تراجع صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المُسال 5% في يناير

03 فبراير 2025
تواجه روسيا صعوبات في زيادة صادراتها من الغاز المُسال، فرنسا 10 مارس 2022 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تراجعت صادرات الغاز الطبيعي المُسال الروسي بنسبة 5% سنويًا و10% شهريًا في يناير بسبب القيود الأمريكية والعقوبات الغربية، مع تجميد مشروع "أركتيك إل إن جي 2" وانخفاض الصادرات إلى أوروبا بنسبة 17.6%، بينما زادت صادرات حقل سخالين-2 بنسبة 8%.

- شنت أوكرانيا هجمات بطائرات مسيّرة على مواقع الطاقة الروسية، مما أدى إلى حرائق في منشآت مثل مصفاة فولغوغراد ومصنع أستراخان، ووصفت كييف الهجمات كرد على القصف الروسي، بينما اعترضت روسيا 70 طائرة مسيّرة.

- تم تعليق الرحلات الجوية في عدة مطارات روسية لضمان السلامة بعد الهجمات الأوكرانية، بما في ذلك أستراخان وقازان، واستؤنفت الرحلات في مطار فولجوجراد لاحقًا، ولم تعلق أوكرانيا على التقارير.

أظهرت بيانات أولية لمجموعة بورصات لندن، اليوم الاثنين، أنّ صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المُسال في يناير/ كانون الثاني انخفضت 5% على أساس سنوي إلى 2.75 مليون طن. وهبطت أيضاً صادرات الغاز الطبيعي المُسال 10% على أساس شهري. وتواجه روسيا صعوبات في زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المُسال في مواجهة القيود التي فرضتها الولايات المتحدة بسبب الحرب على أوكرانيا.

وجمِّد مصنع روسيا الجديد‭ ‬"أركتيك إل إن جي 2" للغاز الطبيعي المُسال في القطب الشمالي فعلياً بسبب عجزها عن إيجاد مشترين إثر العقوبات الغربية. وأظهرت البيانات أنّ صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المُسال إلى أوروبا انخفضت 17.6% على أساس سنوي، و22% عن ديسمبر/ كانون الأول إلى 1.4 مليون طن.

وخفض مصنع "يامال" للغاز الطبيعي المُسال المملوك لشركة نوفاتيك صادراته في يناير بنسبة 5.6% على أساس سنوي إلى 1.7 مليون طن، وتراجعت إمداداته إلى أوروبا بنحو الخُمس في الشهر الماضي إلى 1.2 مليون طن من 1.5 مليون‭ ‬طن في يناير وديسمبر. وصدّر حقل سخالين-2، الذي تديره شركة غازبروم، 960 ألف طن من الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ في يناير، وذلك بزيادة 8% عن الشهر نفسه في 2024. 

ومنذ أن شنّت موسكو حربها على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، حظرت دول الاتحاد الأوروبي استيراد الفحم والنفط الخام من روسيا مع بعض الإعفاءات، وتعهدت بخفض واردات الوقود الأحفوري الأخرى. ووفقاً للمفوضية الأوروبية،استُورد ما مجموعه 20 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المُسال الروسي في عام 2024، مقارنة بـ18 مليار متر مكعب في عام 2023. 

وأشارت المفوضية إلى أنّ معظم الغاز الطبيعي المُسال في الاتحاد الأوروبي يأتي من الولايات المتحدة، وتشير بيانات "كبلر" إلى أن حجم الغاز الروسي المُسال الذي المورّد إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي بلغ ما يقرب من 22 مليار متر مكعب، مقارنة بـ18.41 مليار متر مكعب في عام 2023.

يُذكر أنّ "سيفي" كانت شركة تابعة سابقاً لمجموعة الطاقة الروسية "غازبروم"، وتمتلكها الآن الحكومة الألمانية، ويرمز الاختصار (SEFE) إلى عبارة "تأمين الطاقة لأوروبا". ونظراً لأن أوروبا لم تفرض عقوبات على واردات الغاز الطبيعي المُسال الروسي، فلا يوجد أساس قانوني لإلغاء أو تعليق عقد قائم، بحسب بيانات "سيفي". 

وأوضحت الشركة أن واردات الغاز الطبيعي المُسال في دنكيرك تُباع في مكانين تجاريَين بفرنسا وبلجيكا. وقالت الشركة: "سيفي لا تورد غازاً طبيعياً مُسالاً روسياً إلى ألمانيا ولم تحاول ذلك". وتوقع محللون وشركات استشارات أن تظل سوق الغاز الطبيعي المُسال العالمية ضيقة هذا العام، إذ يُشعل الطلب الأوروبي المتزايد المنافسةَ مع آسيا، ويمحو أثر الإمدادات الجديدة من أميركا الشمالية في وقت تحظى فيه سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بالطاقة والتعريفات الجمركية بمتابعة كثيفة.

وتوقعت "إنرجي أسبكتس" للاستشارات، الشهر الماضي، أن ينمو الطلب على الغاز الطبيعي المُسال في أوروبا بأكثر من 14 مليون طن إلى 101 مليون طن في عام 2025، مع إعادة ملء القارة لمرافق تخزين الغاز، وتعويضها للإمدادات التي خسرتها بعد انتهاء اتفاق نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا نهايةَ العام الماضي.

هجمات أوكرانية تستهدف مواقع طاقة روسية

واشتعلت النيران في العديد من مواقع الطاقة في روسيا بعد هجوم شنته عشرات المسيّرات الأوكرانية، ليل الأحد الاثنين، وفقاً للسلطات ووسائل الإعلام المحلية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إنّه تم اعتراض وتدمير سبعين طائرة أوكرانية بدون طيار خلال الليل فوق ستّ مناطق روسية منها روستوف وفولغوغراد (جنوب غرب).

وكثفت كييف هجماتها الجوية على منشآت الطاقة والمنشآت العسكرية الروسية في الأشهر الأخيرة، في حملة وُصفت بأنّها رد على القصف الروسي المتواصل للمدن ومنشآت الطاقة الأوكرانية. ةفي منطقة فولغوغراد تسبب "هجوم جوي ضخم بمسيرات باندلاع حريق في مصفاة نفط" بحسب بيان للإدارة الإقليمية نُشر على تطبيق تليغرام، وأكدت أنه "لم تسجل إصابات".

وفي منطقة أستراخان، استهدف الهجوم "مواقع البنية التحتية للطاقة" ما أدى إلى نشوب حريق، حسبما قال حاكم المنطقة إيغور بابوشكين على تطبيق تليغرام. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحريق اندلع في مصنع كبير لمعالجة الغاز تابع لشركة غازبروم في أستراخان.

وكتب المسؤول الأوكراني أندريه كوفالينكو رئيس مركز مكافحة المعلومات المضلّلة، وهي هيئة إعلام حكومية "مرة أخرى، تُستهدف مصفاة فولغوغراد لتكرير النفط"، من دون أن يحدد كيفية استهدافها. وتابع "تعرضت محطة معالجة الغاز في أستراخان للهجوم"، مشدداً على أن الموقعَين مهمان لإمداد الجيش الروسي وتمويله. 

تعطيل الرحلات الجوية

في سياق مختلف، قال مسؤولون روس، اليوم الاثنين، إنّ هجوماً بطائرات مسيّرة شنته أوكرانيا خلال الليل تسبب باندلاع حريق في منطقة أستراخان الروسية، وأدى إلى تعليق الرحلات الجوية في عدة مطارات. وقال إيغور بابوشكين، حاكم منطقة أستراخان في جنوب روسيا، عبر "تليغرام"، "حاولت القوات المسلحة الأوكرانية تنفيذ هجوم بطائرات مسيّرة على أهداف بالمنطقة، بما في ذلك منشآت الوقود والطاقة".

وأضاف "سقوط طائرة مسيّرة أدى إلى اندلاع حريق، ولم تقع إصابات". ولم يذكر بابوشكين طبيعة المكان الذي نشب فيه الحريق. لكن قناة بازا الإخبارية الروسية على تليغرام المقربة من أجهزة الأمن الروسية قالت إن أوكرانيا هاجمت منشأة لمعالجة الغاز قرب أستراخان. وقالت وكالة النقل الجوي الروسية "روسافياتسيا"، إنها علّقت الرحلات الجوية من مطارات أستراخان وأربعة مطارات أخرى قازان ونيجنكامسك وساراتوف وأوليانوفسك لضمان السلامة.

وأضافت على "تليغرام" أنها علقت الرحلات الجوية مؤقتاً من مطار فولجوجراد في جنوب روسيا، لكنها استُؤنفت في وقت لاحق. وذكرت قناة بازا وغيرها من القنوات الإخبارية الروسية على "تليغرام"، أنّ هجوماً كبيراً ومنسقاً بطائرات مسيّرة استهدف مصفاة نفط، ولم يتسنّ لوكالة رويترز التحقق على نحو مستقل من تلك التقارير، فيما لم تعلّق أوكرانيا على الأمر حتى الآن.

(أسوشييتد برس، فرانس برس، رويترز)

المساهمون