هذا التراجع في أعقاب نتائج أضعف من شركات روسية مماثلة لشركة روسنفت. ففي الأسبوع الماضي، أعلنت كل من شركة لوك أويل، ثاني أكبر منتج للنفط في البلاد وغازبروم نفط، الذراع النفطية لشركة غازبروم العملاقة للغاز، تراجع أرباحهما في النصف الأول من العام بنسبة تزيد على 50% على أساس سنوي، بينما شهدت منافستها الأصغر، تات نفط انخفاضاً بنسبة 62%.
كذلك كثفت أوكرانيا في الآونة الأخيرة هجماتها على البنية التحتية للطاقة الروسية، بما في ذلك استهداف العديد من المصافي. وأدت الهجمات إلى تفاقم الأزمة في سوق الوقود المحلي، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وسط ارتفاع الطلب الموسمي. وساهمت الهجمات على خطوط الأنابيب الروسية أيضًا في تباطؤ صادرات النفط. وتسببت سلسلة من الضربات على المصافي الروسية أوائل الشهر الجاري في غلق مؤقت لنحو 13% من الطاقة النشطة في البلاد.
وقال الجيش الأوكراني مساء السبت إنه استهدف مصفاتي نفط في منطقتي كراسنودار وسيزران الروسيتين خلال الليل. وسجل الجيش وقوع عدة انفجارات وحريق عند مصفاة كراسنودار بجنوب روسيا، التي تنتج ثلاثة ملايين طن من المنتجات النفطية الخفيفة سنويًا. وقالت السلطات الروسية في كراسنودار إن حطام طائرة مسيرة ألحق أضرارًا بإحدى وحدات المصفاة، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على مساحة 300 متر مربع، قبل إخماده لاحقًا. وأعلن الجيش الأوكراني، الأحد الماضي، أنه استهدف مصفاة سيزران الروسية لتكرير النفط خلال الليل. وتقع المصفاة في منطقة سامارا، وتديرها شركة النفط الروسية العملاقة روسنفت.
(الدولار = 80.8455 روبل)
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)