تراجع إنفاق الفرد الإسرائيلي بسبب كورونا

تراجع إنفاق الفرد الإسرائيلي بسبب كورونا

05 أكتوبر 2020
تراجع السيولة المتوفرة بسبب قيود كورونا (Getty)
+ الخط -

انعكس فشل مواجهة جائحة كورونا في دولة الاحتلال في الموجة الثانية منها، واتجاه رئيس الحكومة نتنياهو إلى استغلال الجائحة لأهدافه السياسية، وتحديدا تقييد حرية التظاهر، عبر إعلان إغلاق شامل ومحكم، على النشاط الاقتصادي في إسرائيل، وشل حركة الاقتصاد حتى على مستوى ورشات العمل الصغيرة والمطاعم والمقاهي. 
وزادت هذه القيود المفروضة منذ أسبوعين مع ما سبقها من قيود سابقة، من تفاقم حالة تراجع الدخل للأسرة الواحدة، في ظل فصل وإخراج 980 ألف إسرائيلي لدائرة البطالة والإجازات غير المدفوعة.
وأدى هذا الوضع مؤخرا إلى تراجع السيولة المتوفرة لدى الإسرائيليين، مع انخفاض دخلهم، لأن مخصصات البطالة تحسب وفق 70% من معدل ما تقاضاه العاطل عن العمل في آخر ثلاثة أشهر، ما أدى إلى تغيير في أنماط الاستهلاك والإنفاق الأسري وعمليات الشراء عبر بطاقات الاعتماد المصرفية.
 وبينت معطيات رسمية نشرتها اليوم الإثنين، شركات الخدمات المصرفية لماكينات الصرف الآلي في ظل إغلاق البنوك، تراجعا كبيرا في حجم الإنفاق والمصروفات عند الإسرائيليين، الذين اشتهروا في الأيام العادية بإنفاق يفوق عادة حجم الدخل الرسمي.
وتمنح البنوك العملاء اعتمادا يصل عادة إلى ضعف دخله وودائعه الشهرية. فمن يدخل مثلا لحسابه البنكي راتب بحجم ألفي دولار يحصل على إمكانية لسحب ما يوازي 4 آلاف دولار شهريا، مع فرض فائدة مصرفية كبيرة على حساب الاعتماد البنكي له قد تصل أحيانا إلى 11% سنويا.
وعادة ما يزداد الإنفاق للأسر الإسرائيلية في فترات الأعياد، خاصة أعياد شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، وعيد الفصح الذي يحل عموما بين أواخر مارس/آذار وأواسط إبريل/نيسان.
وتشكل هذه الأعياد مناسبة عادة لإجراء تغييرات أو شراء مستلزمات منزلية جديدة عبر الدفع بأقساط شهرية بواسطة بطاقات الاعتماد البنكية.

وبينت شركات بطاقات الاعتماد في دولة الاحتلال، اليوم، أنه منذ فرض الإغلاق الأول في مارس وإبريل 2020، سجل انخفاض بنسبة 0.7% في عمليات الشراء عبر بطاقات الاعتماد، مقارنة بالعام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، فإن سحب النقود من ماكينات الصرف الآلي سجل هو الآخر انخفاضا يصل إلى 7.8%، مقارنة بشهر سبتمبر من العام الماضي.
 في المقابل، ارتفعت عمليات الشراء عبر الإنترنت بأكثر من 10%، مقابل انخفاض بنسبة 12.5% في عمليات الشراء المباشرة من البقالات والمراكز التجارية ببطاقات الاعتماد البنكية. 
وبلغ مجمل ما سحبه الإسرائيليون في سبتمبر الماضي عبر أجهزة الصرف الآلي 4.711 مليارات شيقل، مقابل 5.111 مليارات شيقل سحبها الإسرائيليون من أجهزة الصرف الآلي في سبتمبر 2019. ويشكل هذا الأمر انقلابا في السلوك الاستهلاكي، بعد أن كان شهر أغسطس/آب سجل بعد الإغلاق الأول ارتفاعا بنسبة 2.5% في عمليات سحب الأموال عبر أجهزة الصرف الآلية التي بلغت 157 مليون شيقل في شهر أغسطس الماضي، مقابل 170.38 مليون شيقل في شهر أغسطس من عام 2019. 
ويأتي ذلك فيما يصل عدد من يعيشون تحت خط الفقر، وفقا للإحصائيات الرسمية للعام 2018، نحو مليون وثمانمائة ألف شخص، بما يوازي 20% من السكان.

المساهمون