استمع إلى الملخص
- استثمرت سوناطراك 40.5 مليون يورو في 2023 لتحسين البيئة والصحة والسلامة وعمليات التكرير، وتستهدف المصفاة أسواقاً في إيطاليا ودول البحر المتوسط.
- أُدين الرئيس التنفيذي الأسبق لسوناطراك، عبد المؤمن ولد قدور، بتهم فساد تتعلق بصفقة الاستحواذ على المصفاة، وحُكم عليه بالسجن 15 سنة وغرامة مالية.
أظهر تقرير الاستدامة لمصفاة أوغوستا بجزيرة صقلية الإيطالية، المملوكة لشركة المحروقات الحكومية الجزائرية سوناطراك، تراجعاً حاداً في الأرباح والإيرادات، لأسباب أرجعتها المصفاة إلى "أسعار السوق العالمية للنفط" التي أثرت على أدائها المالي. وقد استحوذ عملاق الطاقة الجزائري سوناطراك نهاية 2018 على مصفاة أوغوستا بإيطاليا مقابل 700 مليون دولار، وقد كانت مملوكة سابقا لـ"إكسون موبيل" الأميركية. وتبلغ الطاقة التكريرية لمصفاة "أوغوستا" 200 ألف برميل نفط يوميا (10 ملايين طن سنوياً)، ولها ثلاث نهائيات نفطية (مستودعات) تقع بكل من باليرمو ونابولي وأوغوستا.
وجاء في تقرير الاستدامة الثالث من نوعه للمصفاة، الذي يصدر كل عامين، ويتضمن تفاصيل أدائها المالي ومجمل التدابير المتخذة في ما يتعلق بحماية البيئة والاستدامة، وحصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أن هذه الوثيقة جاءت بهدف إبلاغ جميع الأطراف ذات الصلة بالمنشأة والشركاء وبطريقة شفافة بالإجراءات التي تم تنفيذها خلال السنتين الماليتين 2022 و2023، في ما يتعلق بالملفات البيئية والاجتماعية والاقتصادية وحقوق الإنسان.
ورغم التراجع الكبير في الإيرادات والأرباح، شددت الوثيقة على أن مصفاة "أوغوستا" زادت في إنتاج عديد المواد في عام 2023، مما أتاح الحفاظ على هامش إيجابي بفضل استراتيجيات تحسين مزيج إنتاج المصفاة. وبلغة الأرقام، يُظهر التقرير تراجعاً في الإيرادات الإجمالية أو ما يعرف بـ"رقم الأعمال" إلى نحو 5.93 مليارات يورو، نزولاً من 7.32 مليارات يورو سنة 2022، بتراجع قدره مليار و385.5 مليون يورو.
أما الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك (EBITDA)، فقد بلغت 85.12 مليون يورو، نزولاً من 760.46 مليون يورو عام 2022. وبلغت الأرباح التشغيلية (EBIT) 42.7 مليون يورو في 2023، مقابل 718.8 مليون يورو في السنة التي قبلها. أما الأرباح الصافية التي حققتها مصفاة سوناطراك بإيطاليا، فقد سجلت هي الأخرى تراجعاً حاداً في 2023، حيث ناهزت قيمتها 48.7 مليون يورو، نزولاً من 432.2 مليون يورو، بتراجع 383 مليوناً.
سوناطراك تعتزم زيادة الاستثمار واستهداف أسواق متوسطية
وسجلت المصفاة الجزائرية بصقلية الإيطالية زيادة في استثماراتها في العام 2023 بلغت 40.5 مليون يورو، منها 25.1 مليون يورو للبيئة والصحة والسلامة (HSE)، و4.7 ملايين يورو للتكنولوجيات المتعلقة بتحسين عمليات تكرير النفط الخام، و10.7 ملايين يورو لزيادة الموثوقية. أما السنة التي قبلها أي 2022، فقد بلغت الاستثمارات الإجمالية بالمصفاة 25.3 مليون يورو.
وأشارت وثيقة سوناطراك إلى أن المصفاة تسوق عديد المنتجات على غرار البروبان والبروبيلين والنافتا الخفيفة البكر والبنزين والديزل والكيروسين وزيوت التشحيم المختلفة والفيول، موضحا أن الوجهات المرجعية لمنتجاتها تتمثل أساساً في السوق الإيطالية وأسواق دول مطلة على البحر المتوسط بما في ذلك الجزائر وإسبانيا وفرنسا وتركيا ومصر. أما عن العملاء الرئيسيين لمصفاة سوناطراك بإيطاليا، فذكر التقرير أنهم غالباً من أكبر شركات النفط وشركات تجارة النفط في العالم، بما في ذلك في جميع أنحاء العالم بما فيها شركة نفطال وبريتش بيتروليوم وفيتول وغونفور وليونديل باسيل وساسول وإيني فيرسايلس وساراس وسيبسا وشل وإكسون موبيل وتوتال.
وتحدث التقرير عن علاقة تكاملية بين المصفاة ومجمع سوناطراك، من خلال توفير طاقة تكرير خام إضافية وإنتاج عدة مواد على غرار الديزل والبنزين منخفض الكبريت والأسفلت (البيتوم)، مما يساهم في تلبية الطلب المحلي الجزائري، مشيرا إلى أن العلاقات البينية للمجموعة بدأت منذ عام 2019 من خلال استخدام النفط الخام الجزائري "صحارى بلند" الذي صار مزيجاً مدرجاً بانتظام في قائمة الخامات التي تقوم المصفاة بمعالجتها وتكريرها. ولفتت الوثيقة إلى أن النمو المستمر للاحتياجات المحلية بالجزائر وما يترتب عنها من توسيع وتحديث شبكات الطرق والبنية التحتية، قد دفع إلى تسهيل استيراد كميات كبيرة من الأسفلت (البيتومين) من مصفاة أوغوستا.
ودانت محكمة جزائرية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة سوناطراك النفطية، عبد المؤمن ولد قدور، بعقوبة 15 سنة حبسا وغرامة مالية قدرها مليون دينار (7400 دولار) بتهم فساد، تتعلق باستحواذ الشركة الحكومية على مصفاة أوغوستا، وهي الصفقة التي تمت خلال إشرافه على المجموعة النفطية. كما أصدرت المحكمة قراراً بمصادرة كافة الأموال والعقارات المحجوزة في إطار هذه القضية. ووجهت لولد قدور تهما تشمل تبديد أموال، وإساءة استغلال الوظيفة، ومنح امتيازات غير مستحقة، وكانت السلطات قبل ذلك قد تسلمته من دولة الإمارات التي كان يقيم فيها.