تراجع الاستجابة لاحتياجات النازحين في شمال سورية

تراجع الاستجابة لاحتياجات النازحين في شمال سورية

21 ابريل 2022
سكان إدلب يعانون من أزمات معيشية متفاقمة (عز الدين قاسم/الأناضول)
+ الخط -

تزداد متطلبات العائلة خلال شهر رمضان في الشمال السوري، ويحاول كثير منها تنويع الأطعمة على مائدة الإفطار لما لهذا الشهر من قدسية، وفي محاولة لتعويض الصائم ما خسره من طاقة بعد يوم صيام طويل، لكن بالتوازي مع الزيادة على الطلب، شهدت هذه المنطقة تراجعاً في استجابة المنظمات الإنسانية لاحتياجات النازحين.
وفي هذا السياق، يقول إبراهيم الموسى المقيم في مخيم "سنجار كهربا" قرب مدينة سرمدا لـ"العربي الجديد"، إن عائلته المؤلفة من سبعة أشخاص لم تحصل منذ بداية شهر رمضان إلا على سلة غذائية واحدة، انتهت محتوياتها في الأسبوع الأول منه، واضطر إلى شراء الأرز والسكر والبرغل في الأسبوع الثاني من رمضان.
وأوضح أن السلة كانت تحوي مواد تنظيف وكيلوغرامين من السكر واثنين من الأرز واثنين من البرغل، وهذه الكمية قليلة مقارنة بالكميات التي كان يحصل عليها قبل رمضان، إذ كان يحصل على سلة في كل أسبوع من منظمة مختلفة.
وقال فريق "منسقو استجابة سورية" في تقرير يوم الإثنين الماضي، إن نسبة الاستجابة الإنسانية لاحتياجات السكان المدنيين من قبل المنظمات العاملة في محافظة إدلب تراجعت خلال الأسبوع الثاني من شهر رمضان.

وأوضح أن ذلك يعود إلى عدة أسباب، أبرزها: ضعف التمويل اللازم لتغطية هذا النوع من المشاريع، وتركيز المنظمات على مناطق معينة وتهميش المناطق الأخرى، وتداخل عمل المنظمات بشكل كبير ضمن المناطق الأساسية فقط.
وأشار إلى أن المنظمات الإنسانية لم تقدّم في مناطق عودة النازحين حتى الآن أية مشاريع حقيقية بسبب اعتبار تلك المناطق خطرة ولا يمكن العمل بها. ولفت إلى أن النتيجة التي توصّل إليها هي حصيلة عمليات تحقّق قام بها الفريق في المنطقة، مؤكداً أن بعض المنظمات تلجأ إلى الزيادة الوهمية في أعداد المستفيدين.
وقال مدير فريق "منسقو الاستجابة" محمد حلاج لـ"العربي الجديد"، إن التهميش الأكبر والتراجع كانا في المخيمات العشوائية، حيث شملت الاستجابة 110 مخيمات من أصل 400، بينما 290 لم تستفد من البرامج الرمضانية على الإطلاق، وهذا يدعونا للقلق إذ نشهد تراجعاً في الاستجابة كل شهر في منطقة يعتمد معظم سكانها على المساعدات.
وأكّد أن هناك عشوائية وفوضوية في عمل المنظمات، إذ لا توجد قاعدة بيانات معتمدة لديها، إذ من الممكن أن تحصل عائلة على سلال غذائية من عدة منظمات، بينما لا تحصل عائلة قريبة منها على سلة غذائية واحدة.

قال مدير فريق "منسقو الاستجابة" محمد حلاج لـ"العربي الجديد"، إن التهميش الأكبر والتراجع كانا في المخيمات العشوائية، حيث شملت الاستجابة 110 مخيمات من أصل 400


وكان برنامج الأغذية العالمي (WFP) قد خفّض أخيراً محتويات السلة الغذائية المقدمة للنازحين في كافة المناطق ومنها مناطق شمال غربي سورية للمرة الرابعة، حيث انخفضت قيمة السعرات الحرارية للسلة من جديد بمقدار 171 سعرة حرارية.
وحذّر فريق الاستجابة في تقرير سابق كافة الجهات الإنسانية من استمرار عمليات التخفيض في المساعدات الإنسانية، كما حذّر في الوقت نفسه من تحول المنطقة إلى منطقة مجاعة لا يمكن السيطرة عليها، مطالباً الجهات الدولية بالعمل على زيادة الدعم المقدم للمدنيين في المنطقة، وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.
ويواجه السوريون في مختلف المناطق أزمات معيشية خانقة في ظل تدهور الاقتصاد وتواصل الحرب. وحسب بيان برنامج الأغذية العالمي الصادر في العام الفائت، 2021، يعاني حوالي 12.4 مليون شخص، ما يقرب من 60 في المائة من سكان سورية، من انعدام الأمن الغذائي ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية.
وحسب تقارير دولية، فإنّ نحو 84 في المائة من المواطنين السوريين، تحت خط الفقر. وما يفاقم من الأزمات المعيشية هو تهاوي سعر الليرة مقابل الدولار الأميركي، ما ساهم في موجات غلاء متصاعدة أرهقت السوريين.

المساهمون