تذمر بين السوريين من مبادرة "الفروج المجمد" التي طرحها النظام

النظام يطرح "فروجين مجمدين" للمواطن بسعر مدعوم.. وسوريون يتذمرون

05 ديسمبر 2021
أصبحت اللحوم والفواكه من الكماليات والترف بالنسبة للمواطن السوري (فرانس برس)
+ الخط -

طرحت "المؤسسة السورية للتجارة" عبر صالاتها "فروجاً مجمداً" بسعر 7500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، في وقت وصل سعر الفروج إلى نحو 9 آلاف ليرة (2.5 دولار تقريبا)، ما حرم غالبية السوريين من تناول الفروج، بعد أن كانوا قد حرموا قبلها من تناول اللحوم الحمراء والأسماك، جراء ضعف مداخيلهم وفقدان الليرة السورية للقيمة الشرائية. 
وقال محمد الهادي (38 عاما)، ويعمل موظفاً في دمشق، لـ"العربي الجديد"، إن "الفروج لم يدخل منزلي منذ أشهر طويلة، فقد أصبحت اللحوم والفواكه من الكماليات والترف".

وأضاف أن "كيلو غرام الفروج الواحد المذبوح وصل إلى قرابة عشرة آلاف ليرة، في حين أن راتبي نحو 85 ألف ليرة، ونحن عائلة مكونة من 5 أفراد، على أقل تقدير بحاجة إلى كيلوين من الفروج على الوجبة، ما يعني نحو 20 ألف ليرة فقط لتناول الفروج وإذا ما حسبنا احتياجات الوجبة الأخرى على الأقل ستكلفنا الوجبة أكثر من 35 ألف ليرة، أي أن الراتب لن يكفي لأكثر من وجبتين في الشهر". 

لغط بخصوص الفروج المجمد
وأضاف أن "السورية للتجارة عندما طرحت الفروج المجمد كان سعر الفروج الطازج أقل من سعر المؤسسة البالغ 7500 ليرة، وحتى السعر المطروح بالنسبة للمواطن محدود الدخل يعد رقما كبيرا". 
وطرحت المؤسسة السورية في العديد من صالاتها، الفروج المجمد بذريعة أن الهدف هو القيام بعملية تدخلية في السوق للحد من ارتفاع أسعار الفروج إلى حين بدء موسم إنتاج الفراخ، والمتوقع أن يكون بداية الشهر المقبل.

وأثار الفروج المجمد لغطاً حول مصدره وإن كان صحياً أم لا، وقال مفيد جابر (45 عاما)، إن "كثيراً من الإشاعات جرى تداولها خلال الأيام الماضية تدور حول مصدر الفروج وإن كان فاسدا أم لا". 
وأضاف "لا أثق بالسورية للتجارة، فقبل بضعة أشهر وزعت علينا أرزا فاسدا، وغالبا تجد في صالاتها بضائع تحمل أسماء ماركات مجهولة، فالشراء من المؤسسة غالبا ما يكون مخاطرة، ولولا حاجة الناس ما كانوا اشتروها من هذه المؤسسات حتى للمواد التموينية".          
من جانبها قالت وزارة "التجارة الداخلية وحماية المستهلك"، عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، إن المطروح "هو فروج بلدي سوري قامت السوريّة للتجارة بشرائه من المداجن السوريّة عندما هبطت الأسعار وقامت بتنظيفه وذبحه بالطريقة النظاميّة وتجميده بطريقة الصعق التي تحافظ على جودته وسلامته. ولا نقوم باستيراد الفروج أو شرائه من تجار". 
وأضافت أنها " تطرحه الآن للمواطنين كتدخل إيجابي ريثما يبدأ الموسم القادم بعد حوالي الشهر وتعود الأسعار إلى الانخفاض، وهو على أعلى مقاييس الجودة ونأكله في بيوتنا". 
من جانبه انتقد ماهر سعيد (33 عاما)، موظف في دمشق، إجراء المؤسسة قائلا، لـ"العربي الجديد"، "لا أعلم أين التدخل الإيجابي إن كانت المؤسسة قد سحبت كميات كبيرة من الفروج في موسم الإنتاج، ما تسبب غالبا بأن تكون الأسعار أعلى مما لو كانت تسحب تلك الكميات، واليوم تطرح تلك الكميات عندما وصلت الأسعار إلى مستويات مرتفعة وبأسعار شبه مضاعفة، حتى أن أسعار السوق قريبة منها". 
وأضاف أن "مشكلة مربي الفروج أصبحت معروفة للجميع، وهي ارتفاع أسعار العلف واحتياجات تربية الفروج، فالأفضل أن يتم دعم أسعار العلف وتأمينه للمربين، إضافة إلى رفع متوسط الدخل ليكون متناسباً مع مستوى الأسعار، وعندها ستكون أسعار الفروج مناسبة للمواطنين".    

 بدوره قال معاون مدير السورية للتجارة الياس ماشطة، في تصريح لراديو محلي، إن التدخل الإيجابي يستدعي شراء مادة الفروج في موسم إنتاجها ووفرتها ليصار إلى تخزينها في برادات مركزية (دمشق، حماة)، ويتم طرحها في السوق عندما يزداد سعرها". 
وأضاف أن "سعر الفروج اليوم في الأسواق 9000 ليرة، بينما يُباع في صالات المؤسسة السورية للتجارة بـ 7200 إلى 7500 ليرة، ودائماً يتم تحديد العدد المستحق لكل مواطن من مادة الفروج، حيث يسمح بفروجين اثنين لكل مواطن، معتبرا أن البطاقة الذكية هي الضمان الوحيد للمواطن للحصول على المواد المدعومة من قبل الدولة". 
ويعتمد النظام ما بات يعرف بـ"البطاقة الذكية"، لتوزيع المواد التي يدعي أنها من ضمن المواد المدعومة، في وقت وصل الوضع المعيشي في مناطق سيطرة النظام إلى مرحلة كارثية، فأكثر من 85% من المواطنين السوريين فاقدون للأمن الغذائي.