بينانس ترفع حظر سورية وتفتح أبواب الاقتصاد الرقمي للملايين

12 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 13 يونيو 2025 - 07:24 (توقيت القدس)
شعار بينانس على هاتف ذكي، 8 إبريل 2025 (أفيشيك داس/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- رفعت منصة بينانس الحظر عن المستخدمين السوريين، مما يتيح لهم الوصول الكامل إلى خدماتها، بعد تعليق العقوبات الأميركية، مما يمكنهم من المشاركة في الاقتصاد الرقمي العالمي.

- العملات الرقمية كانت "طوق نجاة" للسوريين في مواجهة التضخم وتحويل الأموال، ومع رفع الحظر، يمكنهم الآن الاستفادة من هذه الأدوات لدعم الاقتصاد السوري وتنميته الرقمية.

- رغم الترحيب برفع الحظر، يُنصح السوريون بتعلم أساسيات التداول وإدارة المخاطر المالية بحكمة لتجنب المخاطر في سوق العملات الرقمية المتقلب.

في خطوة طال انتظارها من مجتمع العملات الرقمية في سورية، أعلنت منصة بينانس التي تُعد أكبر منصة لتداول العملات المشفرة في العالم من حيث حجم التداول، عن رفع الحظر المفروض على المستخدمين السوريين، وإتاحة الوصول الكامل أمامهم إلى جميع خدماتها ومنتجاتها، وذلك لأول مرة منذ سنوات. وجاء الإعلان، اليوم الخميس، عبر الموقع الرسمي للمنصة، التي أكدت أن المقيمين في سورية أصبح بإمكانهم المشاركة بأمان في الاقتصاد الرقمي العالمي، والانضمام إلى شبكة تضم أكثر من 270 مليون مستخدم حول العالم.

وأوضح بيان بينانس أن الحظر السابق كان امتثالًا للعقوبات الدولية، لا سيما الأميركية، التي كانت تمنع تقديم الخدمات للمقيمين في سورية. وأشار إلى أن العملات الرقمية كانت تُعد "طوق نجاة" للعديد من الأفراد في مواجهة التضخم، أو عند الحاجة لتحويل الأموال عبر الحدود، إلا أن السوريين ظلوا محرومين من الوصول الرسمي لتلك الأدوات.

وأكد البيان أن هذا الواقع قد تغيّر الآن، بعدما تم تعليق العقوبات الأميركية المرتبطة بالمنصة، ولم تعد سورية مدرجة ضمن قائمة الدول المحظورة على بينانس بموجب شروط الاستخدام. وأضاف: "هذا يعني أننا أصبحنا قادرين الآن على تسجيل ودعم المقيمين السوريين، ومنحهم وصولاً كاملاً إلى جميع منتجات وخدمات بينانس، التي تشمل:

- التداول الفوري والعقود الآجلة.

- العملات المستقرة.

- خدمات الدفع والتحويلات العابرة.

- المحتوى التعليمي.

- الدعم الفني والتقني.

اهتمام متزايد من السوريين رغم الظروف

وتوقف البيان عند الأهمية الديموغرافية والاقتصادية لسورية، مشيرًا إلى أن عدد سكانها يقدّر بنحو 24 مليون نسمة، إلى جانب ما بين 8 و15 مليون سوري في الخارج. وأكد أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والتضخم الحاد دفعت العديد من السوريين للاعتماد على التحويلات والشبكات غير الرسمية، في ظل غياب الثقة بالعملة المحلية.

وأضاف: "سورية كانت من بين أكثر 10 دول في العالم بحثاً عن العملات الرقمية حتى عام 2021، والآن، بعد تعليق العقوبات، يمكن للمجتمع السوري تحويل هذا الاهتمام إلى واقع ملموس". وتابع البيان: "في بينانس، نؤمن بأن الحرية المالية يجب أن تكون متاحة للجميع، ونحن فخورون بتقديم حلول واقعية تدعم تعافي الاقتصاد السوري، وتنميته الرقمية، بما يتماشى مع التنظيمات الدولية".

خبراء: خطوة بينانس نوعية لسورية والسوريين

من جهته، قال صالح الشيخ، مدير أعمال شركة "المنصة العربية للاستثمار" في سورية، لـ"العربي الجديد"، إن رفع الحظر يمثل تحولًا مهمًا في قدرة السوريين على الوصول إلى النظام المالي العالمي. وأوضح الشيخ أن بينانس رغم مكانتها الريادية، كانت تحظر المستخدمين السوريين من فتح الحسابات، حتى أولئك المقيمين في الخارج، والذين كانوا يتعرضون لتجميد حساباتهم عند دخولهم سورية.

وأضاف: "اليوم، تعود المنصة تدريجياً بخدماتها إلى سورية، وسيكون بالإمكان توثيق الحسابات باستخدام جواز السفر السوري، وهو ما يفتح الباب أمام المواطنين لفتح حسابات آمنة، وتحويل الأموال بطريقة مشفرة وموثوقة".

وأشار إلى أن هذه الخطوة ستُحدث فرقًا كبيرًا في سهولة التحويلات المالية، التي كانت تتم سابقًا عبر قنوات غير رسمية وبكلفة مرتفعة. وأردف: "بصفتي شخصاً مقيماً في أوروبا، كنت أواجه صعوبات كثيرة عند إرسال الأموال إلى عائلتي في سورية، لكن مع فتح بينانس، أصبحت التحويلات أكثر سرعة وأمانًا وأقل كلفة".

فرصة واعدة تتطلب الحذر

لكن رغم الترحيب الواسع بالخطوة، شدد الشيخ على ضرورة أن يكون المستخدم السوري على دراية بكيفية استخدام المنصة، مشيرًا إلى أهمية الوعي بمخاطر التداول، وفهم طبيعة سوق العملات الرقمية الذي يتميز بالتقلب والحاجة إلى إدارة مالية حكيمة. وقال: "هذا الانفتاح يمنح السوريين فرصة حقيقية للتعامل مع الأسواق العالمية، لكنه يتطلب أيضًا تعلّم أساسيات التداول، وعدم الانجرار وراء الوعود الزائفة بالربح السريع".

المساهمون