تآكل المداخيل يضغط على الأسر الأردنية في عيد الفطر

تآكل المداخيل يضغط على الأسر الأردنية في عيد الفطر

30 ابريل 2022
زينة العيد في أحد شوارع الأردن (علي باليكسي/ الأناضول)
+ الخط -

يعاني الأردنيون منذ عامين من ارتفاع الأسعار الذي تفاقم خلال العام الحالي بسبب ارتدادات جائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا. وتشكو الأسر من تآكل المداخيل بنسب كبيرة، ما دفعها إلى الإنفاق على المتطلبات الأساسية من مأكل ومسكن وعلاجات على حساب شراء مستلزمات عيد الفطر.

وعلى وقع ارتفاع الأسعار وتراجع القدرات الشرائية، تستقبل الأسواق في الأردن آخر أيام رمضان، الذي يرتفع فيه عادة الطلب على الألبسة والحلويات والهدايا استعدادا للعيد. وما يميز العيد هذا العام أنه يأتي بعد موسمين كانا شبه مغلقين بسبب جائحة كورونا وتداعياتها وما صاحبها من إغلاق وتعطيل للحياة العامة، قبل أن تطبق الحكومة وبشكل متدرج خطة للعودة الآمنة إلى مجريات الحياة الطبيعية منذ الصيف الماضي.

ومنذ منتصف شهر رمضان تشهد الأسواق نشاطاً حتى ساعات الفجر الأولى، إلا أنه يغلب عليه مشهد تجول المواطنين بين المحلات التجارية من باب الاطلاع والاستفسار عن أسعار الملابس وخاصة الأطفال بانتظار صرف رواتب موظفي القطاع العام والمتقاعدين اعتبارا من الرابع والعشرين من الشهر الحالي كما هو معتاد.

وشكا مواطنون من ارتفاع أسعار الألبسة في السوق الأردني في أحاديث مع "العربي الجديد"، رغم أنه كان يفترض انخفاضها بسبب تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة عليها. وقال مواطنون إنهم لمسوا صعوداً كبيراً في أسعار الألبسة فيما قدراتهم الشرائية وتواضع المداخيل تحد من مشترياتهم، حيث يتم تأمين ألبسة أطفالهم بالحد الأدنى ولا يتم أحياناً شراء كسوة العيد للكبار. ولفت عدد من المواطنين إلى أنه حتى الألبسة المستعملة المستوردة أو ما يعرف بـ"البالة" لم تعد ملاذا للفقراء بسبب ارتفاع أسعارها هي الأخرى.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وفي ردها على أسئلة لـ"العربي الجديد"، قالت وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية إنها أعدت خطة استعدادا لتكثيف الرقابة على الأسواق اعتبارا من النصف الثاني من رمضان ولا تزال مستمرة حتى اليوم، ولفتت إلى أنها تسيّر يوميا جولات رقابية على الأسواق صباحية ومسائية، وهذه الأيام تمتد الجولات حتى بعد منتصف الليل لمتابعة الالتزام بأحكام قانون الصناعة والتجارة والإعلان عن أسعار السلع والتحقق من العروض والتنزيلات التي تقدمها بعض المحلات التجارية على الألبسة والحلويات وغيرها.

بدوره، قال نقيب تجار الألبسة والأقمشة والأحذية سلطان علان إن هناك نشاطا ملحوظا بدأ في الحركة الشرائية منذ الأسبوع الثالث من شهر رمضان تزامنا مع اقتراب موسم الأعياد. وأضاف أن الإقبال جيد وأفضل من العامين الماضيين وخاصة على ألبسة الأطفال "ونتوقع ارتفاع الطلب في الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل وبعد صرف الرواتب"، لافتاً إلى أن الأسعار مستقرة وتتوفر أصناف متعددة من مناشئ مختلفة.

وقال إن قرار خفض التعرفة الجمركية على العديد من الواردات بدأ ينعكس على قطاع الألبسة والأحذية لجهة زيادة كميات الاستيراد بالتزامن مع موسمي الأعياد والصيف، وأشار إلى أن مستوردات الأردن من الألبسة والأحذية زادت خلال الربع الأول من العام بنسبة 28 و47 في المائة على التوالي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وتقدر قيمة الألبسة الواردة إلى الأردن خلال الربع الأول من العام الحالي بحوالي 57 مليون دينار (الدينار يساوي 1.41 دولار).

المساهمون