بيتكوين تتخطى 100 ألف دولار... إليك أهم المعلومات عن عملة الحالمين

05 ديسمبر 2024
أمام مركز لبيتكوين في إسطنبول، 8 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نشأة وتطور البيتكوين: بدأت البيتكوين في 2008 كعملة رقمية لامركزية من قبل ساتوشي ناكاموتو، وتهدف لإلغاء الوسطاء الماليين. منذ تعدين أول كتلة في 2009، أصبحت تقنية البلوكشاين محط اهتمام عالمي، مما أدى لظهور آلاف العملات المشفرة البديلة.

- القبول المؤسسي والتحديات: اكتسبت البيتكوين مصداقية مع اعتراف المؤسسات المالية بها، مثل بورصة شيكاغو في 2017. واجهت تحديات تنظيمية وارتبطت بأنشطة غير مشروعة، مما أدى لتبنيها كوسيلة دفع قانونية في بعض الدول وفرض قيود في أخرى.

- تطور الأسعار والتوقعات المستقبلية: شهدت البيتكوين تقلبات سعرية كبيرة، حيث ارتفعت لأكثر من 100 ألف دولار في 2024. تتفاوت التوقعات المستقبلية لسعرها، مع توقعات بوصولها لمليون دولار بحلول 2030، بينما يتوقع آخرون انخفاض قيمتها.

بدأت عملة بيتكوين حلماً غريباً لمطلقها، ومغامرة لم يقتنع الكثيرون بجداوها، لتصبح الآن مصدر ثروة، حيث تخطى سعرها 103 آلاف دولار. وبحسب كوين جيكو للبيانات، فإن القيمة الإجمالية لسوق العملات المشفرة زادت إلى المثلين تقريباً خلال 12 شهراً حتى الآن، لتسجل رقماً قياسياً يقل قليلاً عن 3.8 تريليونات دولار، ضمنها تريليونا دولار قيمة بيتكوين السوقية. ويشرح الموقع المتخصص "آلت كوين أنفوستور"، أنه منذ نشأتها في عام 2009، أسرت البيتكوين خيال الأفراد والمستثمرين وحتى الحكومات في جميع أنحاء العالم، وأدى صعودها غير المسبوق إلى إحداث ثورة في المشهد المالي، وأثار جنوناً عالمياً حول العملات المشفرة.

انطلاقة بيتكوين 

جرى تقديم البيتكوين للعالم في ورقة بيضاء بعنوان "بيتكوين: نظام نقدي إلكتروني من نظير إلى نظير" نشرها فرد أو مجموعة تعمل تحت الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو في أكتوبر/ تشرين الأول 2008. وتناولت الورقة البحثية مفهوم العملة الرقمية اللامركزية التي تلغي الحاجة إلى وسطاء مثل البنوك لتسهيل المعاملات.

وفي الثالث من يناير/ كانون الثاني 2009، قام ناكاموتو بتعدين أول كتلة على الإطلاق من سلسلة كتل البيتكوين، والمعروفة باسم "كتلة التكوين". وقد مثّل هذا الحدث ميلاد البيتكوين، وكذلك بداية سلسلة الكتل (بلوكشاين)، وهي تقنية ثورية تقوم عليها العملات المشفرة. وعملت blockchain كسجل عام يسجل ويتحقق من صحة جميع معاملات Bitcoin، مما يضمن الشفافية والأمان.

واكتسبت عملة البيتكوين، وفق الموقع المتخصص، في البداية زخماً داخل مجتمعات التشفير وعلم التشفير، وكذلك بين أولئك الذين يسعون إلى إيجاد بديل للأنظمة المالية التقليدية. وفي مايو/ أيار 2010، أجرى لاسلو هانيتش أول معاملة حقيقية باستخدام البيتكوين من خلال شراء بيتزا مقابل 10000 بيتكوين، وهو ما يعادل ملايين الدولارات اليوم.

ولكن السنوات الأولى لعملة البيتكوين لم تكن خالية من التحديات. فقد واجهت التشكك والتدقيق التنظيمي والارتباطات بالأنشطة غير المشروعة بسبب طبيعتها شبه المجهولة. وقد أبرزت حوادث سيئة السمعة مثل انهيار بورصة Mt. Gox في عام 2014، والتي أسفرت عن خسارة مئات الملايين من الدولارات من عملة البيتكوين، وأبرزت الحاجة إلى تحسين التدابير الأمنية والأطر التنظيمية.

وعلى الرغم من العقبات، استمرت عملة البيتكوين في النمو بشكل مطرد. ومع إدراك مزيد من الناس إمكاناتها، بدأ رواد الأعمال والمطورون في بناء البنية الأساسية حول العملة المشفرة. وفي عام 2011، ظهرت العديد من بورصات العملات المشفرة الجديدة، مما يسمح للمستخدمين بشراء وبيع البيتكوين بسهولة أكبر.

وحفز نجاح البيتكوين تطوير آلاف العملات المشفرة البديلة، والتي يشار إليها غالباً باسم altcoins، ولكل منها ميزاتها الفريدة وحالات الاستخدام الخاصة بها. بالإضافة إلى ذلك، تهدف التطورات مثل Lightning Network، التي جرى تقديمها في عام 2015، إلى معالجة مشكلات قابلية التوسع في البيتكوين، من خلال تمكين المعاملات الأسرع والأرخص خارج السلسلة.

علاوة على ذلك، اكتسبت التكنولوجيا الأساسية التي تقوم عليها تقنية البلوكشاين اهتماماً يتجاوز العملات المشفرة. فقد استكشفت الصناعات التي تتراوح من التمويل وإدارة سلسلة التوريد، إلى الرعاية الصحية وأنظمة التصويت، إمكانات تقنية البلوكشاين فيما يتصل بالشفافية والأمان والكفاءة.

القبول المؤسسي: ديسمبر 2017

حصلت مصداقية البيتكوين على دفعة كبيرة عندما بدأت المؤسسات الشهيرة والمستثمرون التقليديون في الاعتراف بقيمتها. في ديسمبر 2017، أطلقت بورصة شيكاغو التجارية (CME) وبورصة شيكاغو للخيارات (CBOE) عقوداً آجلة للبيتكوين، مما يسمح للمستثمرين المؤسسيين بالمضاربة على سعر البيتكوين.

وفي عام 2020، وفي خضم جائحة كوفيد-19، شهدت سوق العملات المشفرة طفرة أخرى. تصدرت شركة MicroStrategy، وهي شركة أعمال، عناوين الأخبار بشرائها ما يزيد عن مليار دولار من عملة البيتكوين كأصل احتياطي للخزانة، تلتها شركة Tesla، بقيادة إيلون ماسك، التي استثمرت 1.5 مليار دولار في عملة البيتكوين. وأشارت هذه التحركات إلى قبول متزايد لعملة البيتكوين باعتبارها مخزناً شرعياً للقيمة، وأثارت اهتماماً متجدداً من جانب المستثمرين المؤسسيين.

مع اكتساب البيتكوين مكانة بارزة، بدأت الحكومات في مختلف أنحاء العالم في البحث عن كيفية تنظيم هذه العملة المشفرة الناشئة. وقد تبنّت بعض البلدان، مثل اليابان، البيتكوين، من خلال الاعتراف بها طريقة دفع قانونية، في حين فرضت بلدان أخرى، مثل الصين، قواعد تنظيمية صارمة أو حظراً صريحاً.

في فنزويلا ونيجيريا ودول أخرى، أصبحت البيتكوين بمثابة شريان حياة للمواطنين الذين يسعون إلى الاستقرار المالي، ووسيلة لتجاوز القيود الحكومية.

تطور أسعار بيتكوين

يشرح عدد من المواقع المتخصصة، بينها "كراكين" و"سيكسينغ ألفا" و"كريبتو غيد" و"بيتكوين ماغازين" كيف تطور سعر بيتكوين عبر التاريخ، وما أبرز المحطات التي مرت بها العملة المشفرة الأعلى في العالم.

2017-2012: البدايات واعتماد البيتكوين

لم يكن للبيتكوين قيمة سوقية عند إطلاقها، حيث كان يجري توزيعها من خلال التعدين. سجلت أول قيمة سوقية في عام 2010 عند 0.003 دولار عندما استخدم لاسزلو هانييتش 10,000 بيتكوين لشراء بيتزا. وفي عام 2012، حدث أول انخفاض لمكافآت التعدين من 50 بيتكوين إلى 25 بيتكوين، مما أسس لنموذج الندرة الخاص بالعملة.  

وفي عام 2013 ارتفعت قيمة البيتكوين من 100 دولار إلى أكثر من ألف دولار، مدفوعة بالاهتمام الإعلامي وزيادة المضاربات. لكن انهيار منصة Mt. Gox في عام 2014 أدى إلى انخفاض السعر إلى أقل من 300 دولار بحلول أوائل 2015.  

ولكن في عام 2017 وصلت قيمة البيتكوين إلى ما يقارب 20 ألف دولار، نتيجة مزيج من الاستثمار المؤسسي المتزايد، واهتمام الجمهور، وتوقع تداول العقود الآجلة.  

2018 - 2023: تأثيرات كورونا بعد الهبوط

بعد الذروة في 2017، دخلت البيتكوين في سوق هابط في 2018، حيث انخفضت قيمتها إلى أقل من 4 آلاف دولار، بسبب زيادة التدقيق التنظيمي وتصحيح السوق. وفي عام 2020 أعادت جائحة كورونا إشعال الاهتمام بالبيتكوين وسيلة تحوط ضد التضخم، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار لتتجاوز 29 ألف دولار بنهاية العام.  

في عام 2021 وصلت البيتكوين إلى أعلى قيمة تاريخية عند 68 ألف دولار مدفوعة بالتبني المؤسسي (مثل شركة Tesla)، واعتمادها عملة قانونية في السلفادور، بالإضافة إلى التفاؤل بشأن السوق. وفي عام 2022 انخفضت الأسعار إلى أقل من 20 ألف دولار، وسط عدم استقرار اقتصادي عالمي، وزيادة أسعار الفائدة، وانهيارات بارزة مثل شركة FTX.  

وفي عام 2023 تعافت البيتكوين إلى أكثر من 35 ألف دولار بفضل التفاؤل المتجدد حول الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) وإظهار العملة قدرتها على الصمود.  

2024: إنجازات ووصول ترامب

في عام 2024 جرت الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين في الولايات المتحدة، مما فتح المجال أمام المستثمرين التقليديين. وبدأ سعر البيتكوين عام 2024 عند حوالي 43 ألف دولار، وارتفع إلى أكثر من 70 ألف دولار بحلول مارس. كان هذا النمو مدفوعاً بالموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) في الولايات المتحدة، وزيادة اهتمام المؤسسات الكبرى بالبيتكوين.

شهد السعر تقلبات ملحوظة، حيث تراجع قليلاً بسبب التحديات الاقتصادية العالمية. ومع ذلك، انتعش مجدداً في يونيو، ليصل إلى  71 ألف دولار مع عودة المستثمرين المؤسسيين إلى السوق، ثم بقي السعر مستقراً نسبياً مع تقلبات بين 60 و65 ألف دولار.

في سبتمبر، سجلت البيتكوين 62,350 ألف دولار، بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تخفيض أسعار الفائدة. وفي نوفمبر شهدت البيتكوين ارتفاعاً قياسياً ليصل إلى 103.8 ألف دولار. كان هذا النمو مدفوعاً بالتفاؤل حول فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية وزيادة الثقة في أسواق العملات الرقمية. وبحلول ديسمبر 2024، يجري تداول البيتكوين قرب مستوى فوق 100 ألف دولار، مما يشير إلى استقرار نسبي بعد تحقيق مكاسب بلغت حوالي 133% منذ بداية العام.

توقعات مستقبلية

تتفاوت توقعات أسعار البيتكوين من قبل الشركات الكبرى والمحللين. فقد توقع غولدمان ساكس (Goldman Sachs)، وهو من أبرز شركات الخدمات المصرفية الاستثمارية العالمية، أن يصل سعر البيتكوين إلى 100 ألف دولار بحلول عام 2025، مدفوعاً بتبني المؤسسات، وزيادة استخدامه وسيلة للتحوط ضد التضخم.

أما بنك ستاندرد تشارترد (Standard Chartered)، وهو بنك متعدد الجنسيات مقره في المملكة المتحدة، فتوقع أن يصل سعر البيتكوين إلى 120 ألف دولار بحلول نهاية 2024، مستنداً إلى تأثير تقليص العرض الناتج عن حدث التنصيف.

شركة فيديليتي للاستثمارات (Fidelity Investments)، قدرت أن سعر البيتكوين قد يصل إلى مليون دولار بحلول 2030، وربما 1 مليار دولار لكل عملة بحلول 2040، استناداً إلى قانون ميتكالف الذي يربط قيمة الشبكة بعدد مستخدميها. فيما توقعت كاثي وود (ARK Invest)، وهي شركة متخصصة في الاستثمار التقني بقيادة كاثي وود، أن يصل سعر البيتكوين إلى 1.5 مليون دولار بحلول عام 2030 بسبب التبني المتزايد من المؤسسات وتأثير أحداث التنصيف.

أما جي بي مورغان تشيس (JPMorgan Chase)، واحدة من أكبر شركات الخدمات المالية عالمياً، فهي تدعم البيتكوين وسيلة للتحوط وتنوع المحافظ الاستثمارية، مع هدف طويل الأجل يبلغ 146 ألف دولار. وبينانس (Binance)، وهي واحدة من أكبر منصات تداول العملات الرقمية في العالم، تشير تقديراتها إلى إمكانية تجاوز البيتكوين 11 مليون دولار لكل عملة بحلول 2050، بفضل الندرة المتزايدة والاعتماد المتزايد عالمياً. في المقابل، هناك منتقدون، مثل وارن بافيت وجوزيف ستيغليتز، الذين يتوقعون انخفاض قيمة البيتكوين بشكل كبير على المدى الطويل.

المساهمون