تباطؤ نمو اقتصاد المملكة المتحدة وسط تزايد مخاطر الركود

تباطؤ نمو اقتصاد المملكة المتحدة وسط تزايد مخاطر الركود

12 مايو 2022
يواجه سكان بريطانيا ارتفاعاً حاداً في الأسعار (Getty)
+ الخط -

تباطأت وتيرة نمو الاقتصاد البريطاني في الربع الأول من العام مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي في وقت تواجه فيه البلاد ارتفاعا في معدل التضخم، وفق ما أظهرت بيانات رسمية، الخميس.

ونما الاقتصاد بنسبة 0.8 في المئة في الفترة من كانون الثاني/يناير حتى آذار/مارس مقارنة بنسبة 1.3 في المئة في الفصل الرابع من العام الماضي، وفق ما أفاد مكتب الإحصاءات الوطني.

وبعدما كان الناتج قويا في كانون الثاني/يناير، سجّل الاقتصاد البريطاني نموا نسبته صفر في الشهر التالي وانكمش بنسبة 0.1 في المئة في آذار/مارس، وفق بيانات مكتب الإحصاءات.

ويأتي ذلك بعدما حذّر بنك إنكلترا، الأسبوع الماضي، من أن بريطانيا تواجه خطر الركود فيما يتوقع أن يتجاوز معدل التضخم في المملكة المتحدة 10 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ 40 عاما، بحلول نهاية العام.

وترتفع أسعار السلع الاستهلاكية حول العالم في ظل الضغوط على سلاسل الإمداد مع إعادة فتح الاقتصادات في أعقاب تدابير الإغلاق التي فرضت في فترة الوباء، وفي ظل الغزو الروسي لأوكرانيا الذي يفاقم ارتفاع أسعار الطاقة.

تأثيرات الغزو الروسي

وفي تعليقه على بيانات الخميس، قال وزير المال البريطاني ريشي سوناك إن تعافي اقتصاد بلاده من الوباء "يعرقله غزو (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الهمجي لأوكرانيا وغير ذلك من التحديات العالمية".

لكن سوناك أضاف في بيان أن المملكة المتحدة حققت "نموا قويا في الأشهر القليلة الأولى من العام كان أسرع من ذاك المسجّل في الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا".

وبينما نما اقتصاد المملكة المتحدة للفصل الرابع على التوالي وبات يتجاوز مستويات ما قبل الوباء، كان الناتج في الأشهر الثلاثة الأولى من 2022 الأدنى منذ عام.

وقال مدير الإحصائيات الاقتصادية لدى مكتب الإحصاءات دارن مورغان "تظهر آخر تقديراتنا الشهرية أن إجمالي الناتج الداخلي تراجع قليلا في آذار/مارس مع تراجع في الخدمات والإنتاج على حد سواء".

وأضاف "لكن البناء شهد شهرا قويا، وهو أمر يعود بشكل جزئي إلى أعمال الصيانة التي أعقبت عواصف شباط/فبراير".

وأوضح أن النمو الذي سجّل خلال الفصل الأول بأكمله كان مدفوعا بالتحسن في عدد من قطاعات الخدمات بما في ذلك الضيافة والنقل.

ضغوط على الأسعار

لكن الانكماش الذي شهده آذار/مارس وتباطؤ الناتج في الربع الأول برمته "يشيران إلى أن زخم الاقتصاد كان أقل مما اعتقدنا حتى قبل ظهور التأثير الكامل لأزمة كلفة المعيشة"، بحسب كبير خبراء اقتصاد المملكة المتحدة لدى "كابيتال إيكونوميكس" بول ديلز.

وقال "ازداد خطر الركود للتو"، مضيفا أن "الضغوط القوية الناجمة عن الأسعار تعني على الأرجح أن بنك إنكلترا سيزيد معدلات الفائدة أكثر".

ورفع بنك إنكلترا معدل الفائدة الرئيسي، الأسبوع الماضي، ربع نقطة إلى واحد في المئة للتعامل مع ارتفاع معدلات التضخم.

وكانت هذه الزيادة الرابعة على التوالي التي يعلنها المصرف، ليصبح معدل الفائدة الأساسي لديه عند أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية عام 2009.

(فرانس برس)

المساهمون