تراجع الذهب مع انحسار التوتر بين أميركا والصين وارتفاع الدولار

28 ابريل 2025
انخفضت أسعار الذهب إلى 3292.11 دولاراً للأوقية، هوايان في 5 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تراجعت أسعار الذهب بأكثر من 1% بسبب تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة بعد تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى انخفاض الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب وارتفاع الدولار بنسبة 0.1%.

- تعززت الآمال في اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين بعد تصريحات إيجابية من البيت الأبيض، مما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب وانخفاض أسعار المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم.

- شهد الدولار استقرارًا نسبيًا مع ترقب المستثمرين لتطورات السياسة التجارية الأمريكية وبيانات اقتصادية مهمة، بينما استقر الدولار الأسترالي والنيوزيلندي بالقرب من أعلى مستوياتهما الأخيرة.

انخفضت أسعار الذهب بأكثر من واحد بالمائة اليوم الاثنين، إذ عزز تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين شهية المستثمرين للمخاطرة وأضعف الطلب على الأصول الآمنة مثل المعدن النفيس، في حين زاد ارتفاع الدولار الضغوط. وبحلول الساعة 06.25 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% إلى 3292.11 دولارا للأوقية (الأونصة)، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 3302.30 دولار للأوقية.

وسجلت أسعار الذهب مستوى قياسيا مرتفعا بلغ 3500.05 دولار في 22 إبريل/نيسان. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 3283.70 دولارا للأوقية. وارتفع الدولار الأميركي 0.1% مقابل سلة من العملات، ما يجعل الذهب أعلى كلفة لحائزي العملات الأخرى. وقال تيم واترر، كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد: "ربما يكون من العدل أن نقول إن الأسواق المالية والأصول المحفوفة بالمخاطر على وجه الخصوص تشعر بتحسن طفيف بشأن وضع الرسوم الجمركية الآن مقارنة بالأسبوع الأول المحموم في إبريل".

وأضاف "عززت تعليقات البيت الأبيض الأسبوع الماضي، التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى تراجع الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب". وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن المحادثات جارية بشأن الرسوم الجمركية مع الصين. وكانت إدارة ترامب قد أشارت هذا الأسبوع إلى انفتاحها على تهدئة الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم والتي أثارت مخاوف من الركود.

وأنهى الذهب تعاملات الأسبوع، يوم الجمعة الماضي، متراجعا بنحو 2%، مع دراسة الصين تعليق الرسوم الجمركية على بعض الواردات من الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي أثر سلبا على جاذبية المعدن بوصفه ملاذا آمنا. وقد تعفي الصين بعض الواردات من الولايات المتحدة من الرسوم الجمركية البالغة 125% وتطلب من الشركات تحديد السلع المؤهلة لذلك، في أكبر مؤشر حتى الآن إلى أن بكين تشعر بالقلق إزاء التداعيات الاقتصادية للحرب التجارية.

ويزدهر الذهب، الذي عادة ما ينظر إليه باعتباره أداة للتحوط في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، عند انخفاض أسعار الفائدة. وارتفع سعر المعدن الذي لا يدر عائدا، والذي غالبا ما يعد وسيلة تحوط من الاضطرابات العالمية، بأكثر من 700 دولار منذ بداية العام، ولامس مستويات غير مسبوقة عدة مرات. ووصل إلى 3500.05 دولار يوم الثلاثاء الماضي.

وقال العديد من المشاركين في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين إن إدارة ترامب لا تزال متناقضة في مطالبها من الشركاء التجاريين الذين فرضت عليهم رسوما جمركية شاملة. وتشمل البيانات الرئيسية التي من المقرر صدورها هذا الأسبوع تقرير فرص العمل في الولايات المتحدة غدا الثلاثاء، ونفقات الاستهلاك الشخصي يوم الأربعاء، وتقرير الوظائف في القطاع غير الزراعي يوم الجمعة.

وقد تقدم هذه البيانات مؤشرا أوضح بشأن السياسة المستقبلية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي). وأشار مسؤولون فيه إلى أنهم ليسوا متعجلين لمراجعة السياسة النقدية، إذ إنهم يسعون للحصول على مزيد من المعلومات لتحديد مدى تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة دونالد ترامب على الاقتصاد.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 1.2% إلى 32.70 دولارا للأوقية، وتراجع البلاتين 0.6% إلى 965.70 دولارا، في حين نزل البلاديوم واحدا بالمائة إلى 939 دولارا للأوقية. 

استقرار الدولار 

وفي أسواق العملات، شهد الدولار بداية مستقرة اليوم الاثنين، في وقت يترقب فيه المستثمرون تطورات السياسة التجارية الأميركية ويستعدون لأسبوع حافل ببيانات اقتصادية قد تعطي مؤشرات أولية إلى تأثير الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاقتصاد المحلي. 

واستقر الدولار حاليا عند 143.49 يناً و1.1375 لليورو، بينما يواصل الاتجاه نحو أكبر انخفاض شهري منذ ما يقرب من عامين ونصف العام بعدما أدت سياسات ترامب إلى تراجع الثقة في الأصول الأميركية. وانخفض الدولار بأكثر من أربعة بالمائة مقابل اليورو والين خلال إبريل/ نيسان رغم انتعاشه في نهاية الأسبوع الماضي بفضل تخفيف حدة التصريحات في الخلاف بين واشنطن وبكين.

وقال كريس تيرنر، رئيس الأسواق في آي.إن.جي: "الفصل المهم التالي في ما يجري هو ما إذا كان كل ذلك التقلب أثر على القرارات في أرض الواقع، ولا سيما في سوق العمل الأميركية". ويدفع ذلك المستثمرين إلى ترقب البيانات الأميركية لشهر إبريل. ومن المقرر أيضا صدور بيانات التضخم الأولية والناتج المحلي الإجمالي في أوروبا.

ويجري تداول الدولار الأسترالي بالقرب من أعلى مستوياته في الآونة الأخيرة، إذ وصل إلى 0.64 دولار في التعاملات الآسيوية. كما يحوم الدولار النيوزيلندي بالقرب من 0.60 دولار. ويتوجه الكنديون إلى صناديق الاقتراع اليوم الاثنين، في وقت يتقدم فيه الحزب الليبرالي الحاكم بفارق ضئيل في الاستطلاعات. وتشير الأسواق إلى أن المتداولين لا يتوقعون تقلبات كبيرة في العملة. واستقر الدولار الكندي عند 1.3866 للدولار.

ومن المتوقع أن يتخذ بنك اليابان قرارا بشأن السياسة النقدية يوم الخميس.
ولا تتوقع الأسواق أي تغيير في السياسة النقدية، إلا أنها ستركز على التوقعات وخطة صناع السياسات للتعامل مع ضبابية البيئة الاقتصادية خاصة، وسط تكهنات بأن تتطرق المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان إلى العملة. 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون