بنك التنمية الأوروبي: اللاجئون الأوكرانيون مكسب لدول الاستقبال

بنك التنمية الأوروبي: اللاجئون الأوكرانيون مكسب لدول الاستقبال

10 مايو 2022
ضغط اللاجئين على ميزانيات الدول آنيّ، بينما المكسب من استقبالهم مستمر (Getty)
+ الخط -
رأت كبيرة الاقتصاديين في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بياتا يافورشيك، أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل صدمة اقتصادية تاريخية لهذا البلد، مشيرة إلى أن اللاجئين سيمثلون مكسباً اقتصادياً للدول التي لجأوا إليها.
وتعليقاً على نزوح 15% من الأوكرانيين جراء النزاع، أوضحت يافورشيك في حوار مع وكالة فرانس برس أنّ تدفق اللاجئين يطرح عبئاً على موارد دول الاستقبال، غير أنه قد يتحول مستقبلاً إلى مكسب لها، متحدثة على هامش الجمعية العامة السنوية للبنك الأوروبي.
 

• كيف تصفين الوطأة الاقتصادية لغزو أوكرانيا؟

-- السيناريو المحوري الذي نعتمده يقوم على فرضية استمرار النزاع حتى الصيف، ما يعتبر في غاية التفاؤل، وفي هذه الحال تمثل الحرب صدمة أقل حدة من وباء كوفيد، يمكن تشبيهها بالأحرى بالأزمة المالية (عام 2008).
أما بحسب السيناريو المتشائم الذي يلحظ بلبلة أكبر في إمدادات الغاز، فنتوقع تراجع إجمالي الناتج المحلي إلى مستويات ما قبل الوباء، ما يلغي كل مكاسب الانتعاش الاقتصادي مع بقاء أسعار النفط عالية.

بالنسبة إلى أوكرانيا، فإن تراجع (إجمالي الناتج المحلي) الذي يتوقع أن يكون بمستوى 30%، مرده أن الحرب تجري في منطقة تؤمن 60% من إجمالي الناتج المحلي.
والأراضي التي تزرع بالقمح تقع بصورة عامة في جنوب البلاد وشرقها، حيث تجري الحرب، وهناك أزمات وقود متزايدة. إضافة إلى ذلك، فإن 10% من سكان أوكرانيا غادروا.
وفي ما يتعلق بروسيا، نتوقع تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 10%، ما يوازي الانكماش الاقتصادي في الدول الغربية عند أشد أزمة كوفيد، وهي نسبة مرتفعة.
تواجه أوكرانيا على الأرجح أشد تراجع في إجمالي ناتجها المحلي منذ الحرب العالمية الثانية.

 

• ما الوضع على صعيد الأمن الغذائي؟

-- لا أعتقد أنّ هناك أزمات غذائية. حين نشهد مجاعات، لا يكون هذا ناجماً بصورة عامة عن نقص في المواد الغذائية، بل عن توزيعها. حتى لو أن أوكرانيا وروسيا مسؤولتان معاً عن 35% من الصادرات العالمية، يمكننا شراء القمح من الولايات المتحدة مثلاً.
أسعار الأغذية المرتفعة هي التي تجعل من الصعب الحصول على المواد الغذائية. في دول مثل المغرب ومصر والأردن، يشكل الطعام أكثر من ثلث السلة الاستهلاكية.
دول شمال أفريقيا هذه متضررة بصورة خاصة، لأن أسعار المواد الغذائية ترتفع، فيما عملاتها الوطنية تتراجع قيمتها. كذلك فإنه تُقدَّم مساعدات، وهذا مكلف للغاية لمالية الحكومات، في وقت باتت في وضع هش جراء كوفيد وارتفاع معدلات الفائدة.
بعض الحكومات تردّ بخفض أسعار الوقود، وأحياناً المواد الغذائية. الوسيلة المفيدة للقيام بذلك تكون بتخصيص المساعدات للأسر الأكثر فقراً. أما خفض الضرائب، ولا سيما الضريبة على البنزين للجميع، فهو ينعكس على المالية العامة ويوجه رسائل خاطئة.


• ما وطأة تدفق اللاجئين إلى الدول المجاورة؟

-- استقبلت مولدوفا ما يوازي 14% من عدد سكانها، وبولندا ما يوازي أكثر من 5%. في بولندا، يحقّ للاجئين الحصول على العناية الطبية المجانية، ومساعدات للأطفال، ونقل مجاني والمدرسة... وهذا يطرح ضغطاً كبيراً (على الخدمات العامة).
لكن أوروبا الشرقية تشهد شيخوخة سريعة في حين أنها ليست ثرية حتى الآن. وقدوم هذه الأعداد من الشبان الأوكرانيين، ومعظمهم حائزو شهادات، يمكن أن يساعد على تسوية هذا الوضع.
نعرف من خلال الخبرة والأبحاث الأكاديمية أن الذين يغادرون بلادهم ليسوا الأكثر فقراً، لأنهم يحتاجون إلى موارد للقيام بالرحلة، فاللجوء أمر ينطوي على الكثير من المجازفة ويتطلب الكثير من الشجاعة، إنهم أشخاص يتمتعون بروح المبادرة. بعد قضائهم عاماً أو أكثر في بلد، ينضمون إلى القوة العاملة فيه.
وهذا ينطبق على المكسيكيين الذين يعبرون الجدار جنوب الولايات المتحدة، أو على السوريين.
لكن المستوى التعليمي للأوكرانيين أعلى بصورة عامة من مستوى السوريين، كذلك فإن لغتهم شبيهة باللغات السلافية، والكثير منهم لديهم جذور بولندية ويتكلمون اللغة البولندية بالأساس.
وتثبت الأبحاث أن المهاجرين يعززون الروابط بين دول الاستقبال ودول المنشأ، ما يزيد من حجم التجارة والاستثمار على المدى البعيد.
 
(فرانس برس)

المساهمون