تخلي "بينانس" عن إنقاذ "إف تي إكس" يكبّد العملات الرقمية خسائر فادحة

تخلي "بينانس" عن إنقاذ "إف تي إكس" يكبّد العملات الرقمية خسائر فادحة.. وهبوط إضافي لـ"بيتكوين"

10 نوفمبر 2022
انخفضت "بيتكوين" إلى أقل من 16 ألف دولار للمرة الأولى منذ أواخر عام 2020 (Getty)
+ الخط -

أدى تخلي بورصة العملات الرقمية "بينانس" Binance عن صفقة استحواذ إنقاذية لمنافستها "إف تي إكس" FTX إلى اضطراب لافت في سوق العملات المشفرة اليوم الخميس، حيث انخفضت "بيتكوين"، فيما يجرى تداول الرمز المميز الأصلي لـ"إف تي إكس" بسعر منخفض قياسيا، ويتوقع المستثمرون أن يزداد الاضطراب سوءا قبل أن يتحسن تدريجا في وقت لاحق.

فما الجديد؟

اليوم، تكبدت أسواق العملات المشفرة خسائر فادحة، حيث تكافح عملة "بيتكوين" من أجل التعافي من أدنى مستوى لها في عامين، حيث يشعر المستثمرون بالقلق من تداعيات انهيار بورصة العملات المشفرة "إف تي إكس"، وبالتالي حيال مستقبل هذا القطاع الاستثماري الافتراضي.

وزاد الطين بِلة انسحاب منافستها الأكبر "بينانس" من خطة إنقاذ "إف تي إكس" أمس الأربعاء، فيما قال رئيسها سام بانكمان-فرايد إنه "يستكشف كل الخيارات"، لكن تلاشي الآمال في الإنقاذ ترك "إف تي إكس" تتأرجح، وقالت إنها "غير قادرة حاليا على معالجة عمليات السحب. ننصح بشدة بعدم الإيداع".

وينصب التركيز على الحجم غير المعروف لخسائر العملاء وضرب المعنويات من الانهيار الأخير، وربما الأكبر في قطاع رقمي تحوّل إلى حقل ألغام للمستثمرين.

وقد انخفض رمز "إف تي إكس" الأصلي، وهو "إف تي تي" FTT، بنسبة هائلة بلغت 90% هذا الأسبوع، وكان يحاول الثبات حول دولارين، وهو ليس أعلى بكثير من أدنى مستوى قياسي له عند 1.5 دولار، فيما انخفضت العملة المشفرة الأكبر "بيتكوين" إلى أقل من 16 ألف دولار، لأول مرة منذ أواخر عام 2020، بين عشية وضحاها، قبل أن ترتفع قليلا إلى 16700 دولار.

إنقاذ بورصة العملات المشفرة "إف تي إكس" يتطلب 7 مليارات دولار عاجلة

وتراجعت "بينانس" عن عرض غير ملزم لشراء "إف تي إكس"، فيما رفضت بورصة أُخرى هي "أوكيه إكس" OKX التدخل، وقالت إن بنكمان-فرايد اتصل بها أيضا، حيث قال إن الالتزامات البالغة 7 مليارات دولار تحتاج إلى تغطية سريعة.

مدير الأسواق المالية في "أوكيه إكس" لينكس لاي قال لـ"رويترز": "حتى إيلون ماسك لن يكون قادرا على الالتزام بصفقة تبلغ قيمتها 7 مليارات دولار في غضون ساعات قليلة من المفاوضات، وهذا المبلغ أكثر من اللازم بالنسبة إلينا"، مضيفا: "إنها حفرة كبيرة يجب سدها، والأزمة ستستمر في سوق العملات المشفرة ما دام مستقبل إف تي إكس غير واضح".

وزُرعت بذور سقوط "إف تي إكس" قبل أشهر، في أخطاء ارتكبها "بنكمان-فرايد، بعد أن تدخل لإنقاذ شركات تشفير أخرى، وفقا لمقابلات مع العديد من الأشخاص المقربين منه واتصالات من كل من "إف تي إكس" و"بينانس".

أزمة ثقة في سوق العملات المشفرة قد تمتد إلى الأسهم

وثمة علامات مبكرة على أن التداعيات قد تنتشر إلى ما وراء أسواق العملات المشفرة، مع انزلاق أسواق الأسهم المتوترة في "وول ستريت" بين عشية وضحاها.

في السياق، يقول الرئيس التنفيذي لشركة التمويل اللامركزية "ترانتشيس" Tranchess داني تشونغ: "تفشل الآن إحدى البورصات الكبرى، وهذا مستوى مختلف من أزمة السوق، مع تداعيات محتملة باتجاه قطاعات أُخرى"، أوسع من تداعيات من فشل عملة "تيرا يو إس دي" TerraUSD المستقرة وصندوق التحوط "كريبتو ثري أروز كابيتال" Three Arrows Capital هذا العام.

وأوضح أن "صناديق الناس، بما في ذلك صناع السوق، لا تزال مع إف تي إكس في الوقت الحالي. وفي حين كان الناس يعتقدون أن شتاء العملات المشفرة ربما لا يستمر، تأتي حلقة أخرى من التدهور كهذه".

وتحقق الجهات التنظيمية للأوراق المالية في الولايات المتحدة في طريقة تعامل موقع "إف تي إكس" ftx.com مع أموال العملاء وأنشطة إقراض العملات المشفرة، وفقا لمصدر مطلع على التحقيق. وذكرت شبكة "بلومبيرغ" أن وزارة العدل الأميركية تبحث أيضا في حالة الاضطراب الحالية، فيما رفض متحدث باسم الوزارة التعليق.

في غضون ذلك، يعكف مستثمرون عمليا على شطب الأموال المودعة في "إف تي إكس"، حيث خفض صندوق رأس المال الاستثماري "سيكويا كابيتال" 150 مليون دولار من استثماره يوم الأربعاء. كما أن "خطة تقاعد المعلمين في أونتاريو" الكندية و"تايغر غلوبال" Tiger Global و"سوفت بنك" Softbank اليابانية هي أيضا مستثمرة في "إف تي إكس".

شركة الوساطة المالية "روبن هود" Robinhood أوضحت من جهتها أنه ليس لديها تعرّض مباشر لـ"إف تي إكس"، لكن بنكمان-فرايد يمتلك حصة في الشركة التي انخفضت أسهمها بشدة يومي الثلاثاء والأربعاء.

لكن مع ذلك، يبقى معظم متداولي العملات المشفرة متفائلين على المدى الطويل، لكنهم يستعدون لمزيد من الانخفاضات في المستقبل القريب، فيما تُمكن مقارنة خسائر "بيتكوين" بنسبة 20% هذا الأسبوع بالانخفاض الذي مُنيت به في يونيو/حزيران الماضي، عندما تعرضت "ثري أروز كابيتال" للضغط.

المحللون في "جي بي مورغان" قالوا، في مذكرة للعملاء، إن "ما يجعل هذه المرحلة الجديدة إشكالية هو أن عدد الكيانات ذات الميزانيات الأقوى القادرة على إنقاذ ذوي رأس المال المنخفض والرافعة المالية العالية يتقلص، والآن بعد أن أصبحت قوة ميزانية ألاميدا ريسيرتش Alameda Research وإف تي إكس موضع تساؤل لبضعة أشهر فقط من اعتبارها كيانات قوية في الميزانية، فإن هذا التطور يولّد أزمة ثقة".

المساهمون