تراجع حاد لأسهم وعملة كوريا الجنوبية بعد إعلان الأحكام العرفية في البلاد

سجل الوون الكوري الجنوبي يوم الثلاثاء انخفاضاً حاداً مقابل الدولار الأميركي، وتراجعت صناديق أسهم كوريا الجنوبية المتداولة في بورصة نيويورك، بعد إعلان الرئيس يون سوك يول حالة الطوارئ وفرض الأحكام العرفية.

وارتفع الدولار بنسبة تصل إلى 2.7% مقابل الوون، قبل أن يقلّص بعض مكاسبه، مما دفع الوون إلى تسجيل أدنى مستوى له في عامين على خلفية هذا الإعلان. واستعادت العملة الكورية بعض الأرضية بعد إعلان السلطات الكورية عن استعدادها لضخ كميات ضخمة من السيولة، للحفاظ على استقرار الأسواق.

وبالتزامن، تراجعت أسهم الشركات الكورية المدرجة في البورصات الأميركية وصناديق الاستثمار المتداولة، حيث سجل صندوق MSCI South Korea ETF انخفاضاً بأكثر من 6.5%، ليصل إلى أدنى مستوى له في 52 أسبوعاً، بينما انخفض صندوق Franklin FTSE South Korea بنسبة 6.2%. كما تراجعت أسهم شركات مثل Coupang وPosco Holdings بحوالي 6%، في حين انخفضت أسهم KT Corp وKB Financial بنسبة 3% و5% على التوالي.

وفي بيان تلفزيوني مفاجئ وغير معلن، اتهم الرئيس يون نواب المعارضة بالسيطرة على البرلمان وإدخال البلاد في أزمة سياسية. وقال يون، وفقاً لترجمة رويترز: "أعلن الأحكام العرفية لحماية جمهورية كوريا الحرة من تهديد القوات الشيوعية في كوريا الشمالية، والقضاء على القوى المعادية للدولة المؤيدة لكوريا الشمالية التي تنهب حرية وسعادة شعبنا، وحماية النظام الدستوري الحر".

يُذكر أن فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، لم يحدث منذ عام 1980. وقد أثار هذا القرار انتقادات حادة من نواب المعارضة. وتشير الأحكام العرفية إلى فرض السلطة العسكرية بشكل مؤقت على السكان المدنيين، وعادةً ما يتم ذلك في أوقات الطوارئ.

اقتصاد الناس

التحديثات الحية

عمال سامسونغ بكوريا الجنوبية يدخلون في إضراب مفتوح لرفع الأجور

وشهدت المفاوضات بين حزب يون المحافظ "حزب قوة الشعب" وحزب المعارضة الليبرالي "الحزب الديمقراطي" حول ميزانية عام 2025 طريقاً مسدوداً. وتولى يون، البالغ من العمر 63 عاماً، منصبه في مايو/ أيار 2022 بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل هو الأضيق في تاريخ البلاد. وهيمنت سياسته الخارجية على اتخاذ موقف صارم تجاه كوريا الشمالية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة واليابان.

وعلى خلفية هذه الأخبار، ارتفعت أسعار سندات الخزانة الأميركية في تعاملات الثلاثاء، حيث انخفض العائد على السندات لأجل عامين بما يصل إلى 4 نقاط أساس إلى 4.14%، وهو أدنى مستوى منذ 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، وكانت العائدات لجميع الفترات أقل قليلاً في اليوم بعد ارتفاعها في وقت سابق. وتعد سندات الخزانة الأميركية الملاذ الأكثر أماناً للمستثمرين حول العالم، عند حدوث أي اضطرابات جيوسياسية.

وقال توم دي جالوما، رئيس عمليات الدخل الثابت في شركة كيرفاتشور سيكيوريتيز لتداول الأوراق المالية، إن التطورات في كوريا الجنوبية "خلقت طلباً طفيفاً على سندات الخزانة ذات الجودة العالية. وهناك أيضاً بعض الدعم حيث يبدو أن الأوضاع المالية في فرنسا تشهد تراجعاً".

وقال قائد الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية والجنرال بارك آن-سو يوم الثلاثاء إن عدة تدابير ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة 11 مساءً بالتوقيت المحلي (9 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة) "لحماية الديمقراطية الليبرالية وضمان سلامة الشعب ضد القوى المعادية للدولة التي تهدد بإسقاط جمهورية كوريا".

وأوضح بارك أن جميع الأنشطة السياسية وأي أفعال تهدف إلى إنكار أو إسقاط النظام الديمقراطي الليبرالي سيتم حظرها. كما ستخضع جميع وسائل الإعلام والنشر لسيطرة قيادة الأحكام العرفية، وسيُمنع الإضراب و"التجمعات التي تثير الفوضى الاجتماعية".

وأشار بارك إلى أن العاملين في القطاع الطبي سيتعين عليهم العودة إلى العمل في غضون 48 ساعة، وستُتخذ تدابير لتقليل الإزعاج للمواطنين العاديين "باستثناء القوى المعادية للدولة ومن يحاولون إسقاط النظام". ولم يُوضح بعد متى ستنتهي حالة الطوارئ والأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.