بوتين يدعو إلى تحديد الخطوات اللازمة لعودة الشركات الأجنبية إلى روسيا

21 فبراير 2025
حي المال الروسي في موسكو حيث توجد مقار الشركات الأجنبية (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية تنظيم عودة الشركات الغربية إلى السوق الروسية مع الحفاظ على المزايا للشركات المحلية، مشيرًا إلى أن العقوبات حفزت الاقتصاد الروسي ودعمت الابتكار المحلي.
- تناولت الصحافية أولغا بولياكوفا قدرة الاقتصاد الروسي على التكيف مع العقوبات، حيث ساهمت مغادرة الشركات الغربية في تعزيز الابتكار المحلي، وأشارت إلى انفتاح الشركات الغربية على العودة.
- جرت مناقشات حول عودة الشركات الغربية بعد مغادرتها السوق الروسية في 2022، حيث تكيفت الصناعة الروسية مع الظروف، مما يجعل عودة الشركات الأجنبية صعبة.

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال كلمته في الجلسة العامة لمنتدى التقنيات المستقبلية في موسكو، اليوم الجمعة، والتي نقلتها صحيفة "آر بي كا" الروسية، أهميةَ تنظيم عودة الشركات الغربية إلى السوق الروسية، مع الحفاظ على المزايا التي اكتسبتها الشركات المحلية. وأشار إلى أن العقوبات التي أجبرت هذه الشركات على مغادرة روسيا قد أدت إلى تحفيز الأعمال التجارية المحلية. وقال بوتين: "لقد لعبت المشكلات الخارجية والعقوبات، رغم كل التحديات والصعوبات، دورًا مهمًّا في تحفيز الاقتصاد الروسي. وتابع: "الآن، تتجه الشركات الروسية بشكل متزايد إلى علمائنا وتستفيد من خبراتهم، وغالبًا ما تكون الحلول المحلية أكثر فعالية من الحلول الأجنبية".

وطلب بوتين من الحكومة الروسية العمل على تنظيم عملية عودة الشركات، لضمان بقاء المزايا التي حصلت عليها الشركات المحلية. وأوضح: "أطلب من الحكومة التفكير في كيفية تنظيم تفاعل شركاتنا مع شركات المنافسين، لضمان تقديم مزايا معينة للمنتجين الوطنيين". وقال: "نعم، هذا يتم في إطار منظمة التجارة العالمية، ولكننا واجهنا صعوبات معينة، ويمكننا تنظيم عودة من يرغب في العودة إلى سوقنا".

وفي السياق، قالت الصحافية الروسية أولغا بولياكوفا، لـ"العربي الجديد": "التطورات الأخيرة تشير إلى أن عودة الشركات الغربية إلى السوق الروسية تعكس قدرة الاقتصاد الروسي على التكيف مع العقوبات". وأضافت: "مغادرة هذه الشركات في 2022 كانت فرصة لتعزيز الابتكار المحلي، مما ساهم في تحسين جودة المنتجات والخدمات". وتابعت بولياكوفا: "كما أن انفتاح الشركات الغربية على العودة يعكس اعترافها بنجاح روسيا رغم العقوبات وبفرص الاستثمار التي ما زالت متاحة في موسكو".

وتأتي هذه المناقشات حول عودة الشركات الغربية بعد مغادرتها السوق الروسية عقب بدء النزاع بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022. ووفقًا لصحيفة "آر بي كا"، فقد جرى تناول الموضوع في سياق المفاوضات بين وفدي روسيا والولايات المتحدة في العاصمة السعودية، والتي سبقتها محادثات بين بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبعد هذه المفاوضات، جرى الاتفاق على مواصلة الاتصالات والعمل على استعادة العلاقات الثنائية، مع تعيين ممثلين لمناقشة تسوية الحرب الأوكرانية. وأشار وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو إلى أنه في حال تحقيق السلام في أوكرانيا، قد يتم رفع العقوبات عن روسيا.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي كيريل دميترييف أن بعض الشركات الأميركية قد تعود إلى السوق الروسية في وقت قريب. وفي وقت سابق، أكد رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، أن الصناعة الروسية تمكنت من التكيف بنجاح مع الظروف الراهنة، مشيراً إلى أن عودة الشركات الأجنبية التي غادرت السوق الروسية "لن تكون بالأمر السهل". وأوضح فولودين للصحافيين أن "القرارات قصيرة النظر التي اتخذتها الشركات الأجنبية لمغادرة روسيا أدت إلى نتائج عكسية، حيث تكبدت خسائر كبيرة، بينما لم تتأثر روسيا بشكل ملحوظ".

وأشار إلى أن "الصناعة الروسية أظهرت قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف الحالية، وحققت نمواً ملحوظاً في المؤشرات الاقتصادية، مما يجعل العودة إلى السوق الروسية صعبة الآن". وأضاف أن "هذا الأمر ينطبق على كافة قطاعات التصنيع، حيث جرى شغل الفراغات التي تركتها الشركات الأجنبية منذ فترة طويلة بواسطة الشركات الروسية". كما أكد فولودين دعم مجلس الدوما لرأي وزير الصناعة والتجارة، الذي أشار إلى أن مغادرة الشركات الأجنبية من روسيا قد أفسحت المجال أمام فرص كبيرة لنمو الصناعة الروسية.

المساهمون